استقبلنا أكثر من 60 ألف طالب جديد وملتزمون بقرارات المجلس الأعلى للجامعات للعام الدراسي الجديد
إلغاء بعض التخصصات النظرية يفتح باب جيد للتعليم التكنولوجي
الجامعات الأهلية تفتح باب التنافس ولا بد من تنوع الروافد التعليمية المقدمة للطلاب
التصنيفات ليست معيار عادل لتقييم الجامعات المصرية
الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي بدأت تؤتي ثمارها
كشف الدكتور محمد زين الدين العابدين ضياء، رئيس جامعة عين شمس، عن خريطة الجامعة وما أعدته من خطط للعام الدراسي الجديد، وكذلك عن رؤيته في استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي في مصر كذلك منافسة روافد الجامعات المصرية الجديدة فيما بينها، كل هذا في الجزء الأول من حديثه لـ «صدى البلد جامعات» وانتظروا الجزء الثاني يتحدث فيه عن خطط الجامعة المستقبلية ومصير المدينة الطبية.. وإلى نص الجزء الأول: –
س| كيف استعدت جامعة عين شمس للعام الدراسي الجديد؟
في البداية اهنئ جميع منتسبي الجامعة من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وعاملين بمناسبة انطلاق العام الدراسي الجديد، ونحن استقبلنا أكثر من 60 ألف طالب جديد، سواء من مكتب التنسيق الإلكتروني أو من طلاب التحويلات، كما أشير إلى أننا ملتزمون بما أقره المجلس الأعلى للجامعات في اجتماعه الأخير، بشأن استعدادات العام الدراسي الجديد.
ولعل أبرز ما في ذلك هو التزامنا كبقية الجامعات، هو التزام جميع أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالتواجد في الحرم الجامعي وسرعة إعلان الجداول الدراسية لضمان انتظام الدراسة في جميع الكليات وتنفيذ خطط الأنشطة الطلابية المتنوعة ودعم اكتشاف الموهوبين والمبتكرين، والمشاركة في المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية وكذلك مبادرة “100 يوم رياضة” لتعزيز النشاط البدني.
وكذلك توفير كافة الفرص للطلاب التي تؤهلهم لسوق العمل من خلال ما استحدثته الجامعة من مراكز كمركز الابتكار وريادة الأعمال ومركز التوظيف وغيرها من مراكز الدعم التي تساهم في بناء الشخصية الجامعية، بالإضافة الى الدعم الكامل للطلاب من ذوي الهمم والتيسير عليهم وفتح مسارات خاصه لدمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما اننا نسعى لتقديم التعليم المتميز بكافة كليات الجامعة بالإضافة إلى البرامج المتميزة بأكثر من كلية منها كليات القطاع الطبي والهندسي وكليات الحاسبات والمعلومات والزراعة والتجارة والتربية والالسن والآداب والبنات والحقوق والعلوم والآثار؛ مما يسهم في إعداد الطلاب لمستقبل واعد يساهم في بناء مجتمع جامعي يتسم بالتنوع والتفاعل الإيجابي.
أما عن الدور المجتمعي للجامعة، لدينا صندوق التكافل الاجتماعي المركزي ويتم تقديم الخدمات اللازمة لكل من ينطبق عليه الشروط، بالإضافة إلى مشاركة الطلاب في تطوير البيئة المحيطة وخاصة بالمناطق النائية (حملات توعوية – قوافل طبية).
هذا وقد تم تخصيص جناح للإدارة العامة للشئون الطبية وإطلاق حملة “صحتك رصيدك” لقياس الضغط والسكر والوزن والطول وفصيلة الدم والنظر بالمجان للطلاب خلال أيام الاستقبال كذلك التعريف بإدارة الشئون الطبية والخدمات الطبية المقدمة من الجامعة لأبنائها وآليات الحصول على الخدمات الطبية المقدمة من الإدارة العامة للشئون الطبية لأبناء الجامعة.
كما تم تخصيص جناح خاص لوحدة دعم المرأة ومناهضة العنف تستعرض من خلاله الوحدة الخدمات المقدمة من جانبها للطلاب والبرامج التوعوية التي تقدمها الوحدة لأبناء الجامعة الى جانب إقامة عدد من المسابقات عن قضــايا المرأة “رسم – شعر – قصة قصيرة”.
وتوفر الجامعة ايضًا الدعم النفسي للطلاب وتضعه على أجندة أولوياتها، وذلك بهدف توفير كافة سبل الدعم النفسي للطلاب.
س| ما هي التخصصات التي تراها لا تتناسب مع سوق العمل ولا بد من إلغائها؟
لا بد أن نكون حذرين في كلمة إلغاء تخصص في أي كلية لأن هناك من يرى أن هذا التخصص هام للغاية وسوق العمل هو من يحكم ذلك، لكن في النهاية جميع التخصصات يتم مراجعتها بشكل دوري سواء كان على مستوى الجامعة أو على مستوى المجلس الأعلى للجامعات، ويتم اتخاذ القرارات بحسب ما تصل إليه الدراسات، في نهاية الأمر لا بد أن ننظر إلى مواصفات الخريج نفسه وما يجب أن نقدمه لسوق العمل.
س| هل إلغاء بعض التخصصات النظرية بشكل خاص يفتح باب جيد للتعليم التكنولوجي؟
نعم بالتأكيد، واعتقد أن هناك دراسة حاليًا موجودة في المجلس الأعلى للجامعات بأن يكون هناك بعض البرامج التكميلية لبعض التخصصات التي يدرسها الخريج بعد تخرجه تتراوح مدة دراستها سنة ونصف إلى سنتين كبرامج تكنولوجية تؤهل الخريج ليكون لديه المواصفات اللازمة التي تناسب الوظيفة المقدم إليها.
س| ما رأي حضراتكم في السبب الرئيسي لوجود الجامعات الأهلية بمصر؟
هذا السؤال مهم، الجامعات الأهلية في مصر هي جامعات حديثة النشأة ولديها بعض الحرية في إتاحة البرامج الدراسية الجديدة، وبالتأكيد ليس لديها الضغط في الأعداد مثل جامعة عين شمس التي لديها 220 ألف طالب وطالبة، كما أن لديها المرونة والإمكانيات التي تجعلها تستطيع استحداث بعض البرامج والتخصصات.
ونؤكد أن الميزة في الجامعات الأهلية أن لديها حرية استحداث البرامج نظرًا لأن الأعداد بها قليلة وتتناسب مع مواصفات البرامج الجديدة التي تشترط وجود نسبة بين الدارسين والأساتذة.
كما أن الجامعات الأهلية تفتح باب التنافس، وتقدم فرص الإتاحة لتعليم الجميع، والإمكانات موظفة بشكل جيد للغاية لها، في النهاية هو مجال مفتوح لعرض الإمكانات الخاصة بكل جامعة أمام الطلاب.
س| ما رأيك في الأصوات التي تقول إن الجامعات الأهلية هي وسيلة لتقنين مجانية التعليم ووسيلة لمساعدة الجامعات الأم ماليًا؟
الجامعات الأهلية المنبثقة من الجامعات الحكومية لها دور هام وبحكم القانون لا بد أن يكون لها دور، لأنها تساعد الجامعة الأم في دورها الأساسي، أما الأخرى والتي لا تكون مرتبطة بجامعة حكومية فهي تخدم في النهاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أداء مهامها.
أما بالنسبة للخدمة التعليمية فإن لدينا ما يقرب من 700 ألف إلى 750 ألف طالب حاصل على الثانوية العامة بالإضافة إلى الطلاب الوافدين والحاصلين على الشهادات الأخرى نجد أننا لدينا سنويًا ما يقرب من 900 ألف طالب من المفترض أن يلتحق بالفرقة الأولى بالجامعات، فالسؤال هنا كيف يمكن للجامعات الحكومية وحدها أن تُلحق هؤلاء الطلاب جميعًا لديها، وقدرة الجامعات الحكومية أن تستوعب ما يقل عن نصف هذا العدد.
لذلك؛ نجد من الأهمية أن يكون هناك تنوع في روافد التعليم المقدمة حكومية وخاصة وأهلية؛ لإتاحة فرص التعليم المختلفة، وخدمة السياسة التي تسير عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
س| هل كان من الممكن الاستعاضة ببرامج خاصة في الجامعات الحكومية بدلًا من إنشاء الأهلية؟
كما وضحنا سابقًا، ما يحكمنا هو الإتاحة؛ نعود للقانون نحن مقيدون برقم معين لقبول الطلاب، كما أن مكتب التنسيق هو الذي يحكم الأعداد وأعمال التوزيع في الكليات وكذلك البرامج الخاصة في الكليات الحكومية ورغم كونها مرتبطة بمجموع أيضًا لكن في النهاية التنسيق من يحكمنا؛ لهذا لا بد من تنوع الروافد التعليمية المقدمة للطلاب وما تحدثنا عنه فيما يعرف بـ «الإتاحة».
س| كيف ترى التصنيفات العالمية للجامعات وهل تستطيع أن تقيم المؤسسات بشكل عادل؟
كلمة عادلة كبيرة للغاية على فكرة هذا السؤال، نريد أن نوضح أن التصنيفات العالمية للجامعات لها معايير محددة بناءً عليه يتم تصنيف الجامعات، ويجدر الإشارة إلى أن كل تصنيف يصنف الجامعات وفقًا لنوع معين من المعايير مثل تصنيفات قائمة على البحث العلمي فقط، وأخرى على السمعة الدولية فقط، بينما تعتمد بعض التصنيفات على الدور المجتمعي أو التنمية المستدامة، لهذا نجد جامعات متقدمة في تصنيف وفي تصنيف آخر لا وهكذا.
س| هل التصنيفات معيار عادل لتقييم الجامعات المصرية؟
لا؛ لأن الهدف والغرض الأساسي من التصنيفات العالمية هو التواجد في الساحة العالمية بين نظيراتها بالعالم، ولكن لا يعني أن جامعة على سبيل المثال في المركز الـ 350 أنها متأخرة أو لا تقوم بدورها، هذا بالطبع غير صحيح، لكن التصنيف ما هو إلا وسيلة لإبراز الجامعة أمام الآخرين، وهذا معيار من المعايير التي تتنافس بها الجامعات بينها وبين بعض.
س| ما رأيكم في الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقها وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور؟
هي استراتيجية منطقية جدًا، وبدأت تؤتي بثمارها منذ إطلاقها العام الماضي وهي في عامها الثاني الآن، من المهم أن نعلم أين نحن؛ والاستراتيجية تعطي لنا الطريق لمعرفة إلى أين وصلنا وماذا نريد وكيف نسير، من الطبيعي أنه في البداية تكون الخطوات بطيئة، ولكن مع الوقت تؤتي ثمارها وهذا ما تفعله الاستراتيجية.
فعلى سبيل المثل، اعتماد الاستراتيجية على معيار الابتكار وارتباطها بالبحث العلمي أمر جيد جدًا، حيث يؤثر في النهاية بالإيجاب على المجتمع، واتصور أنه خلال عام إلى عامين سنجد أننا في طور جيد للغاية في مستوى التعليم العالي والبحث العلمي.
س| ماذا عن ملف الشراكات للجامعة وما مدى تأثيرها على الطالب؟
لدينا في جامعة عين شمس عدة شركات من بينهم شراكة بدأت تؤتي ثمارها، حيث هناك دفعتين تم تخريجيهم من برنامج شراكة بين جامعة ايست لندن وكلية الهندسة جامعة عين شمس، وهذه الشراكة يوجد بها 7 أو 8 برامج، وكذلك يوجد برامج دولية في كلية الحاسبات والمعلومات، والحقوق والتجارة وغيرها.
لذا البرامج الدولية موجودة وتزيد يومًا عن الآخر، وهدفها زيادة الخبرات الدولية، وهو توجه آخر للطلاب للبحث عن نوع جديد من التعليم، ليس مجرد أن يكون لديه شهادة فقط، فالطالب يتعرض لخبرات ومهارات مختلفة تجعله متميزًا أمام نظرائه.
س| أيهما أفضل من وجهة نظركم الجامعات الحكومية أم الخاصة أم الأهلية أم أفرع الجامعات الأجنبية؟
جميعهم جامعات مصرية، تخدم المواطن المصري، جميعنا نتعاون ونتكامل من أجل المنظومة التعليمية، ولا يوجد أحد يغرد خارج السرب، كل جامعة تجتهد وتنافس ولكننا نلتقي في نقطة ونتكامل.
س| حدثنا عن مشاركة الجامعة في بطولة العالم للجامعات في الخماسي الحديث؟
شاركنا في بطولة العالم للجامعات في الخماسي الحديث التي تستضيفها مدينة كوناس الليتوانية بمشاركة 17اتحادًا جامعيًا، يمثلون 17 دولة من مختلف أنحاء العالم خلال الفترة من 21 حتى 25 أغسطس الماضي، وحصدت الطالبة سالي أحمد مجدي بالفرقة الأولى بكلية التجارة على المركز الثالث والميدالية البرونزية في بطولة الزوجي المختلط.
من هو الدكتور محمد ضياء زين العابدين؟
هو الأستاذ بكلية الأسنان جامعة عين شمس، وتولى منصب رئيس جامعة عين شمس خلفا للأستاذ الدكتور محمود المتيني، وذلك بقرار جمهوري.
كان يشغل الدكتور ضياء منصب عميد كلية طب الأسنان جامعة عين شمس لمدة ثانية بعد تجديد الثقة فيه عقب انتهاء فترة عمادته الأولى.
كما كان يشغل منصب وكيل كلية طب الأسنان جامعة عين شمس لشئون خدمة البيئة وتنمية المجتمع قبل توليه فترة عمادة الكلية الأولى.