لازالت المنافسة على أشدها بين دول العالم، فيما يتعلق بعملية إنتاج أدوية جديدة مخصصة لعلاج فيروس كورونا المستجد وتخفيف الأعراض المرافقة له، خاصةً في ظل ارتفاع أعداد الإصابات من جديد، ما جعل بعض الدول تقوم بإصدار قرارات أكثر صرامة لمواجهة انتشار التفشي السريع للفيروس.
وفي هذا السياق، ينبعث شعاع الأمل من جديد، بالتزامن مع إعلان إحدى الشركات الأميريكية عن احتمالية إنتاج أول حبوب لعلاج كورونا بحلول نهاية العام الجاري.
العقار في المرحلة الثانية من التجارب السريرية
أفاد تقرير صادر عن موقع “Medscape” الطبي الأمريكي، أن هناك دواء جديد لعلاج فيروس كورونا المستجد في المرحلة الثانية من التجارب السريرية، وفي حالة إذا ثبت نجاحه، سيتم إطلاقه بحلول نهاية العام الجاري للاستخدام.
وأعلنت شركة الأدوية الأميريكية “RedHill Biopharma” ،المطورة لهذه الحبوب، في مؤتمر “الفيروسات القهقرية والعدوى الانتهازية” السنوي، الذي يُعقد في الولايات المتحدة الأمريكية بحضور الآلاف من كبار الباحثين والأطباء من جميع أنحاء العالم، نتائج المرحلة الثانية من التجارب السريرية لهذا العقار الجديد “مولنوبيرافير” المصمم لمرضى فيروس كورونا، والذي يفعل ما يفعله عقار “أوسيلتاميفير” (تاميفلو) لمرضى الإنفلونزا.
العقار أسهم في التقليل من شراسة الفيروس
وفي سياق متصل، أظهرت الدراسة التي تم عرضها خلال المؤتمر الذي تم انعقاده بشكل افتراضي بسبب تداعيات فيروس كورونا، أن الحبوب قللت بشكل كبير من الفيروس لدى المصابين الذين ظهرت عليهم الأعراض، وكانت نتيجة اختبارهم للفيروس إيجابية، حيث قضى الدواء على الفيروس بعد 5 أيام من تلقي المشاركين له، في حين أن 24% من مجموعة المقارنة الذين تلقوا العلاج الوهمي كان لا يزال لديهم الفيروس.
الشركة تطور نوعين آخريين من الأدوية
جدير بالذكر، أن الشركة تطور نوعين آخرين من الأدوية الفموية، لعلاج الأعراض الشديدة لمصابي كورونا المقيمين في المستشفيات، والآخر للمصابين في المنزل المصابين بعدوى خفيفة.
وانتقل الأول وهو عقار “أوباجانيب”، المخصص للحالات الشديدة إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، بعد أن أعلنت الشركة عن بيانات السلامة والفاعلية الأولية في ديسمبر، وتبين في المرحلة الثانية أن الدواء آمن للمرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين، كما أنه يقلل بشكل فعال الحاجة إلى الأكسجين بنهاية فترة العلاج.
ومن جانبه، قال جلعاد راداي، مدير العمليات في الشركة، إن الميزة الرئيسية لهذا الدواء تتمثل في أنه مضاد للفيروسات ومضاد للالتهابات، متوقعًا أن يتم الحصول على نتائج المرحلة الثالثة منتصف العام الجاري.
وعن العقار الثاني، والذي يُدعى “أوباموستات”، أوضح “راداي” أنه يخضع حاليًا للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية، ويختلف عن الأول في أنه مخصص لعلاج مصابي كورونا غير المقيمين في المستشفى، ومن المتوقع أن تكون بيانات تجاربه السريرية متاحة في النصف الثاني من هذا العام.
العقار الجديد سيقلل من تكاثر الفيروس
قالت سارة دورنبيرغ، اختصاصية الأمراض المعدية من جامعة كاليفورنيا، إننا بحاجة ماسة إلى خيار علاجي عن طريق الفم، موضحةً أنه على الرغم من كشف بعض الدراسات عن فائدة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة للوقاية والعلاج المبكر، لإنه لازال هناك مشاكل لوجيستية كبيرة، نظرًا لاعتماد الخيارات الحالية على الحقن الوريدية، بالتالي فأن وجود حبوب لعلاج كورونا خاصةً للمصابين بعدوى شديدة سيملأ هذه الفجوة الكبيرة.
وتابعت “دورنبيرغ”، أن الدراسات التي تم إجراؤها على العقار الجديد “مولنوبيرافير”، أوضحت أنه يقلل تكاثر الفيروس في الأيام القليلة الأولى بعد الإصابة، مضيفةً أنه من المهم معرفة ما إذا كانت النتائج تترجم إلى عدد أقل من الأشخاص يحتاجون إلى دخول المستشفى، وما إذا كان الناس يشعرون بتحسن أسرع.
وأعربت “دورنبيرغ” عن حماسها الشديد إزاء مطالعة البيانات السريرية لهذا العقار، فضلًا عن نتائج العقارين السابق ذكرهما، وذلك خلال الأسابيع القادمة، مؤكدة أنه إذا نجحت هذه الأدوية، فمن الممكن استخدامها بموجب تصريح استخدام طارئ هذا العام.
من جهته، اتفق كينيث جونسون، أستاذ العلوم الحيوية الجزيئية في جامعة تكساس الأمريكية، مع الرأي السابق في أن هناك حاجة ماسة إلى التركيبات الفموية، معربًا عن أمله في أن تتمكن الشركة منالتوصل إلى شئ أسهل قليلًا في إدارته، دون مخاوف كثيرة من الآثار الجانبية السامة.
جدير بالذكر، أنه لا يوجد عقار لعلاج فيروس كورونا المستجد، حتى الآن، سوى عقار “ريمديسيفر” الحاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميريكية، والذي يتعامل مع أعراض المرض فقط، حيث يُعطى للمرضى الذين استدعت حالتهم دخول المستشفى، عن طريق الوريد.