تعد الحيتان من أكبر الحيوانات على وجه كوكب الأرض، وعلى الرغم من اتخاذها للمحيطات مأوى لها، إلى أنها تنتمي إلى فصيلة الثدييات، كما أنها تُصنف من ضمن الحيوانات الأطول عمرًا وذلك لإمكانية بقائها على قيد الحياة لأكثر من 200 عام، متفوقةً بذلك على العديد من الكائنات الحية الأخرى.
دراسة علمية تؤكد تشابه الحيتان والبشر
وفقًا لدراسة علمية حديثة، نشرت في في مجلة ” Proceedings of the Royal Society B”، يرى العلماء والخبراء أن الحيتان كائنات اجتماعية إلى حد كبير، ما جعل البعض يرى تشابهًا بينها وبين البشر، واستخدمت الدراسة، الطائرات بدون طيار لإلقاء نظرة فاحصة على الديناميكيات الاجتماعية للحيتان القاتلة الموجودة في شمال المحيط الهادي.
ووفقًا لمجلة “ناشونال جيوغرافيك“، أظهرت نتائج الدراسة، التي تمت بقيادة جامعة “إكستر” ومركز أبحاث الحيتان، أن الحيتان القاتلة، تقضي المزيد من الوقت في التفاعل مع أفراد معينين في مكان تواجدها، وتميل إلى تفضيل أولئك من نفس الجنس والعمر المماثل، موضحةً أن الحيتان تصبح أقل ارتباطًا اجتماعيًا كلما تقدم بها العمر.
ويقول “مايكل فايس” الكاتب الرئيسي للدراسة، “حتى الآن اعتمد البحث في الشبكات الاجتماعية للحيتان القاتلة على رؤية الحيتان عند سطحها، وتسجيل أي الحيتان مجتمعة، ومع ذلك نظرًا لأن الحيتان القاتلة تظل في المجموعات الاجتماعية التي ولدت فيها، يبدو أن مدى ارتباط الحيتان الوثيق هو الشيء الوحيد الذي يفسر هيكلها الاجتماعي”
وأشارت النتائج، إلى أن البحث في أعماق المحيطات من خلال طائرات بدون طيار، مكنهم من رؤية تفاصيل، مثل: الاتصال بين الحيتان الفردية، حيث وجدت الدراسة أن الحيتان تفضل التفاعل مع أفراد محددين، حتى داخل هذه المجموعات الضيقة، كما فحصت الدراسة، المناسبات التي ظهرت فيها الحيتان معًا، لأن العمل في وحدة يعد علامة على الروابط الاجتماعية في العديد من الأنواع، ووجدت أوجه تشابه رائعة بين سلوك الحيتان والثدييات الأخرى.
هذا وتشير أنماط الاتصال الجسدي، وهو أحد التفاعلات الاجتماعية التي رصدتها الدراسة، إلى أن الحيتان والإناث الأصغر سنًا يلعبون دورًا اجتماعيًا محوريًا في المجموعة. وقد استند البحث الجديد إلى أكثر من أربعة عقود من البيانات التي جمعها المركز عن الحيتان القاتلة الجنوبية، وهي مجموعة معرضة للخطر الشديد في المحيط الهادي.
ومن جانبه، قال البروفيسور دارين كروفت، من مركز إكستر للبحوث في السلوك الحيواني، إن هذه الدراسة ما كانت لتتحقق لولا إضافة طائرات بدون طيار إلى مجموعة أدوات البحث، وهي الطائرات التي تمكنت من الغوص في الحياة الاجتماعية لهذه الحيوانات أكثر من أي وقت مضى”.
وأضاف “كروفت”، أن العديد من الأنواع بما في ذلك البشر، يكون الاتصال الجسدي بينها نشاطًا مهدئًا لتخفيف الإجهاد الذي يعزز الترابط الاجتماعي.