الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس:
أحلم أن تكون جامعة عين شمس من أفضل 50 جامعة على مستوى العالم
أؤيد مقترح استغلال المباني غير المستخدمة في الجامعات لاستقطاب جامعات أجنبية
انجزنا 20% من الفرع الأهلي للجامعة بتكلفة مبدئية 29 مليار جنيه
جامعة عين شمس الأهلية ستضم برامج وليس كليات والمدينة الطبية نقلة في عالم الطب
عام 2025 ستحتفل الجامعة باليوبيل الماسي وسنفتتح المدينة الطبية
نحاول قدر المستطاع تحسين الأوضاع المالية لأعضاء هيئة التدريس والموظفين
جاري الانتهاء من مركز النانو تكنولوجي لخدمة البحث العلمي
لا بد من تطوير وتطويع المناهج بما يتلاءم مع التغيرات حولنا
قصر الزعفران سيعود لأصله التاريخي كما وكأنه تم بناءه في عهد الخديوي إسماعيل
مكافأة التفوق للطلاب تحتاج إلى إعادة نظر
لدينا أكثر من 15 ألف طالب وافد معظمهم في القطاع الطبي
في الجزء الثاني من حوار الأستاذ الدكتور محمد ضياء، رئيس جامعة عين شمس، لـ «صدى البلد جامعات» يفتح قلبه ويتحدث بصراحة عن ملفات شائكة أبرزها مصير المباني غير المستخدمة ومصير الفرع الأهلي للجامعة، وكذلك ملف تطوير الجامعة والجانب المادي والمعنوي لأعضاء هيئة التدريس، وإلى نص الجزء الثاني من الحوار:-
س| نستكمل حوارنا.. ماذا عن مقترح استغلال المباني غير المستخدمة في الجامعات لاستقطاب جامعات أجنبية؟
هذا المقترح بالفعل موجود وهو مقترح منطقي للغاية، إذا كان هناك فعلًا مبنى غير مستغل ويمكن استغلاله في أن يكون هناك برنامج دولي أو استقطاب فرع دولي أو أجنبي؛ لماذا لا نفعل ذلك؟ فهو تمويل ذاتي للجامعة وتحسين موارد والخبرات الذاتية، كما أنه يعطي فرصة إتاحة ويقدم مخرج لتعليم جيد للجميع.
س| ما هي آخر مستجدات الفرع الأهلي للجامعة؟
وصلنا بنسبة إنجاز 20% وهو مشروع ضخم، بتكلفة مبدئية 29 مليار جنيه، على 190 فدان، تم الانتهاء من الرسومات والتصميمات ومن المتوقع أن تنتهي المرحلة الأولى في العام المقبل، ونبدأ في المراحل التالية بالتوازي.
س| هل الجامعة الأهلية ستكون كليات أم برامج؟
الجامعة الأهلية مبنية على برامج وليس كليات، وهي تعمل بشكل مختلف، فهناك برامج تم الانتهاء من إعدادها وحصلت على الموافقات بالفعل، وأريد أن أشير إلى أننا نعمل بالتوازي بين الإنشاءات التي تٌجرى في الجامعة وبين الحصول على الموافقات على البرامج التي من المقرر تدريسها في الجامعة؛ لإنهاء كافة المتطلبات لبدء الدراسة فيها.
س| حدثنا عن آخر تطورات المدينة الطبية؟
المدينة الطبية هي باختصار فكرة مبنية على التكامل بين المستشفيات الجامعية ومنظومة الرعاية الصحية في مصر من قبل وزارة الصحة، هذه المدينة أوشكت على الانتهاء، ونجد أن خدمات الدخول والطوارئ أوشكت على الانتهاء وكذلك مستشفى الطوارئ والبنية التحتية قاربت على الانتهاء، وقد يمكننا افتتاحها في عام 2025.
كما أود أن أشير إلى انه قد تم الانتهاء من رفع كفاءة بعض الوحدات، على سبيل المثال وحدة السكتة الدماغية التي تم افتتاحها مؤخرًا، رفع كفاءة بنك الدم أيضًا، وكذلك يتبقى لدينا افتتاح مستشفى جراحة الأطفال وهي مستشفى ضخمة تشمل 11 دور وجاري العمل عليها، حيث كانت التكلفة المبدئية لهذه المستشفى 740 مليون جنيه؛ لكن نظرًا لتأرجح سعر العملة رفع القيمة التقديرية لها، لهذا من المتوقع أن يتم الانتهاء من رفع الهيكل الخرساني لها في عام 2025.
وأتصور أن المدينة الطبية ستكون نقلة في عالم الطب وستعيد تشكيل النظرة لمستوى المستشفيات الجامعية، كما أن مستشفى الطوارئ سيكون بها نظام طوارئ على أعلى مستوى لرعاية المريض.
نعتقد أن عام 2025 سيكون عام حافل بالكثير من الفعاليات والأحداث، كما تتزامن مع الاحتفال باليوبيل الماسي للجامعة، وكذلك الانتهاء بالكثير من المشروعات.
س| ماذا قدمت جامعة عين شمس في ملف رواتب أعضاء هيئة التدريس والموظفين؟
تساهم الموارد الذاتية للجامعة في تحسين أحوال الرواتب الخاصة بأعضاء هيئة التدريس والموظفين، رغم أنها لم تصل إلى المستوى الذي نأمله، ولكن نحاول بقدر المستطاع تحسين الأوضاع، كما أنه جاري العمل في جعل الأمر أفضل من الحالي.
س| ماذا عن آخر التطورات في ملف تطوير الجامعة؟
مرحلة تطوير الجامعة هي مراحل متعاقبة بدأت فيها إدارات سابقة، على سبيل المثال فترة تولي الدكتور عبدالوهاب عزت، الرئيس الأسبق للجامعة، مرورًا بمرحلة الدكتور محمود المتيني، الرئيس السابق للجامعة، ويمكن أن تكون مراحل التطوير بدأت بمن قبلهم، الأمر كله هو استراتيجية موجودة ومكملة.
الجامعة عمرها 75 عامًا، وبعض الكليات بها أقدم من الجامعة مثل الطب والهندسة، وبالتالي كان لا بد من تطوير البنية التحتية والإنشائية لأنها أصبحت ضرورة حتمية، قد يكون التطوير يسير بوتيرة بطيئة قليلًا نظرًا لفروقات العملة ولكن بالتأكيد نحن نعمل على تطوير الكليات ونعمل على قدمًا وساق، ونتحرك وفق الأولويات.
كما انه كان لا بد من إنشاء مركز المعلومات؛ لأنه لا يليق أن تكون جامعة بحجم جامعة عين شمس وبسمعتها ولا يكون بها مركز معلومات وبيانات؛ لأنه هام كبوابة لفتح المجال التكنولوجي ومجالات كثيرة، وجاري الانتهاء من مركز النانو تكنولوجي وهو من أهم الإنشاءات التي تخدم البحث العلمي، وهو إضافة قوية، وتم الانتهاء بما يقرب من 98% من الأعمال الإنشائية، وجاري استلامه وتجهيزه.
ولا بد أن ننوه إلى أن عند عمليات التجهيز الأولى لأي مشروع يكون هناك فرق عملة عن الوقت الحالي مما يتسبب في مشاكل في الانتهاء من المشروعات، على سبيل المثال تجهيز مركز النانو تكنولوجي بما يقارب 3 مليون دولار، كان هذا المبلغ وقت الإنشاءات سهل ولكن فرق العملة الآن صعب الأمر، ولكن جاري تدبير المبالغ.
ونحن بشكل أو بآخر ندبر الأمر من خلال الموارد الذاتية للجامعة، كما يوجد جهات داعمة سواء كان ذلك جهات حكومية أو غير حكومية، من المهم الانتهاء من تجهيز المبنى، ونتصور أنه على بدايات عام 2025 سيكون المبنى جاهز ويفتتح أيضًا.
س| ما هي نتائج زيارتك الأخيرة إلى جامعة أريزونا الأمريكية؟
تحدثنا عن تطوير القدرات البشرية سواء كان ذلك من خلال البرامج المشتركة أو التدريبات من خلال السفر في بعض المهمات العلمية، أو الحصول على منح دراسية، لأن لدي معتقد شخصي وهو «العامل البشري هو الأساس في التعليم»، أي أنه على سبيل المثال لو صرفت ملايين أو مليارات على تطوير البنية التحتية أو الإنشاءات- نعم هذه المشروعات هامة- ولكن لن تعمل هذه الإنشاءات بالشكل المطلوب إذا لم يكن هناك عامل بشري مؤهل، لهذا كان الهدف من الزيارة هو التواصل والعمل على خط متوازي مع الإنشاءات من خلال التأهيل البشري المطلوب.
ونحن نتعاون مع جامعة أريزونا منذ فترة من خلال مركز التميز في الطاقة بكلية الهندسة، ونتيجة سمعة جامعة عين شمس، عززوا مجال التعاون خاصة فيما يتعلق بالتركيز على قدرات أعضاء هيئة التدريس لأنهم نواة التطوير، وذلك من خلال تطوير طرق التعليم والتدريس المناهج الدراسية، والتوسع في التعليم عن بٌعد أو الأون لاين.
كذلك كيفية استحداث بعض البرامج الدراسية أو المناهج الدراسية بما يتناسب مع الأعداد الكثيفة من الطلاب بما يخدم العملية التعليمية.
س| نظرًا لتحويل الأقسام إلى كليات مثل الآثار والإعلام.. ماذا استفاد الطالب من هذا الإجراء؟
بالتأكيد عمق الدراسة سيختلف عما كان في القسم، لأنه بالتأكيد هيكون هناك حرية في التوسع كمناهج دراسية وفي طرق التعليم كونه كلية عن قسم، وبالتالي ستكون مواصفات الخريج مختلفة، ومن هنا جاءت فكرة تحويل الأقسام إلى الكليات إذا احتاج الأمر لذلك، كما أن الإعلام على سبيل المثال أصبح متغير مع تغيرات العصر وبالتالي فإن الأدوات المستخدمة للتدريس وتخريج الكوادر أصبحت أيضًا متغيرة.
أما كلية الآثار، كانت لدي معلومة خاطئة بشأن دراستها وأنها دراسة نظرية، لكن في الحقيقة هي كلية عملية من الدرجة الأولى؛ مصر بتاريخها ذات الحضارة الكبيرة بالتأكيد تحتاج إلى الكوادر المؤهلة لهذا النوع من العمل، لأن هناك أشياء كثيرة معقدة خاصة في المخطوطات الأثرية، كما أنه تم دمج الواقع الافتراضي والواقع المعزز في علم الآثار وكان أبسط مثال على ذلك قصر الزعفران، هذا يدل على أهمية تطوير وتطويع المناهج بما يتلاءم مع التغيرات حولنا.
س| بمناسبة الحديث عن قصر الزعفران باعتباره عمل تراثي.. فما موقفه؟
جاري الانتهاء من أعمال التطوير في الدور الأول، ونعتقد أن باقي القصر سيتم الانتهاء منه في عام 2025، كما ذكرنا أن السنة المقبلة ستكون سنة حافلة بالأحداث والافتتاحات.
نريد أن ننوه أن ترميم القصر ليس بطيء، ولكنه دقيق؛ لهذا متأخر بعض الوقت في الانتهاء؛ حتى يستعيد القصر لأصله التاريخي كما وكأنه تم بناءه في عهد الخديوي إسماعيل، ونعتقد أن هذا سيشرف الجامعة ومصر.
س| كيف تستثمر الجامعة في الطلاب المتفوقين الحاصلين على الجوائز العالمية؟
بالطبع هناك جزء معنوي مثل توفير الدعم النفسي والتحفيز، وفي الوقت ذاته هناك بعض الأفكار التي يتم تطويرها والعمل عليها وهنا يأتي دور مركز والابتكار والتدريب؛ الذي يعمل على ضم هؤلاء الطلاب وأفكارهم وتطويرها وكذلك تدريب الطلاب في برامج معينة لتطوير مهاراتهم.
وهنا نريد أن نذكر أن هؤلاء الطلاب يمكن أن يكونوا الواجهة التي تقدم بها الجامعة نفسها بما لا يقل عن أهمية دور تصنيف الجامعات، لهذا من الأهمية تطوير ودعم هذا التميز لأنه في النهاية واجهتك أمام الآخرين.
ودور الجامعة ليس التعليم فقط بل بناء الإنسان، وهنا التميز يكون في مجالات عديدة فن وإبداع ورياضة وتفوق علمي وغيرها والجميع ندعمهم، والدليل على دعم جامعة عين شمس للموهوبين والمبدعين فوز الجامعة بالعديد من الجوائز في مسابقة إبداع.
س| هل تتفق في أن اللوائح والقوانين المتعلقة بمكافأة التفوق للطلاب تحتاج إلى إعادة نظر؟
بالطبع تحتاج إلى إعادة نظر مثل مرتبات ومكافآت أعضاء التدريس؛ نظرًا لتغيرات العصر العنيفة.
س| كيف ترى التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قيمة مكافأة التفوق التي تصل لـ 100 جنيه؟
هذا الأمر تقديري وليس مادي فقط، التقدير هو معنوي بالدرجة الأولى، وهو عنصر مهم، ورغم ذلك يجب تحسين هذا التقدير، في المقابل يجب أن نذكر تكلفة الطالب في العملية التعليمية.
على سبيل المثال لا الحصر، الطالب في المدينة يكلف الجامعة 14 ألف جنيه شهريًا، من مشرب ومأكل وصيانة الغرف والمباني وغيرها، وفي النهاية الطالب يدفع مقابل الخدمة 700 جنيه شهريًا، وهو دور الجامعة، وننفذه على أكمل وجه.
س| ماذا قدمت الجامعة في ملف طلاب ذوي القدرات الخاصة؟
قدمنا قوافل طبية لخدمة الطلاب ذوي القدرات الخاصة، وكذلك الكثير من الخدمات ونطور العمل في هذا لأن هناك خدمات تحدث في المجال التعليمي على حسب نوع الاحتياج.
لكن نحاول أن يكون هناك دور مجتمعي بشكل آخر، من خلال دمج هؤلاء الطلاب في الأنشطة الطلابية المختلفة، كما فعلنا في نوع من الأنشطة كتجربة على عدد معين واكتشفنا الكثير من المواهب ونشكر فيها كلية التربية النوعية التي استطاعت فعل ذلك.
س| هل هناك نية لزيادة المصرفات الدراسية في الجامعة؟
لا نعتقد ذلك، إلا أن هناك دراسة لبعض الرسوم مقابل بعض الخدمات التي قد يتم إضافتها، ولكن إذا لم تضاف فلن تطبق الرسوم.
س| ماذا عن ملف محو الأمية ودور الجامعة في هذا الملف؟
نعمل في هذا الملف من منظور خدمة المجتمع، من خلال إعداد كوادر في مركز تعليم الكبار لمساعدة الآخرين لمحو أميتهم سواء لغويًا أو القراءة والكتابة.
س| هل هناك إحصائية لعدد الجامعات التي تتعاون معكم في تدريب طلابها في مستشفيات عين شمس؟
هناك تعاون مع الجامعات الخاصة والأهلية التي لا تمتلك حتى الآن مستشفيات تابعة له، من خلال إتاحة مستشفيات الجامعة لتدريب الطلاب، بل تقديم المساعدة من خلال أعضاء التدريس من خلال بروتوكولات التعاون المشتركة، ومن أبرز هذه التعاونات مع جامعة الجلالة، نيو جيزة، بنها الأهلية، وغيرها.
س| هل سيتم إجراء الانتخابات الطلابية في العام الدراسي الجديد؟
بالتأكيد ستحدث مثلما حدث العام الدراسي، الانتخابات الطلابية هي وسيلة لمشاركة الطلبة في الأنشطة واتحاد الطلبة هو همزة الوصل بين الجامعة والطلاب، كما أن الانتخابات الطلابية هي وسيلة للتواصل واكتساب معارف جديدة.
س| بالنسبة للطلاب الوافدين.. كم جنسية تضمها جامعة عين شمس وعدد الوافدين؟
لدينا العديد من الجنسيات، ولدينا ما يقرب من 12 إلى 15 ألف طالب وافد في الفرق الدراسية الأساسية والدراسات العليا، معظمهم متمركز في دراسات القطاع الطبي، يلي ذلك كلية طب الأسنان.
هدفنا اكتساب وجذب الطلاب الوافدين، والذي يعد أحد معايير تصنيف الجامعات، وكذلك اكتساب الخبرات والثقافات المختلفة.
س| هل يجوز تخفيض نسبة الحد الأدنى لدراسة الطب في مصر بالنسبة للطلبة الوافدين؟
أكيد هناك حد أدنى من مستوى الطالب الذي يساعده في دراسة الطب، لكن تحديد الحد الأدنى يمكن الاختلاف عليه، هناك معايير لا بد من الانتباه إليها لدراسة الطب، مثل طريقة الدراسة، وكيفية النجاح وكيف الحصول على البكالوريوس، كذلك معيار آخر هام وهو من أين ستتخرج، حيث هناك امتحان ترخيص مزاولة المهنة في القطاع الطبي من أطباء وصيادلة وغيرهم يخضع إليه، وهذا الامتحان يظهر مستوى ما تقدمه الجامعة والخريج، وهذا الامتحان لا يفرق بين جامعة خاصة أو حكومية أو أهلية أو أجنبية، لهذا الحد الأدنى للقبول في كل مسار تعليمي ليس المعيار الأساسي بل طريقة التدريس وهذا الامتحان.
س| بماذا تحلم للجامعة؟
أحلم أن تكون جامعة عين شمس من أفضل 50 جامعة على مستوى العالم، ولكن أحلم بشكل أكثر استفاضة أن يكون للجامعة دور ملموس وواضح في كل خطوة، وتستطيع حل المشكلات لكل مواطن.
س| ما هي الحكمة التي تؤمن بها؟
هو مثل إنجليزي معناه “انظر أين تضع قدمك “.