تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم الأربعاء، أعمال التطوير والتجديد الشامل لمسجد سيدنا الحسين، حيث استمع إلى شرح بشأن أعمال التطوير من القائمين على المسجد ومسؤولي الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وشاهد الرئيس السيسي، مقتنيات النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – والتي عرضت لأول مرة على شاشة التليفزيون، ومنها قطعة من قميص للنبي، مصنوع من الكتان ومنح له من مصر، وأربع خصلات من شعر النبي.
وشملت مقتنيات النبي العصا التي دخل بها مكة فاتحًا وأشار بها إلى الأصنام، تاليًا قول الله تعالى: «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا»، إضافة إلى المكحلة والمصنوع الجزء الأمامي منها من النحاس الأحمر ويدها من المعدن.
كما تضمنت المقتنيات سيف للنبي لم يستخدمه في حرب أو قتال، بل كان يتكئ عليه عند صعوده إلى المنبر، وفي الختام شاهد الرئيس السيسي، مصحفًا كتبه سيدنا علي بالخط الكوفي، مكون من 501 صفحة، ووزنه 4.5 كم، ليس منقوطا أو مشكلا.
كما شارك السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، في افتتاح “المسجد الحسين“، يرافقه الأمراء من أشقائه وأنجاله، منهم الأمير القائد جوهر عز الدين، والأمير جعفر الصادق سيف الدين، وكذلك محمد حسن ممثل السلطان بمصر.
من هم البهرة؟
“البهرة” تعني التجارة بالهندية، وترمز لإحدى الطوائف الشيعية الإسماعيلية التي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي سنة 487 هجريا، والذي اختار ابنه المستعلي ليكون واليا، فنشب الخلاف بين الأخوين وانتهى لصالح الطائفة المستعلية التي هزمت بهزيمة الدولة الفاطمية من خلال صلاح الدين الأيوبي لينطلق البهرة إلى العديد من دول العالم.
لا توجد فترة محددة في التاريخ معلومة عن موعد انتقالهم إلى مصر ولكن غالبية الظنون تشير إلى أنهم قدموا خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، حيث يعد مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي هو القبلة الأساسية التي يذهبون إليها لأداء طقوسهم.
كانوا من بين الأسباب في إعادة إحياء مسجد الحاكم بأمر الله بعد فترات طويلة من التردي وسوء الحال حولت المسجد لمقر إداري لهيئة الآثار ثم مخزن للمدرسة المجاورة له، ليأتي البهرة ويجددوه ويفتتحوه من جديد لإقامة الصلاة.
توجيهات رئاسية
وكان المتحدث الرسمي للرئاسة السفير بسام راضي، قد أكد أن تطوير مسجد الحسين يأتي في إطار توجيهات الرئيس السيسي بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصةً أضرحة سيدنا الحسين، والسيدة نفيسة، والسيدة زينب، وذلك بشكل متكامل يشمل الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية، وعلى نحو يتناغم مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنباً إلى جنب مع التطوير الشامل للخدمات والمرافق المحيطة بمواقع الأضرحة، بما في ذلك الطرق والميادين والمداخل المؤدية لها، لتتكامل مع جهود الدولة فى تطوير المواقع الأثرية بالقاهرة الفاطمية والتاريخية.
وأضاف المتحدث الرسمى أنه في إطار العلاقات الوطيدة التاريخية بين مصر وطائفة البهرة، فإن سلطان البهرة له جهود مقدرة فى ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، فضلًا عن الأنشطة الخيرية الأخرى المتنوعة لطائفة البهرة فى مصر، بالإضافة إلى دعم صندوق “تحيا مصر”.