أدى طلاب الثانوية العامة بالشعبتين؛ العلمية والأدبية، 8 امتحانات بمعدل 4 مواد لكل شعبة، قبل إجازة عيد الأضحى المبارك، والتي بدأت أمس الاثنين وتستمر حتى الجمعة المقبلة، ومن المقرر أن تستكمل امتحانات الثانوية العامة يوم السبت المقبل، حيث يؤدي طلاب “العلمي”، امتحان الفيزياء ويخوض طلاب “الأدبي” امتحان مادة التاريخ.
شهدت الثانوية العامة خلال الأسبوعين الماضيين حالة من الجدال بين الطلاب وأولياء الأمور، وأعضاء هيئة التدريس خاصة وأنه العام الأول التي يطبق فيها نظام امتحانات “البابل شيت”، الذي يعتمد على الفهم وليس الحفظ والتلقين كما أعلنت وزارة التربية والتعليم، “صدى البلد جامعات”، يرصد أبرز الأزمات والتباين سببتها امتحانات الثانوية العامة قبل إجازة العيد، والتي كان أولها امتحان اللغة العربية للشعبة العلمية وما تضمنه من أسئلة اشتكى منها بعض الطلاب مؤكدين أن الإجابات كانت متشابهة بدرجة كبيرة، مما تسبب في حيرتهم.
أسئلة تتضمن أكثر من إجابة
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تطور الأمر ووصل لتقديم أعضاء بمجلس النواب بطلب إحاطة للمستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، بشأن امتحان اللغة العربية للثانوية العامة الشعبة العلمية.
وأوضح عضو مجلس النواب، الدكتور أيمن محسب في طلبه أن هناك العديد من الشكاوى من الطلاب بشأن امتحان اللغة العربية للثانوية العامة، وحالة من الارتباك التي أصابت أولياء الأمور قبل الطلاب، جراء ما تضمنه الامتحان من بعض الملاحظات، منها على سبيل المثال أن هناك عدد من الأسئلة يوجد لها أكثر من إجابة، وهذا الأمر تسبب فى حيرة للطلاب، فى الوقت الذى يوجد أسئلة أخرى بمثابة لوغاريتمات، متابعا:” هذا التناقض سينعكس على الطلاب فى باقى الامتحانات من الأفضل أن يكون هناك شفافية ووضوح فى وضع الأسئلة المباشرة التي لا تحتمل أكثر من إجابة”.
دعم الثقافة الذكورية وتشجيع العنف المنزلى
وقدمت النائبة أميرة صابر عضوة مجلس النواب طلبا الى رئيس المجلس، لسؤال وزير التعليم بخصوص قطعة القراءة الواردة في امتحان الثانوية العامة للشعبة العلمية للعام ٢٠٢٠/٢٠٢١.
وأعربت النائبة أميرة صابر في مذكرتها، عن قلقها من احتواء النص على عبارات وإشارات ذكورية تعزز الثقافة الابوية والانفراد بصنع القرار داخل المنزل الواحد، كما تؤصل لعدم المساواة والتسلط وتشجع على العنف المنزلي والعنف ضد الأبناء، واختزال دور المرأة فى الأعمال المنزلية- على حد ما ذكرته النائبة.
وأضافت المذكرة أن الامتحان ورد به بعض العبارات في قطعة القراءة، والتي تدعم الثقافة الذكورية وتؤصل عدم المساواة والتسلط وتشجع على العنف المنزلى:
“كان بيتنا محكوما بالسلطة الابوية”،
“فالأب وحده مالك زمام أموره [البيت]،
“لقد عشت حتى رأيت سلطة الآباء تنهار وتحل محلها سلطة الأمهات والابناء والبنات”،
… ” واحيانا تستبد الأم وأحيانا تستبد الابنة والابن، وقلما يستبد الأب.”
“لا يغيب الأولاد عن البيت بعد الغروب حتى لا يضربه [الاب].
“كل اعمال البيت تقوم بها امى.”
31 خطأ في امتحان الألماني
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، نقلًا عن معلمي مادة اللغة الألمانية، صور من امتحان الألماني لطلاب الثانوية العامة الشعبتين الأدبية والعلمية، تظهر أخطاء بالامتحان.
وأشاروا إلي أن الامتحان جاء به العديد من الأخطاء من قبل واضعيه.
وسادت حالة من الاستياء بين طلاب الثانوية العامة، بعد نشر الصور معلقين أن الامتحان شمل عدة نقاط صعبة لم تكن موجودة في كتاب الوزارة، أو المنصات التعليمية، مطالبين وزير التربية والتعليم باستبعاد الأسئلة التي جاءت من خارج المنهج من المجموع الكلي للمادة أثناء التصحيح، كمان أعلن عدد من مدرسي المادة تقديم شكوى إلى منظومة الشكاوى الحكومية بمجلس الوزراء لفحص الأخطاء الواردة في الامتحان حرصا على مستقبل الأبناء.
نقل امتحان الألماني دون معالجة لغوية
وأوضح الدكتور عبد الرحمن ناجي، أستاذ اللغة الألمانية بكلية التربية جامعة عين شمس، والمحاضر بجامعة هيلديسهايم بألمانيا، أن أسئلة امتحان اللغة الألمانية بالشكل الجديد تتكون من:
1- متن: وهو عبارة عن جملة أو نص أو محادثة (أو تداخل بين النص والمحادثة).
٢- السؤال المطلوب الإجابة عليه (قد يغيب في بعض الحالات وعلى الطالب استنتاجه وهذه درجة صعوبة أعلى)
٣- البدائل أو الاختيارات الأربعة فيما يتعلق بالمتن (المكون رقم ١)، فقد قام وضعي الامتحان بنقله من مواقع تعليمية مختلفة دون معالجة لغوية، حتى يتناسب مع المستوى المعلن تدريسه لطلاب المرحلة الثانوية، وفي الحقيقة خير فعلت حتى لا يتم تشويه النص الأصلي ولكن كان من الأفضل اختيار نصوص من المستوى المعلن والمتوافق مع الإطار الأوروبي المرجعي المشترك للغات، (وهو مشترك لأنه يصف نفس المهارات في نفس المستويات في لغات مختلفة)، وعلى أي حال فإن الملاحظات على هذا المكون تتلخص في صعوبته وعدم موافقته لمستوى الطلاب، وغير مقبول هنا الحديث عن استراتيجيات القراءة المختلفة كما لو كانت عصا سحرية.
مشكلات لغوية في القواعد
وأضاف ناجي لـ”صدى البلد جامعات” يبدأ تطبيق تلك الاستراتيجيات بعد ضبط المستوى اللغوي ولا مجال هنا لقلب الأوضاع، وفي جزئية القواعد ظهرت عدة مشكلات لغوية نظرا لأنها وُضعت بشكل حر ولم تُنقل (في معظم الأحيان) من المواقع التعليمية السابق الإشارة إليها، وغريب أن يكون سؤال القواعد غير منضبط نحويا، حتى فيما يتعلق بالمكون الثاني (السؤال) بالرغم من أن الصياغات ثابتة ومتكررة، وتم تدريب الطلاب مرارا وتكرارا فقد اجتهد يجتهد واضع/واضعوا الأسئلة في صياغتها وظهرت أخطاء في الصياغة في حالتين.
“اللف والدوران بلا هدف”
واستكمل ناجي: أما المكون الثالث وهو الاختيارات فكانت أكثر الأجزاء تدخلا من قبل واضع الامتحان، حتى ولو كانت منقولة من مرجعيات أخرى لأنه يريد أن يقيس شيئا آخرا غير الوارد في تلك المرجعيات المعتبرة، وعليه تم اللجوء إلى “اللف والدوران” بلا هدف مرتبط بمهارات اللغة، وعليه وقع واضع الأسئلة في حيرة بين رغبته في إيقاع الطالب في “فخ ما” من ناحية، وقدرة واضع الأسئلة على صياغة ذلك الفخ لغوياً، وطبعا لم يعر اهتماما للمستوى اللغوي السابق الإشارة إليه A1، وبالتالي جاءت البدائل مليئة بالأخطاء اللغوية وفوق مستوى الطالب، ولا نعرف ماذا تريد أن تقيس واعتمدت اختيارات الطلاب على مهارة (التخمين)، فلا يمكن الحديث عن استخدام مهارات عليا مثل التحليل والمقارنة في إطار أسلوب حل المشكلات.
اقتصار التعليم على الاختبار
وأردف الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أن المكونات الثلاثة المشار إليها تنطبق على جميع المواد، ويتحقق فيها نفس الأداء وتتكرر نفس الأخطاء بشكل عام إقتصار العملية التعليمية بمجملها على الاختبار فقط، لا يمكن وصفه بالتطوير، فهل تم اكساب الطلاب مهارات لغوية خلال مرحلة التعلم؟ أين؟ متى؟ كيف؟ المؤشرات؟ فصول دراسية بل وأعوام دراسية لم تقدم الوزارة خدمة تعليمية حتى بالحد الأدنى.
لا يجب الاتفاق مع الطالب على مستوى معين ثم تأتي الامتحانات في مستويات أخرى، ووضح ذلك جليا في الفرق الواضح بين ما قدمته مصادر التعلم التابعة للوزارة والتي دعت الطلاب إلى الالتزام بها، وبين ما ورد في الامتحانات.
الامتحان تضمن أخطاء جسيمة
واختتم ناجي تصريحاته بالتأكيد على أنه ينبغي على الوزارة أن توضح للرأي العام ما هي نواتج التعلم المستهدفة ILOs للغة الألمانية (وأيضا لباقي المواد) في المرحلة الثانوية، وكيف تحققت تلك النواتج من خلال تلك الامتحانات؟ من المسئول عن تعويض الطلاب عما تعرضوا له من ظلم نتيجة أخطاء جسيمة (حوالي ٤٠ خطأ في امتحان اللغة الألمانية شعبة العلمي وحوالي ٣٠ خطأ لشعبة الأدبي)، فضلا عن تكرار سؤال في احد نماذج الأسئلة؟ هل ستتم إعادة الامتحان عن طريق امتحان منضبط لغويا ومرجعية يليق بشهادة الثانوية العامة المصرية؟، أم ستتم إعادة توزيع الدرجات ولا أعرف وفقا أية معايير؟، أم ستسير الامور وكأن شيئا لم يكن؟.
مررنا بتجربة على مدار ٣ سنوات، بها الكثير من الوعود التي لم تُنفذ وضبابية وعدم تخطيط واستخدام أساليب دعائية ليس لها علاقة بأرض الواقع، وكم سمعنا أن (التجربة نجحت) فلم نعلم أية تجربة وكيف نجحت ومن حكم عليها بالنجاح، وما هي معايير ذلك الحكم، أما الآن فقد وصل القطار إلى محطته الأخيرة وجاء وقت الحقيقة التي لا تنكرها عين.