خلال فعاليات نموذج محاكاة قمة المناخ الذى عقدته الجامعة البريطانية مؤخرا، التقى الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة والرئيس الشرفي لنموذج محاكاة قمة المناخ، بالطلاب المشاركين عبر الأنترنت، حيث عرض الطلاب مقترحاتهم لبعض القضايا المناخية أهمها محور تمويل المناخ وكذلك مقترحاتهم بخصوص آليات تنفيذ أجندة شرم الشيخ للتكيف وتفعيل صندوق الأضرار والخسائر وكذلك تحديث الالتزامات الوطنية.
أعرب الدكتور “محيي الدين”، عن سعادته بالمشاركة والرعاية للنموذج للسنة الثالثة على التوالي، وقدم اقتراحات للطلاب بسبل تطوير معارفهم بقضايا التنمية والمناخ والبحث المستمر في هذا المجال واستمرار المشاركة في مثل هذه الأنشطة التي تدعم ربطهم بمن يقومون بصياغة السياسات والاستراتيجيات المناخية المستقبلية.
وألقى الأستاذ الدكتور حسام عثمان نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشئون الابتكار والبحث العلمي، كلمة نيابة عن الأستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وأكد خلالها أن تجمع هذا العدد الكبير من الشباب الموهوبين بروح الابتكار والتعاون والتفاني هو إنجاز كبير، مشيرًا إلى أن حضورهم من بلدان وجامعات مختلفة يعُد إضافة مميزة للعمل الرائع الذي قدمته الجامعة البريطانية في مصر للشباب، كما أن إطلاق هذه النموذج يعتبر بمثابة “ملكية فكرية” للجامعة البريطانية مما يعكس جهدًا فكريًا يستحق التقدير والدعم لمواصلة التطوير في المستقبل.
وأضاف الدكتور حسام عثمان أن أحد الجوانب الواضحة في هذه التجربة هو التأكيد على دور الجامعات، ليس فقط في تقديم أفكار جديدة، ولكن أيضًا لبناء قدرات المجتمع وإعداد قادة المستقبل في المناخ، وطرح سُبل تعزيز النمو الاقتصادي مع الحفاظ على البيئة، والقدرة على التكيف والتصدي للتحديات باستخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن هذه التجربة تعُد نموذجًا مُلهمًا لكيفية الاستفادة من العلم والبحث العلمي والتعاون الدولي للوصول إلى حلول مُبتكرة لحل المشكلات المرتبطة بتغير المناخ.
كما أكد السفير هشام بدر، رئيس اللجنة التنظيمية للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية،
أن التصدي لتحديات المناخ يتطلب نهجًا يعتمد على ركيزتين أساسيتين: العمل من أجل الحفاظ على البيئة وتطوير التكنولوجيا لهذا الهدف، و لذلك تحفز المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية كافة الشرائح للخروج بحلول مصرية مبتكرة للمشكلات البيئية تستخدم وتطور التكنولوجيا.
وأضاف السفير “بدر”، لا تقتصر هذه المبادرة على كونها نموذجًا غير مسبوقاً، بل هي أيضًا نموذج للعالم بأسره. أنتم بمثابة دبلوماسيين وسفراء لدولكم، لذلك لديكم القدرة على زيادة الوعي وتحفيز العمل المناخي—فأصواتكم يمكن أن تعكس رسالة الاستدامة حول العالم. فتغيّر المناخ لا يعرف حدودًا، ومن الضروري أن نتحد في جهودنا لضمان كوكب أكثر استدامة للأجيال القادمة. تبدأ الرحلة نحو مستقبل مستدام مع كل واحد منكم—كونوا سفراء التغيير.
بدورها، أكدت الدكتورة سارة الخشن، مسؤول التطوير الاستراتيجي بالجامعة البريطانية ومستشار الجامعة للتنمية المستدامة، على أن هذا النموذج هو دليل واضح وملموس على أن هذا الجيل من الشباب هو جيل واعي ومدرك للقضايا التي قد تؤثر مستقبلاً على حياتهم ومستقبلهم، ولديه قدرة مدهشة على إيجاد حلول غير تقليدية وخارج الصندوق وقد تتفوق على الحلول المطروحة على طاولات المفاوضات الحالية، مما يستوجب على قادة العالم والمعنيين بقضية المناخ إعطاء الفرصة لهؤلاء الشباب وسماع مقترحاتهم الجادة حول قضية المناخ.
وأوضحت الدكتورة “سارة”، أن هذه نموذج محاكة قمة المناخ ليس فقط نشاط طلابي عادي ولكنه فعالية جادة مبنية على بحوث علمية قدمها الطلاب خلال الشهور الماضية وتمت مناقشتها مع خبراء ومعنيين بقضية المناخ واتسمت جلسات المفاوضات بالمناقشات الجادة والاتفاق والاختلاق ومحاولة إيجاد الحلول الوسط، مما خلق مناخاً جادا ومقارباً للواقع في مؤتمر الأطراف.
كما ألقي الدكتور محمود فتح الله مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية، كلمة نيابة عن السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، قائلًا: في ختام حفل نموذج محاكاة مؤتمر قمة المناخ COP29، نتذكر الدور الحاسم الذي يلعبه التعاون في مواجهة التحديات البيئية الملحة في عصرنا، هذا الحدث يعكس قوة الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الدولية، فإننا جميعًا نواجه تحديات اجتماعية واقتصادية وبيئية تتفاقم بفعل التأثيرات السلبية لتغير المناخ، والتي أصبحت واضحة في عدة قطاعات مثل المياه والزراعة والبنية التحتية والصحة والسياحة. هذه التأثيرات تزيد من تعرض المنطقة لمخاطر الكوارث وتزيد من هشاشتها تجاه تغير المناخ.
وأضاف “فتح الله”، نحن في جامعة الدول العربية، مقتنعون بأن الاستثمار الحقيقي في هذا السياق يتمثل في بناء القدرات البشرية فيما يتعلق بقضايا تغير المناخ، وخاصةً بين الشباب، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية لوجود جناح لجامعة الدول العربية في مؤتمر قمة المناخ 28 لأول مرة، ونحن فخورون بأن الشباب مثلوا جزءًا كبيرًا من المشاركين، ونجحوا في الانخراط في مناقشة مختلف جوانب تغير المناخ. ولعل أحد أبرز إنجازاتنا في مؤتمرCOP28 كان تنظيم حدث نموذج محاكاة قمة المناخ واستمرارًا لهذا التعاون الناجح مع الجامعة البريطانية في مصر، يسعدنا أن نعلن أن نموذج محاكاة COP29سيُعقد في جناح جامعة الدول العربية بمؤتمر المناخ القادم.
فيما أعرب الدكتور فارز إسماعيل زاده، نائب رئيس جامعة ADA، بدولة أذربيجان، عن سعادته بالشراكة الفعالة والمتميزة مع الجامعة البريطانية في مصر، مؤكدًا أن هذا التعاون سيفتح أبوابًا لمشاريع مستقبلية أخرى، للعمل مع جميع الشركاء في هذا النموذج، وأن أذربيجان ترحب بجميع ضيوفها أثناء مؤتمر قمة المناخ في شهر نوفمبر القادم.
وأضاف الدكتور “زاده”، نأمل أن تكون هذه المبادرة التعليمية فرصة عظيمة لجميع الطلاب، سواء من أذربيجان أو من دول أخرى، حيث تستعد أذربيجان لاستضافة قمة COP 29، وسيكون هذا حدثًا ضخمًا بحضور العديد من الشخصيات المؤثرة، وكذلك عددًا من الطلاب المشاركين في نموذج المحاكاة، والذين سيأتون إلى أذربيجان لاستكمال هذا المشروع ومناقشة قضايا المناخ، لتمرير القرارات، وتعلم سبل المفاوضات والعمل كفريق واحد.
وشهدت فعاليات حفل الختام، محاكاة التصويت على بعض المواد التي جاءت ضمن إعلان نموذج محاكاة قمة المناخ COP29simulation، والتي تمثل حلول للتصدي لقضية تغير المناخ، يطرحها الطلاب المشاركون، ومن المقرر عرض هذه التوصيات وإعلان نتائج نموذج محاكاة قمة المناخ في مؤتمر المناخ COP29، المقرر عقده في دولة أذربيجان خلال شهر نوفمبر القادم .