رحل عن عالمنا، اليوم الثلاثاء، واحدة من رائدات البحث العلمي في مصر والعالم العربي، هي الدكتورة سامية التمتامي، صاحبة المسيرة العلمية المشرفة في مجال علم الوراثة، التي اقتحمته بكل قوة وإصرار لتصبح أول طبيبة عربية تتخصص في هذا المجال.
وينشر لكم “صدى البلد جامعات” السيرة الذاتية للدكتورة الراحلة سامية التمتامي، رائدة علم الوراثة في مصر ورئيس مركز التميز للوراثة البشرية بالمركز القومى للبحوث، وأهم المحطات في مسيرتها المهنية والعلمية..
نشأة الدكتورة سامية التمتامي
هي ابنة محافظة البحيرة، انتقلت للعيش مع أسرتها في حي شبرا بمحافظة القاهرة، وأظهرت تفوقًا دراسيًا ملحوظًا خلال مسيرتها التعليمية، وهو الأمر الذي أهلها للحصول على منحة تعليمية لإكمال دراستها، وذلك في الفترة ما قبل ثورة يوليو 1952.
وحافظت الدكتورة سامية التمتامي على تفوقها الدراسي، لتلتحق بكلية الطب جامعة القاهرة في الخمسينيات، وتتخصص في طب الأطفال، وتصبح الأولى على دفعتها، وتقرر بعد ذلك الحصول على دبلومة في طب الأطفال.
وأخذت حياة التمتامي منعطفًا جديدًا، بزواجها من الدكتور مصطفى رأفت وذهابها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1961، حيث ناقشت رسالة الدكتوراه في علم الوراثة، والتي تم إصدارها من مجلدين، وقد وقع اختيارها على هذا العالم تحديدًا، بسبب رغبتها في مساعدة الأطفال التي تُولد بحالات طبية نادرة.
مجهودات التمتامي في نقل تجربتها إلى مصر
ودون كلل أو ملل، عكفت التمتامي على تطوير رسالتها، لتتحول إلى مرجع أعيد طبعه 3 مرات حتى الآن، ثم عادت لمصر سنة 1966، وأسست الدكتورة سامية قسمًا لدراسة الوراثة بكلية الطب، لنقل ما اكتسبته من معارف وخبرات إلى أبناء مصر من طلاب كلية الطب، لتصبح الأولى إقليميًا، وخلال 30 عامًا تحول هذا القسم إلى شعبة كبيرة بالمركز القومي للبحوث وتحت مظلتها 7 أقسام مختلفة، وبها أكثر من 100 باحث.
وتمتلك التمتامي، سجلًا حافلًا بالإنجازات والعطاءات المتوالية، حيث اكتشفت أكثر من 40 مرضًا وراثيًا مسجلًا باسمها في المراجع العلمية، مثل: متلازمة تمتامى الشهيرة، والتي تُعرف بأنها نوع من الخلل في الخلايا العصبية بالمخ وفي التواصل بين فصي الدماغ.
وبفضل هذه الروح الموقدة بحب العلم، تم تكريم التمتامي عام 2004 كأم مثالية ونموذج ومثال مصري خالص يُحتذى به، كما اختيرت ضمن أكثر 50 سيدة مؤثرة لعام 2017.