كتب – هدير علاء الدين
يسارع العديد من الآباء والأمهات، في تعليم بعض مهارات الأطفال، مثل الكلمات والأصوات، فور ولادتهم، من خلال ترديدها على مسامع الطفل كل حين وآخر، ليألف الطفل صوت والديه ومن ثم ترتبط هذه الكلمات بالمواقف اليومية، وبالتالي يسهم ذلك في تعلمه للغة فيما بعد، وما إن يبدأ الطفل في مرحلة الاستيعاب بشكل أكبر، يحاول الوالدين إطلاعه على العالم من حوله، وذلك كمرحلة تأهيلية قبل التحاقه بالمدرسة.
ومن هنا، تظهر بعض المعوقات التي تقف حائلًا دون عملية التعلم، فالبعض قد لا يستطيع توصيل المعلومة بشكل يلائم عقلية الطفل في هذا العمر، ومن ثم لا يلقى الاستجابة المناسبة من جانب الطفل، والبعض قد لا يعي المهارات المناسبة لعمر الطفل، مما قد يجعل الآباء والأمهات يشككون في قدرات أطفالهم العقلية، غافلين تمامًا عن أهمية اتباع الطرق الصحيحة أو الفعالة لتعليم الأطفال في هذه المرحلة العمرية.
ترديد الكلمات والأغاني على مسامع الطفل
ذكر موقع “Parents“، المسؤول عن نشر نصائح وإرشادات للوالدين لمساعدتهم في تربية أبنائهم، مجموعة من الأشياء التي يجب على الوالدين تعليمها للطفل قبل دخوله للمدرسة، وجاء على رأس هذه الأشياء، تعلم الحروف والأصوات ودلالات الكلمات، من خلال ترديد الكلمات والأغاني على مسامع الطفل، وقراءة قصص ما قبل النوم، والتي بدورها تسهم في تنمية مدارك الطفل، فاستخدامك لأسئلة مثل “ماذا ترى في هذه الصورة؟” و”ماذا تفعل هذه الفتاة؟” أثناء القراءة، ستحفز روح الخيال لدى الطفل.
مهارات الأطفال في العد والتعرف على الأرقام
يمكنك مساعدة الطفل في هذا الأمر، من خلال محاولة ربط عملية العد بحياته اليومية، حتى لا يشعر بالارتباك أو التوتر، كأن تسأله مثلًا عن عدد الحيوانات التي تظهر في هذا المشهد من فيلم الرسوم المتحركة المفضل لديه، أو كأن تسأله عن عدد الألعاب التي يُفضل اللعب بها، وغيرها الكثير..
مهارات الأطفال في الرسم والقص
يجب أن يكون الأطفال قادرين على استخدام المقص، والأقلام الرصاص، والألوان، قبل دخولهم إلى المدرسة، لأن هذه الحركات والمهارات الدقيقة، تطور من قدرة الطفل على تنسيق حركات يده بشكل أفضل، كما أنها تزيد من عملية التركيز، فالأمر قد يبدأ بخربشات أو رسوم غير مفهومة على الورق، ومن ثم يتطور تدريجيًا.
مهارات الأطفال في التعرف على الألوان المختلفة
يحتاج الأطفال في هذه المرحلة العمرية للتعرف على أسماء الألوان، والأشكال من حوله، ولا توجد وسيلة أفضل من قراءة القصص المصورة أو مشاهدة الرسوم المتحركة، لما لها من دور كبير في جذب انتباه الأطفال بشكل عام، ومن ثم تطرح الأسئلة على الطفل حول لون هذه الشجرة التي يراها، أو لون القميص الذي ترتديه الشخصية، وفي حالة إذا ما وجدت استجابة من الطفل، فما عليك سوى تحويل الأمر إلى لعبة بسيطة، باستخدام بعض البطاقات الملونة، أو البطاقات ذات الأشكال الهندسية المختلفة كالدائرة، والمثلث، والمستطيل.
الأطفال يميلون إلى التركيز على الأشياء وليس المشاهد
وفقًا لدراسة علمية منشورة بمجلة Child Development، فإن الأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم، يميلون دائمًا للتركيز على الأشياء وليس المشاهد، فمثلًا إذا أطلعت الطفل على صورة كبيرة للجبال وبجانبهم قطة صغيرة، وطلبت من الطفل التركيز على منظر الجبال، فغالبًا لن يعير الطفل انتباهًا لهم، وسيتحول انتباهه تلقائيًا للقطة.
وقد أكد الدكتور كيفن داربي، المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة، والحاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة أوهايو الأمريكية، والباحث في علم النفس، في جامعة فيرجينيا، أن الأطفال تجد صعوبة في التركيز على المشاهد التي يُطلب منها توجيه الاهتمام إليها، وأنهم بطبيعتهم يرغبون في التركيز على الأشياء الأخرى غير المطابقة لما يتم التحدث عنه.
أسباب تركيز الطفل على الأشياء وليس المشاهد
ومن ناحية أخرى، وجد بعض الباحثين، أن ميل الأطفال للتركيز على الأشياء، وليس المشاهد، هو أمر طبيعي في المراحل الأولى من أعمارهم، خاصةً في مرحلة الطفولة المبكرة، وقيام الوالدين بشراء الألعاب للطفل، ومن ثم تأخذ هذه الأشياء مساحة بصرية كبيرة لدى الطفل، فيسهل عليه تذكرها واكتشافها.
كما يعتبر هذا الأمر، عامل مهم من عوامل تطور اللغة لدى الطفل، فالعديد من الكلمات الأولى التي يتعلمها، ما هي إلا مسميات أو وصف للأشياء أو الألعاب من حوله، بالإضافة إلى رصد الباحثين لبعض الأدلة التي تشير إلى أنه خلال نمو دماغ الطفل، يأخذ الجزء الخاص بالتعرف على الأشياء في التطور بشكل أسرع، من الجزء المسئول عن التعرف على المشاهد.