أشارت داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، أنه مع بداية موسم التقديمات للمدارس الخاصة في رياض الاطفال، يعيش أولياء الأمور فترة من القلق والتوتر، حيث تضع بعض المدارس شروطا لا يمكن أن تتنازل عنها لقبول الأطفال، فضلًا عن خضوع الطفل والأبوين للمقابلة الشخصية التي تعرف بـ”الانترفيو” .
وأضافت الحزاوي أن الكثير من أولياء الأمور اشتكوا من صعوبة الأسئلة الموجهة للطفل، التي لا تتناسب مع عمره الذي لا يتجاوز الرابعة .
قائلة من حق المدرسة أن تتأكد من أن الطفل غير مصاب بالتوحد وأنه سليمًا ذهنيا، ولكن أن تعقد له اختبارات التعرف على الحروف والألوان والأشكال وتوصيل الكلمات واللغة الانجليزية فهذا أمر تعجيزي.
كما أن ظروف فيروس كورونا تسببت عدم قدرة بعض الأسر ذهاب أولادهم للحضانات، التي تعتبر مكان يساعد على تأهيل الأطفال لخوض الانترفيو الخاص بالمدارس، ويلزم تواجد أخصائي نفسي خلال المقابلة، للحكم علي مدي استيعاب الطفل أو تاخره العقلي فهو الأقدر على معرفة ذلك.
وأوضحت مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر أن الاسئلة الموجهة لأولياء الأمور خلال الانترفيو يتم التركيز فيها على المستوى التعليمي والمادي والاجتماعي، ويتم ذلك باللغة الانجليزية للتأكد من مهارة الحديث والرد على الأسئلة، فهل هذا يعقل إذا كان ولي الأمر لا يجيد التحدث باللغة الانجليزية أو مؤهل متوسط يتم رفضه فمن حق ولي الأمر طالما أنه لديه إمكانيات مادية أن يطمح أن يكون أبناؤه افضل منه.
ونتيجة زيادة القلق والتوتر من رفض الطفل أو ولي الأمر في المقابلات الشخصية، بدأت في الظهور ما يعرف بأكاديمية للتأهيل لتدريب الطفل وولي الأمر على الأسئلة حتى يجتازوا قبول المدرسة.
وطالبت الحزاوي بضرورة تدخل الوزارة لوضع ضوابط تقديم الأطفال في المدارس، ولا تترك ولي أمر فريسة لاستغلال المدارس الخاصة، بالإضافة إلى الرقابة على أسعار استمارات التقديم، فبعض المدارس تكون بأسعار باهظة، ويضطر ولي الأمر إلي التقديم في اكثر من مكان رغبة في ضمان مكان لابنه في أحد المدارس، وللأسف الشديد هناك مدارس لا تلتزم بالقرار الوزاري الخاص برد مبلغ الاستمارة في حالة رفض الطفل أو اعتبارها جزء من قيمة المصروفات في حالة قبول الطفل في المدرسة.
وقدمت الحزاوي نصائح للأمهات عند التقديم لأولادهم في المدارس لأول مرة :
أولا يلزم تحديد أولوياتك وتوجهاتك لعمل حصر للمدارس التي تتوافق معها، فيجب أن تعرفي ماذا تريدي من المدرسة هل التعليم فقط، أم يكون هناك اهتمام أيضا بالأنشطة المختلفة كموجود مسرح مدرسي أو ملاعب أو حجرات للموسيقى، أم تريدي اهتمام بالناحية الدينية.
وأضافت الحزاوي: عند تحديد المدارس التي تتفق مع توجهاتك تابعي صفحاتهم على “الفيس بوك”، لجمع معلومات عنها و معرفة هل هناك تفاعل بين الإدارة وأولياء الأمور لحل المشاكل، يمكن أيضا تجميع معلومات من خلال بعض المجموعات التي تهتم بعرض تجارب واراء الأمهات في المدارس، للتعرف على مستوى المدرسة وكذلك طبيعة الاسئلة في المقابلة الشخصية.
ولكن احذري من أن هناك بعض المجموعات لا تراعي المصداقية في العرض لذا اهتمي باللجوء لمن لديه مصداقية كبيرة، قومي برصد جميع المصاريف المتوقعة سواء مصاريف المدرسة أو الكتب أو الزي أو الأتوبيس الخاص بالمدرسة، واسألي نفسك هل أنتي قادرة على دفع باستمرارية لهذا الكم من المصاريف، فلابد أن تكون مصاريف المدرسة مناسبة للمقدرة المالية للأسرة حتى لا تعاني من الضغط والتوتر، خصوصا أن الدراسة ليست سنة واحدة بل عدة سنوات وهناك أيضًا مصاريف جانبية.
وتابعت الحزاوي نصائحها للأمهات: حاولي أن تذهبي للمدرسة وتتعرفي عليها من الداخل للوقوف على عدة أمور مهمة مثل النظافة وتوفير بيئة آمنة للطلاب، كما يمكنك التمهيد للطفل قبل تحديد ميعاد المقابلة الخاص به، عند طريق اصطحابه للمدرسة لرؤيتها والتعرف عليها وذلك له أهمية في كسر حاجز الخوف والرهبة عند ذهابه يوم “المقابلة” نفسه، خصوصا إذا كان الطفل غير اجتماعي وخجول ولديه خوف عند الحديث مع الغرباء.
وفي النهاية يلزم أن تدرك كل أم أن المدرسة مهما كانت هناك قصور بها، فيلزم موازنة الايجابيات والسلبيات عند الاختيار ويجب أن تعلمي أن البيت هو شريك أساسي مع المدرسة في المتابعة والرعاية، فالاسرة هي شريك اساسي في العملية التعليمية لا يمكن إغفال دورها.