أمين اتحاد الجامعات العربية : 95٪ من جامعاتنا تعمل علي التحول للتعليم الرقمي
رئيس جامعة الشرق الأوسط الأمريكية: نجحنا في تصميم برامج تجمع مهارات الذكاء الاصطناعي بالتخصصات العلمية
نائب وزير التعليم العالي للابتكار: نعمل علي تحول مؤسساتنا للرقمنة والاستدامة الاقتصادية
نظمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالشراكة مع مؤسسة “تايمز للتعليم العالي” Times Higher Education)) قمة “الجامعات الرقمية في العالم العربي” ((Digital Universities Arab World، وذلك في الفترة من 16-18 سبتمبر 2024. وتنعقد القمة -التي تقام لأول مرة، في مصر- تحت عنوان “الابتكار من أجل التعليم العالي الرقمي المستدام.”
واستقطبت القمة قادة الجامعات وخبراء ومسئولي التعليم العالي والمبتكرين من مصر والمنطقة العربية لمناقشة مستقبل التحول الرقمي وتأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم العالي وتطبيقاته العملية بما في ذلك التعليم الهجين ومستقبل التعليم الرقمي وتأثير الذكاء الاصطناعي على الجامعات.
واستضافت القمة، أكثر من 300 ممثل من قادة التعليم العالي من أكثر من 24 دولة من أربع قارات، بما في ذلك 150 من القيادات الجامعية، وقيادات الصناعة والأعمال والباحثين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم.
وافتتحت القمة بحلقة نقاشية عن دعم التحول الرقمي للجامعات ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي ناقشت استراتيجيات التحول الرقمي، ودور الحكومات في دعم الجامعات.
مبادرات للتحول الرقمي:
من ناحيته، أشار الدكتور احمد دلال رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن هدف المؤتمر دعم التعليم العالي المبتكر والذكي وتعزيز التحول الرقمي، وتطوير استراتيجيات التحول الرقمي، مطالبا بتشكيل مبادرات التحول الرقمي في المنطقة، التي يجب اختيارها من خلال سياقات مختلفة بالمنطقة والتي توجه تحديات سياسية واقتصادية وبيئية متزايدة للتنمية المستدامة، فضلا عن التفاوت الكبير في الدخل والقدرة علي الوصول الي الموارد.
وأشار دلال خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية بالقمة، أن الذكاء الاصطناعي يدفع التعليم العالي قدما للأمام، ويوفر مجالات كثيرة في التدريس، وتطوير المناهج والمساعدات البحثية الرقمية، كذلك دعم البحوث والتعرف علي أنماط مختلفة ومتنوعة من التعليم والعلوم، بجانب دعم أعضاء هيئة التدريس والباحثين، محذرا من بعض السلبيات تتمثل في تقليص التفاعل بين الطلاب والأساتذة، واحتمالية نشر معلومات مغلوطة ونشر تحيزات تتعلق بالجنس أو التعدي علي الحقوق.
قانون للذكاء الاصطناعي
ولفت رئيس الجامعة الأمريكية، الي ضرورة سن قانون لضبط الذكاء الاصطناعي، لضمان العدالة والشفافية للمؤسسات التعليمية ولضمان تدريب آمن وتعزيز الأمن السيبراني، وذلك دون تقويض للأبداع او تقنين مفرط للاستخدام.
تعميم الاستدامة في المناهج
وناقش الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، محور دور الجامعات في المنطقة العربية والشرق الأوسطية في تحقيق التنمية المستدامة، لافتا أن العديد من الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والامارات، ومصر حثت جامعاتها وحكوماتها على تضمين المناهج بمختلف الجامعات علي أهداف التنمية المستدامة، خاصة أن الهدف الرابع في استراتيجية التنمية المستدامة يتمثل في التحول الرقمي، والمساواة بين الجنسين من خلال الرقمنة، لافتا ان الاتحاد يعمل علي تعميم فكرة الاستدامة في المناهج التعليمية من خلال مبادرة وطنية تم وضعها من قبل جامعة الدول العربية،
وأشار سلامة، أن جائحة كورونا اثبتت أهمية التحول الرقمي، وضرورة تقديم نموذج التعليم الهجين، وحاليا تواجد لدينا في المنطقة جامعات ذكية بمنصات رقمية وتستخدم أدوات التعلم الرقمي، وعلي رأسها جامعة المنصورة التي أثبتت تفوقها التكنولولجي بالتعاون مع بنك المعرفة.
وتابع سلامة، أن هناك العديد من الجامعات العربية نجحت في التحول الرقمي، على سبيل الذكر وليس الحصر، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا وهي جامعة رائدة في ابحاث التكنولوجيا وتحديات الذكاء الاصطناعي، والجامعة الأمريكية بالقاهرة نجحت في عقد شراكات مع قطاع خاص وشركات، وحولت الحرم الجامعي لحرم يتسم بالاستدامة، وبصفة عامة نجحت جامعات مصر خلال جائحة كورونا في استخدام التحول الرقمي، وتقديم تعليم مدمج، مؤكدا أن جامعاتنا العربية تعمل علي الوصول للتحول الرقمي بنسبة تقترب من ٩٥٪.
دمج الابداع بالتحول الرقمي
وأكد الدكتور حسام عثمان، نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لشئون الابتكار، أن الحكومة المصرية مهتمة بالتحول الرقمي، ولأول مرة يتم تعيين نائب وزير للابتكار وأنا معنى بشكل خاص بالاتصالات والتكنولوجيا، مشيرا أن هدف الوزارة حاليا، الدمج بين التحول الرقمي وتعزيز الابداع في الجامعات والمراكز البحثية، حيث أن التحول الرقمي أصبح يحدد نوع الدعم المطلوب داخل الجامعات، وكيفية بناء القدرات داخل المؤسسات التعليمية، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.
وتابع عثمان، أن الجامعات المصرية تستجيب للتحول الرقمي، وهناك فعليا حراك بداخلها من إنشاء حاضنات للأبداع، وتعزيز للشراكات في التحول الرقمي، خاتما كلمته بنصيحة لمسؤولي الجامعات والطلاب قائلا ” كن منصة واجمع بيانات”.
الابتكار في التعليم
وأعربت شارلوت كولز، مديرة الشراكات والفعاليات المشتركة بمؤسسة تايمز للتعليم العالي عن سعادتها بالتعاون بين الجامعة الأمريكية بالقاهرة والمؤسسة في استضافة هذا الحدث لأول مرة قائلةً “”يهدف مؤتمر الجامعات الرقمية في العالم العربي إلى عرض الابتكار في التعليم وتقديم أمثلة عملية للتحول الرقمي من جميع أنحاء المنطقة. لقد كان من دواعي سرورنا أن نستضيف هذا الحدث بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في القاهرة، المؤسسة الرائدة في قيادة التغيير وتمكين الجيل القادم من الدارسين”.
برامج جديدة
في بداية حديثة تناول الدكتور جورج اليحشوشي رئيس جامعة الشرق الأوسط الأميركية، أن هناك فرصة كبيرة أمام مؤسسات التعليم العالي، لتكن أكثر استدامة، وتطوير البحث العلمي، دون الوقوع في فجوة المهارات بين الخريجين وسوق العمل العالمي، مما يتطلب تطوير دائم للمناهج الدراسية، وحشد كل من أصحاب المصالح وهم الطلاب والقطاع الخاص والحكومات وأعضاء هيئة التدريس.
وتابع اليحشوشي، بأن جامعة الشرق الأوسط الأمريكية تتعاون مع العديد من الشركاء وقامت بتصميم برنامج مشترك للطلاب الذين يدرسوا تخصصات الهندسة وإدارة الأعمال وتم دمج مهارات الذكاء الاصطناعي والعلوم البيانات، مع اعداد برامج تنمية قدرات اعضاد هيئة التدريس وتطوير أفكار ومخرجات مشروعات التخرج وأليات تنفيذها على أرض الواقع، مؤكدا أن القوة البشرية هي العنصر الأكبر والاهم في التحول الرقمي وعلينا أن نعمل على حث الأساتذة والطلاب لاستخدام الذكاء الاصطناعي لخلق تعليم متنوع وأفضل.
تحديات التحول الرقمي
يذكر أن المؤتمر سيناقش على مدار يومين فرص وتحديات التحول الرقمي في التعليم العالي ويستكشف الاعتبارات الأخلاقية والقضايا المتعلقة بالإتاحة، وذلك بمشاركة أكثر من 60 متحدث يحللون دراسات حالة قائمة علي البيانات حول تأثير التحول الرقمي والحوكمة في التعليم العالي.
وتتناول القمة، عدد من المحاور أهمها قيادة وإدارة التحول الرقمي في دعم الجامعات، التعليم العالي لذكي المستدام، وكيف سيدعم التحول الرقمي الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، دور إدارات الجامعات في التوجه للتحول الرقمي، ونظمت القمة عدد من الحلقات النقاشية التي تناولت عدد من الموضوعات أبرزها نماذج التعلم المدمج المثلى لتحقيق التوازن الصحيح بين التعلم وإمكانية الوصول للجامعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما هي توقعات الطلاب من الجامعات الرقمية، وم الذي يريده الطلاب من التعلم بالفيديو
ومن أهم الموضوعات على طاولة القمة، محو الأمية الرقمية، جودة التعليم الإلكتروني، نموذج تحول الجامعة الأمريكية في القاهرة من الورق الي الرقمنة، وسبل الأستفادة من البيانات الجامعية لدعم الطلاب، النزاهة الأكاديمية في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي، واحتياجات أصحاب العمل المتغيرة، ومستقبل العمل في ضوء النظم المستقبلية.
كما تتطرق القمة إلى أهمية دمج التطبيقات العملية والتعلم من خلال التجربة والمشاريع الطلابية، لمساعدة الطلاب على تنمية شغفهم وتطوير مهاراتهم وإمكانياتهم في تصور حلول لمشاكل العالم الحقيقية.
يشارك في المؤتمر متحدثين وحضور من العديد من أبرز الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والوزارات والهيئات، بما في ذلك الجامعة الأمريكية في القاهرة، وجامعة عجمان، وجامعة الأخوين في إفران، وجامعة الملك سعود، وجامعة الأردن، وجامعة نيويورك أبوظبي، والجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة الشرق الأوسط الأمريكية، وجامعة إكستر، وجامعة أبوظبي، والجامعة الأمريكية في الشارقة، والجامعة اللبنانية الأمريكية، وكلية التربية الدنماركية، وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ومدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ومؤسسة تايمز للتعليم العالي، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، واتحاد الجامعات العربية، والمجلس الثقافي البريطاني، وماكميلان.