كتب – عنان أشرف
أدى إغلاق المدارس خلال انتشار فيروس كورونا، لتقليل وصول الوجبات المدرسية للأطفال في سن المدرسة، وذلك وفقًا لدراسة صادرة عن باحثين في كلية الطب بجامعة ماريلاند الأمريكية (UMSOM).
التداعيات السلبية لانقطاع الوجبات المدرسية:
ووفقا للدراسة، من المرجح أن يزيد ذلك من مخاطر انعدام الأمن الغذائي بين الأطفال في ولاية ماريلاند، حيث انخفض عدد الوجبات المقدمة للأطفال في سن المدرسة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من انتشار الوباء بنسبة 58 % مقارنة بعدد الوجبات المجانية أو المخفضة التي تم تقديمها في الربيع السابق، ونتيجة لذلك تعرض آلاف الأطفال في جميع أنحاء الولاية لخطر متزايد من انعدام الأمن الغذائي، مع احتمال تعرض العديد منهم لتداعيات صحية مرتبطة بالانقطاع المفاجئ في حصولهم على هذه الوجبات بشكل منتظم.
وصرحت قائدة الدراسة إيرين هاجر، أستاذ مساعد في طب الأطفال وعلم الأوبئة والصحة العامة في UMSOM، أن ” انعدام الأمن الغذائي لدى الأطفال يرتبط بضعف صحة الطفل، وانخفاض الأداء الأكاديمي، والذى قد يؤدى لمشكلة الوزن الزائد، ووجدنا أنه على الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها مقدمو خدمات الطعام في جميع أنحاء الولاية لضمان وصول الوجبات المجانية أثناء فترة الوباء، إلا أنهم لم يتمكنوا من ضمان وصولها لكل الأسرة المحتاجة بالفعل، ونحن بحاجة لمعرفة المزيد حول ما يمكننا القيام به للتغلب على التحديات التي تعرقل إمكانية الوصول.
الجهود المبذولة لإعادة توزيع الوجبات المدرسية مرى أخرى:
وعملت الدكتورة هاجر وزملاؤها مع وزارة التعليم بولاية ماريلاند (التي مولت هذه الدراسة)، وأنظمة المدارس المحلية في الولاية ومقدمي خدمات الطعام لتقييم توزيع الوجبات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من انتشار الوباء، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، فإن جميع الوجبات المدرسية الموزعة على الأطفال دون سن 18 عامًا تكون مجانية بالكامل.
حيث أنهم وجدوا أن بعض السياسات عملت بشكل جيد لضمان وصول الوجبات المجانية، بما في ذلك الإعفاءات المؤقتة الصادرة عن الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات لإتاحة المرونة في السياسات المعمول بها عادة وذلك لدعم الوجبات الغذائية المُدعمة.
فعلى سبيل المثال، لم يكن على العائلات إثبات أن دخلها دون مستوى معين من أجل الحصول على هذه الوجبات بل يمكنهم أيضًا تناول وجبات متعددة لأطفالهم في أيام عدة خلال الرحلة الواحدة.
وأضافت: “اختار قادة برامج الوجبات المدرسية في جميع أنحاء الولاية وضع مواقع توزيع هذه الوجبات في المناطق التي تكون في أشد الحاجة إليها، والتي وجدنا أنها تعد بمثابة عامل مساعد للحصول عليها”.
ومن جهة أخرى، أعرب الموظفون الذين عملوا في مواقع توزيع هذه الوجبات في استطلاعات استقصائية ومقابلات عن قلقهم البالغ بشأن عدم وصول ما يكفى للأطفال المحتاجين وأيضا بشأن جوع الأطفال أثناء الإغلاق غير المسبوق للمدارس.
وظلت الموارد المالية مصدر قلق لقادة برامج الوجبات الغذائية، فبعد فحص البيانات المالية، خلص الباحثون إلى أنه بدون دعم كبير على المستوى المحلي والفيدرالي الذى تقدمه الدولة، فإن الصحة المالية لهذه البرامج سوف تتعرض لضربة قاضية خلال فترة انتشار الوباء وذلك عندما تنخفض الإيرادات وتزداد النفقات بشكل كبير،.
وأشار ألبرت ريس، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الطبية UM بالتيمور، إلى أن جائحة كوفيد- 19 أدت إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي لدى الأطفال.
فيما أضاف جون زد وأيكيكو باورز، أستاذ متميز وعميد كلية الطب بجامعة ميريلاند، قائلًا:“ نحن بحاجة إلى إلقاء نظرة فاحصة على الدروس المستفادة من هذه الدراسة لوضع حلول طويلة الأجل لتقديم وجبات الطعام للطلاب فى حالة عدم انعقاد المدارس بصورة منتظمة، بما في ذلك أشهر الصيف والعطلات”.