يعد التعليم المهني قوة دافعة مهمة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، وتمثّل التبادلات والتعاون في مجال التعليم المهني أيضًا طرقًا ووسائل مهمة لتعزيز الروابط بين الشعبين. في ظل مبادرة الحزام والطريق، انتشر التعليم المهني الصيني الذي تمثله “ورشة لوبان” عالميًا، وأجرى تعاونًا عمليًا مع المزيد من البلدان، مما أعدّ عددا كبيرا من المهنيين المتخصصين في مجال النقل بالسكك الحديدية والزراعة الحديثة والتصنيع الذكي والمعدات المتطورة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات، ودفع عملية تنمية التصنيع المحلي بقوة.
تعد تيانجين أول مدينة صينية أجرت تعاونًا دوليًا في مجال التعليم المهني، حيث تم إنشاء 20 “ورشة لوبان” بالتعاون مع 19 دولة، من بينها تايلاند ومصر والمملكة المتحدة، وإقامة النظام الشامل للتعليم المهني الذي يشتمل على المهارات الفنية والتعليم الأكاديمي في المنطقة المحلية. إلى وقت قريب، قد أسهمت هذه الورش في تربية أكثر من 3 آلاف من مواهب المهارات المهنية للمناطق المحلية وتدريب أكثر من 10 آلاف موظف للمؤسسات المحلية.
تم إنشاء “ورشة لوبان” الأولى في كلية أيوثايا التقنية في تايلاند عام 2016، والتي تعتبر محاولة صينية ناجحة لمشاركة موارد التعليم المهني عالية الجودة مع البلدان الأخرى، حيث تتخذ الورشة برامج “التعليم الأكاديمي+ التدريب المهني”، وتستخدم أجهزة التدريس المتقدمة، وتجمع موارد تعليمية ثنائية اللغة عالية الجودة، وتنشئ 15 منطقة لممارسة التدريس مثل خطوط الإنتاج الآلية والمناطق التجريبية للروبوتات الإلكترونية. خلال السنوات الـ 6 منذ إنشائها، قامت الورشة بتدريب أكثر من ألف خريج حاصل على شهادة التعليم الأكاديمي، بينما فتحت نافذتها لمعلمي وطلاب الكليات المهنية في دول الآسيان، وقامت بالتبادل وتدريب أكثر من 8 آلاف طالب.
تعد “ورشة لوبان” البرتغالية أول “ورشة لوبان” في قارة أوروبا، تم إنشاؤها بشكل مشترك بين كلية تيانجين المهنية للتقنية الميكانيكية والكهربائية ومعهد سيتوبال للتكنولوجيا بالبرتغال، تتمتع الورشة بـ 16 مجموعة من المعدات المهنية للطلاب وللتعلم والممارسة، بما في ذلك أنظمة التحكم الكهربائية وخطوط إنتاج لتعبئة الأدوية، تجمع الورشة بشكل عضوي بين التدريس النظري والممارسة العملية لتقليل فترة التكيف للخريجين بعد دخولهم المؤسسة بشكل ملحوظ، فاكتسبت سمعة طيبة في الصناعات المحلية ذات الصلة.
أما في أفريقيا، فقد تعاونت الصين مع تسع دول، بما في ذلك مصر وجيبوتي وكينيا، لإنشاء “ورشة لوبان” التي تخدم الصناعات المحلية بشكل مباشر. في مصر ورشتان، تم إنشاؤهما على التوالي في جامعة عين شمس والمدرسة الفنية للصيانة المتقدمة بالقاهرة، وتشتمل تخصصاتهما على تطبيق وصيانة معدات التحكم الرقمي وتكنولوجيا الطاقة الجديدة وصيانة السيارات، وغيرها. تماشيا مع تواصل التعاون العميق بين الصين ومصر في مختلف المجالات، شهدت الفوائد الاجتماعية والاعتراف بـ “ورشة لوبان” ترقية مستمرة، حيث تم تضمين مشروع “ورشة لوبان 2+3” في نظام التعليم الوطني المصري رسميًا في عام 2023، مما وفّر فرصة سانحة للمزيد من الشباب المصريين ليتدربوا على المعرفة المهنية المتقدمة والمهارات العملية في مجال إصلاح السيارات وتكنولوجيا التحكم الرقمي وغيرها، خدمةً لبلادهم وتوفير احتياطيات مواهب عالية الجودة لتحقيق التصنيع في مصر.
في الوقت الحاضر، تتعاون الصين مع أكثر من 70 دولة ومنطقة لإطلاق مشاريع خاصة “للتعليم اللغوي+ المهني” وأنشأت 27 “ورشة لوبان”. خاصة في إطار البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، تتسارع وتيرة التعاون بين الصين والدول الأخرى للدفع بعجلة التصنيع المحلية وخلق المزيد من فرص العمل للسكان المحليين من ناحية، ومن ناحية أخرى، تساهم مشاريع التعاون الدولي في مجال التعليم المهني في تدريب المواهب الفنية والتقنية المحلية اللازمة الملحّة للتنمية الاقتصادية والصناعية، بينما تنشر أيضًا مفاهيم ومنتجات التعليم المهني الصيني المتقدمة إلى العالم.