استطاع الدكتور جمال شيحة، أستاذ الباطنة ورئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد بجامعة المنصورة، أن يكتب اسمه بحروف من ذهب في سجلات التاريخ، فلم يدخر جهدًا في سبيل تحقيق أهدافه السامية في القضاء على الفيروسات الكبدية في مصر، سواء من الأبحاث والدراسات العلمية المستفيضة التي كانت مرجعًا للعديد من الأطباء أو حتى من العمل الأهلي والبحث العلمي، ليتم تتويج هذا المشوار العلمي باختياره ضمن أفضل 6 علماء علي مستوى العالم، أسهموا في القضاء على فيروس سي.
وينشر لكم “صدى البلد جامعات” السيرة الذاتية للدكتور جمال شيحة وقصة تصدره هذه القائمة العلمية المشرفة..
السيرة الذاتية للدكتور جمال شيحة
بدأ الدكتور جمال شيحة رحلته العلمية، بحصوله على بكالوريوس الطب والجراحة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف من كلية طب المنصورة في إبريل 1982، ليعمل بعد ذلك كطبيب بشري بمستشفى المنصورة الجامعي في الفترة من 1983 حتى 1987، ثم أخذ في التدرج وظيفيًا وأكاديميًا بفضل مهاراته وقدراته المميزة، لينال درجة أستاذ مساعد عام 1997، ويصبح نائبًا لرئيس مجلس قسم الأمراض الباطنة لشؤون تخصص الكبد والجهاز الهضمي.
وأثناء رحلته العلمية الزاخرة بالإنجازات، تمكن “شيحة” من رصد معاناة المصابين بالالتهابات الكبدية عن كثب، وهو الأمر الذي كان دافعًا قويًا له لتأسيس جمعية رعاية مرضى الكبد ALPC عام 1997، وتوفير الرعاية والعلاج المجاني لمن لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج.
وفي عام 2002، تقلد “شيحة” منصب رئيس وحدة الكبد والجهاز الهضمي وأستاذ الباطنة العامة في كلية الطب جامعة المنصورة، كما أسس مستشفى الكبد المصري والمعهد المصري لأبحاث الكبد “ELRIAH” والمجهز بأحدث المعدات الطبية اللازمة لتوفير العلاج والرعاية لأكثر من 50 ألف مريض سنويًا، كما أحرزت مستشفى الكبد المصري تقدمًا كبيرًا في معركة القضاء على فيروس سي أثناء جائحة كورونا، وقد استقبلت نحو 539 مريضًا بالالتهاب الكبدى سي، فضلًا عن تقديمها مضادات فيروس بي لنحو 6203 مريضًا كل شهر دون أى تكلفة.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل ظل حلم القضاء على معاناة مصابي فيروس سي يراود “شيحة” دائمًا، فقام بتطوير نموذج رائد للتوعية المجتمعية يعتمد علي ٱليات “التثقيف – الاختبار – العلاج” للتشخيص والعلاج والوقاية من عدوى فيروس C وفيروس B عبر قرى مصر، وهو نموذج فريد من نوعه استطاعت الدولة المصرية تسخيره لخدمة أهالي القرى المصرية، ليتم تنفيذه في 100 في الفترة من 2015 إلي 2019، والتي تم خلالها فحص ما يقرب من 250 ألف شخص تلقي منهم 16500 علاج الالتهابات الكبدية مجانًا.
وامتد دور هذا النموذج ليشمل التثقيف والتوعية الشاملة لأهالي القرية بطرق انتشار العدوى بالفيروسات الكبدية وطريقة الوقاية منها وذلك بهدف تقليل أعداد الإصابات مستقبلًا، ليتكامل العلاج والتشخيص بالمعلومات والبيانات الصحيحة التي كان لها دورًا كبيرًا في تثقيف قطاعات عريضة من سكان القرى.
كما قدم الدكتور جمال شيحة للعالم العديد من الأبحاث والمؤلفات العلمية القيمة، التي استحق من خلالها أن يحصد عددًا كبيرًا من الجوائز العالمية المختلفة، كما كان رئيسًا للعديد من المؤتمرات الدولية وشغل عضوية مجلات علمية دولية مثل: “مجلة أمراض الجهاز الهضمي”، و”مجلة الكبد”، و “مجلة أمراض الكبد الدولية”.
قائمة أفضل 6 علماء في العالم أسهموا في القضاء على فيروس سي
وتتويجًا لإسهامات الدكتور جمال شيحة في القضاء على فيروس سي، أعلن الاتحاد العالمي للقضاء على الالتهابات الكبدية في مؤتمر صحفي عقد بمدينة أطلنطا بالولايات المتحدة الأمريكية، اختيار”شيحة” ضمن أفضل 6 علماء على مستوى العالم، أسهموا في القضاء على فيروس سي وحصوله على لقب Hepatitis Elimination Champion 2021 ، وتسميته “بطل 2021” في القضاء على الالتهابات الكبدية في العالم، وذلك بالتزامن مع مناسبة الاحتفال باليوم العالمى للكبد والذي يوافق يوم 28 يوليو من كل عام .
ووقع على شهادة التكريم جون وورد، رئيس الائتلاف العالمي للالتهابات الكبدية، وهارفي آلتر، مكتشف فيروس سي عام 1989 والحاصل على جائزة نوبل في العلوم الطبية للعام 2020.
ومن جانبه، وجه الدكتور جمال شيحة، الشكر للتحالف العالمي للكبد علي التكريم، مؤكدًا أن فحص جميع المرضي كان حلمًا حاول الوصول إليه طوال الـ 25 عامًا الماضية، مشيدًا بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي “100مليون صحة” التي استطاعت فحص حوالي 60 مليون شخص وعالجت المرضي الذين كانوا لا يعلمون إصابتهم بفيروس سي، معربًا عن أمله في الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية للمرضى، خاصةً ممن لا يتحملون تكاليف الرعاية الطبية.