ما زالت سلالة كورونا الهندية، أو ما يُعرف حاليًا بـ “متحور دلتا”، تثير موجة من القلق والذعر على المستوى العالمي، وبخاصةً في الهند والمملكة المتحدة البريطانية، حيث تعاني البلدان من تداعيات هذه السلالة الجديدة، التي استطاعت أن تحصد كم كبير من الأرواح خلال الفترة الماضية، مسببةً ضغطًا بالغًا على النظم الصحية في هذه الدول.
وفي هذا السياق، تستمر جهود العلماء والخبراء لمحاولة جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول ماهية هذه السلالة وتأثيراتها الصحية على المصابين، ومن ثم تحليل هذه المعطيات لبحث سبل التصدي لهذه السلالة.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” أبرز المعلومات المعروفة حتى الآن عن السلالة الهندية..
قادر على الانتشار والتفشي بشكل سريع
رُصد المتحور الهندي، لأول مرة في الهند في شهر أبريل الماضي، مسببًا العديد من الخسائر المادية والبشرية للهند، التي ما زالت تعاني من ارتفاع معدل الإصابات والضغط المتزايد على المستشفيات والأطقم الطبية التي تحاول جاهدةً إنقاذ أكبر قدر من السكان.
كشف مات هانكوك، وزير الصحة البريطاني، أن متحور دلتا من فيروس كورونا، أي المتحور الهندي الجديد، قادر على الانتقال بنسبة 40% أكثر من المتحور البريطاني (ألفا) الذي كان سائدًا في بريطانيا في ديسمبر الماضي.
وأوضح هانكوك، أن متحور دلتا من فيروس كورونا، أصبح يقف حائلًا بين بريطانيا وبين رفع ما تبقى من إجراءا وقيود كانت تعتزم التخفيف منها خلال الفترة المقبلة.
تأثيرات السلالة الهندية لكورونا على البنكرياس
قال أطباء هنود لصحيفة “Telegraph” البريطانية، أن السلالة الهندية الجديدة تسبب أضرارًا غير مسبوقة للبنكرياس، ما يؤدي إلى إصابة الأشخاص بمرض السكر المفاجئ وارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، ومن ثم الإصابة بعدوى “الفطر الأسود” الذي أخذ في التفشي في الهند بالتزامن مع ظهور المتحور دلتا.
هذا وذكرت لجنة علماء بالحكومة الهندية، أن المتحور الجديد يعتبر شديد العدوى وقد يتأثر به من سبق له الإصابة بالمرض أو من لم يتلق جرعة التطعيم كاملة، فيما أكد باحثون باتحاد علم الوراثة والمركز الوطني لمكافحة الأمراض، أن خطر انتقال العدوى يصل إلى نسبة تزيد عن 50% عما تنقله سلالة كورونا البريطانية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور كوثالكار في مستشفى “سفن ستازر” الهندية، أن المتحور دلتا يتسبب في تلف خلايا “بيتا” في البنكرياس، التي تنتج الأنسولين وتنظم مستويات الجلوكوز في الدم، مضيفًا أن حوالي 40% من المصابين بكورونا أصيبوا بمرض السكر مباشرةً خلال الموجة الثانية من الفيروس.
ضرورة الفحص المنتظم
وفي سياق متصل، نصح الأطباء بضرورة الكشف المبكر والفحص الدوري لنسبة الجلوكوز في الدم بالنسبة للمتعافين من كورونا، وذلك لمنع انتشار الإصابة بعدوى الفطر الأسود، لافتين إلى أن معدل الوفيات قد يصل إلى 50% إذا انتشر المرض، حتى لو تم توفير العلاج بعد ذلك.