فى ذكرى وفاة الرجل العظيم المشير طنطاوى:
هل لنا أن نتخيل ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الخونة والمتآمرين نجحوا فى تحقيق مخططهم الإجرامى الذى كان يهدف لإسقاط مصر وتفكيك أوصالها ؟
ماذا كان يمكن ان يحدث لو كان الجيش قد تفكك وانهار كما حدث للشرطه ولأجهزة الدولة الأخرى فى ذلك الحين ؟
ماذا لو أن قادة الجيش المحترمين حقا لم يجتمعوا على كلمة سواء من أجل الحفاظ على مصر وعلى شعبها ودولتها، ولم ينقسموا أو يفسحوا مكانا للأطماع الشخصية أو لأحلام الزعامة – كما حدث بين ثوار 1952- رغم ما شاهدوه من انهيار وفوضى، و ما واجهوه من هجوم عليهم وتشكيك فيهم من أبواق المأجورين الخونه ومن تبعهم من جموع الجهلاء والغوغاء والبسطاء الذين وصفهم أمير الشعراء :
إسمع الشعب “ديون” كيف يوحون إليه
ملأ الجو هتافا بحياتى قاتليه
أثر البهتان فيه وانطلى الزور عليه
ياله من ببغاء عقله فى أذنيه !!
هكذا كان وما زال عقله فى أذنيه..يؤثر البهتان فيه وينطلى الزور عليه.. سرعان ما تخدعه الكلمات المعسولة والشعارات الرنانة التى يطلقها الصياحون وتجار الكلام والشعارات..أولئك الذين يجيدون خداع الناس بأصواتهم العالية وبالأحلام التى يرددونها – ولا قدرة لهم على تحقيقها- وبهذيانهم فى القنوات التى يفسح لهم فيها مكانا أمثالهم من الجهلاء ومحبوا الإثاره أو المخدوعين بما يقولون، ليخدعوا البسطاء وغير البسطاء، بينما أغلبهم ليس لهم أى تاريخ نضالى حقيقى فى مراحل عمرهم بعيدا عن الوظيفه، أوالمكانة التى شغلوها أو يشغلونها بخداع أمثالهم بقدراتهم المزعومه.
لو تصورنا هول ماكان سيحدث لبلادنا لسجدنا لله شكرا وامتنانا على أن أنجانا وأنجى بلادنا من المصير المظلم الذى كانت تهدف إليه تلك المؤامرة وعملاؤها – الذين مازال بعضهم يعيش ييننا دون خجل- ذلك المصيرالذى رأينا جزءا يسيرا منه فى تلك الأيام البغيضة حين عمت الفوضى و انطلق البلطجية والسفهاء للنهب والسلب وتخريب ما يجهلون قيمته، وهو ما رأيناه ونراه فى البلدان التى نجحت فيها المؤامره.
لو تصورنا ماذا كان سيكون عليه الحال لأدركنا الدور العظيم الذى قام به المشير طنطاوى ورفاقه المخلصون و حفاظهم على الجيش والشعب مما كان يراد بهما .. فتحية إجلال وإكبار لكل أولئك المحترمون .
د. خيرى شاكر حمدالله