ليس غريبا ما تفعله أمريكا وحلفائها من دول أوروبا من تأييد ومساندة للكيان الصهيونى الغاصب فى فلسطين، فكلهم جبلوا على إغتصاب أراضى الغير والإعتداء الغاشم على سكانها.
فلقد اغتصبت أمريكا أرض الهنود الحمر- السكان الأصليين لجزء كبير من أراضيها، ولم تكتفى بالإستيلاء على أراضيهم فحسب وإنما أذاقتهم ألوانا من التعذيب والهوان، ولم تخف أو تخجل مما فعلته بهم وإنما راحت تفخر به وتصوره فى أفلامها -أفلام رعاة البقر- كبطولات لهم.
كما كان الصهيونى الأمريكى “روتشيلد” من أول من حضر إلى فلسطين فى بداية هجرة اليهود إليها ليبحث سبل الإستثمار فيها، وأنشأ بها ثلاثين مستعمرة لليهود، كانت إحداها مستعمرة “ليشون ريستيون” التى رفعت لأول مرة علمها الذى صار بعد ذلك علما لإسرائيل عام 1885.
وظهر لأول مرة مصطلح الحركة الصهيونية نسبة إلى إحدى تلال القدس التى كان إسمها “صهيون”.
لم تكن حتى ذلك الحين قد تبلورت فكرة إقامة وطن لليهود فى فلسطين، فقد كان حلمهم الهجرة إلى أميريكا. حتى قام ” هرتزل” عام 1896 بنشر كتابه “الدولة اليهوديه”، ثم قام فى أغسطس عام 1897 بعقد أول مؤتمر صهيونى فى “بازل” بسويسرا حضره كثير من اليهود، وتبنى المؤتمر فكرة إقامة وطن للشعب اليهودى فى فلسطين، ثم راح هرتزل
يدعو حكومات الدول المختلفة للإيمان بفكرته والإستجابة لندائه.
وكانت انجلترا من أو ل من استجابوا لنداء هرتزل فأكدت فى عام 1907 إقتناعها بضرورة إنشاء جسم غريب يحمى مصالحها فى منطقة قناة السويس ويكون معاديا لشعوب المنطقه.
وفى نفس العام قام الكيميائى البريطانى ” حاييم وايزمان” بالذهاب إلى فلسطين لينشىء بها “شركة تطوير أراضى فلسطين” بينما كان الهدف منها هو شراء أراضى فلسطين بنهج منظم بدعم من عائلة روتشيلد.
وفى خلال ثلاثة سنوات إشترى أكثر من مائتى ألف دونم ( مايعادل نحو تسعمائة ألف فدان) من عائلة لبنانية كانت قد اشترت تلك الأراضى من ضباط عثمانيون، واشترط علي تلك العائلة ضرورة إخلاء الأرض من آلاف الفلسطينيين المقيمين عليها ( نحو ستون ألفا )، وجاؤا بدلا منهم بيهود من أوروبا واليمن. وبدأ تأسيس الحرس اليهودى لحراسة المستعمرات اليهوديه.
أما فرنسا فكان قائدها المستعمر ” نابليون بونابرت” هو أول من نادى بإنشاء دولة يهودية فى فلسطين عام 1799 حين هزم جيشه فى عكا واستعصى عليه دخولها، فهداه تفكيره الإستعمارى وكراهيته لبريطانيا التى كانت تتوسع فى ذلك الحين لأن يدعو يهود العالم للهجرة إلى القدس تحت رعاية فرنسا ليقطع عليها التوسع، إلا أن هذه الدعوة لم تجد إستجابة كبيرة فى ذلك الوقت.
وفى أثناء الحرب العالمية الأولى أبرمت فرنسا وبريطانيا بمباركة من روسيا إتفاقا لتقسيم المنطقة باتفاقية ” سايكس بيكو” وإقترح وزير بريطاني يهودى ضرورة وضع فلسطين تحت السيطرة البريطانيه، والعمل على جلب نحو ثلاثة او اربعة ملايين يهودى بين ” المحمديين” أى المسلمين فى هذه المنطقه، وتسهيل شراء اليهود للأراضى الفلسطينيه. وسرعان ما وافقت بريطانيا على ذلك الإقتراح. وجاءت موافقتها فى شكل وعد من وزبر خارجيتها ” آرثر بلفور” إلى اللورد الصهيونى ” ليونيل والتر روتشيلد” إذ أدركت بريطانيا أهمية وجود ذلك الكيان الصهيونى فى المنطقه.
هذا بعض من التاريخ الأسود لهذه الدول التى سعت لإنشاء هذا الكيان الصهيونى الفاجر على أرض فلسطين دون أن تعبأ بشعبها وبالأماكن المقدسة بها، ومن ثم فليس غريبا هذا التأييد والمساندة للأعمال العدوانية الغاشمة التى تقوم بها إسرائيل من قتل للعزل من النساء والأطفال والشيوخ وتدمير للأماكن التى يلجئون إليها بعدما دمرت منازلهم بالقصف العشوائى، وفرض الحصار على عزة ومنع وصول الإغاثات الضرورية من الماء والغذاء والوقود إليهم لتقتل أهلها بالجوع والعطش بعد أن قتلت من قتلت بقنابلها وصواريخها.