أكد الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير أن مصر مهد الحضارة وأنها متميزة في مجالات حضارية كثيرة غيرت العالم، وأنها من أقدم الدول التي قدمت الأنظمة الصحية، وكانت أول دولة تبتكر عملة محلية خاصة بها، وأنه سيتوجه لمشاهدة أهم محطة القطار السريع الموجودة في العاصمة الإدارية وتنفذها أحد أهم الشركات الألمانية “سيمنز”، موضحا أن مصر تعد أهم شريك تجاري لألمانيا ورابع اهم شريك حول العالم، وأن الفرص متاحة أمام الشباب الطموح والمتطلع للنجاح، من خلال التعليم المزدهر الذي يسهم في أمان المجتمع.
وقال الرئيس الألماني – في كلمته خلال افتتاحه اليوم لمقر الجامعة الألمانية الدولية GIU بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور أشرف منصور، الرئيس المؤسس للجامعة الألمانية بالقاهرة GUC ورئيس مجلس الأمناء المشارك للجامعة الألمانية الدولية GIU اليوم الخميس لمقر الجامعة الدولية والدكتور جورج لوى رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية الدولية، والدكتور سليم عبد الناضر رئيس الجامعة الألمانية الدولية والدكتور ياسر حجازي رئيس الجامعة الألمانية GUC –إنه التقي مع الدكتور أشرف منصور منذ ٢٥ عاما وأنه لم يكن يعرف أنهما من الممكن أن يلتقيا اليوم لافتتاح الجامعة الألمانية الدولية ونرى تنفيذ هذا المشروع والحلم، متوجهًا بالشكر له على هذا الإنجاز.
وقال الرئيس الألمانى إنه منذ أكثر من ٢٥ عامًا ابتكر شخص ياباني ٢٥ حرفًا للاستعانة بها في الرسائل القصيرة واليوم يوجد أكثر من ٣ آلاف إيموجي لا يمكن الاستغناء عنها الآن ويرسلها ٦ مليار شخص يوميًا لبعضهم البعض عبر الرسائل الإلكترونية، وكانت هذه وسيلة للتواصل وانعكاس لروح العصر والتعبير عن المشاعر، كما كان هناك أيضا الرموز الهيروغليفية المصرية تلك الموجودة على ورق البردي والمعابد، والذي ينظر لها العام باندهاش في وقت لم يكن لدى العالم هذا العلم.
وأعرب الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير عن اعجابه الشديد بسحر وحضارة المصريين عندما زار أمس منطقة سقارة الأثرية، لافتًا أنه زار مصر لأول مرة منذ سنوات وأنه لم يكن يعرف أن مصطلح “مصر ام الدنيا” سيظل عالق معه وأن مصر مهد الحضارات ونبض الحياة بفضل حضارتها.
وتابع قائلا، لا اريد أن اتحدث عن الماضي ، ولكن أريد التحدث عن المستقبل، مشيرا إلى أن البعض يطلق على القاهرة أنها المدينة التي لا تنام وهذا أمر جيد، حيث يوجد رابط بين التراث والحداثة، حيث نرى امتزاج المباني القديمة الأثرية مع الأخرى الحديثة والتي تعبر عن الحاضر.
وأكد الرئيس الألماني أن مصر تتمتع بكنز كبير يكمن في سكانها، وأن المصريين لديهم طاقة في الإبداع والابتكار، وأنه لابد لكل مصري أن يرفع شعار “كن طموحا”، موضحا أن هناك ثلاثة عوامل تساعد على تحقيق التنمية وهى، “التعليم والاقتصاد الجيد والحرية”.
وأبدى الرئيس الألماني اعجابه بالاهتمام الكبير بمجال التعليم العالي والبحث العلمي، وأنه سعيد بوجود نحو 400 ألف مصري يتعلمون اللغة الألمانية رغم صعوبتها، وأنه زار أمس المدرسة الألمانية بالقاهرة وشعر بالفخر بوجوده وسط طلاب المدرسة، وأنه سعيد بالسمعة الطيبة التي يحتلها التعليم الألماني في مصر.
ونوه إلى أن الكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ والحاصل على جائزة نوبل، له مقولتين خالدتين وهما ( رغم كل ما يجرى حولنا فإننى ملتزم بالتفاؤل حتى النهاية) وكذلك ( لولا النصر الغالب للخير ما استطاعت البشرية أن تنمو وتتكاثر وتكون الأمم وتكتشف وتبدع وتخترع وتغزو الفضاء وتعلن حقوق الإنسان)، لافتًا أن نجيب محفوظ كان يعلم أن سر تقدم الشعوب هو النسيج المجتمعي.
وذكر الرئيس الألمانى أنه سعيد بما شاهده في الجامعة الألمانية الدولية من تطور تكنولوجى واستخدام للطاقة، وبالمشروعات التي شاهدها، وأن الجامعة الألمانية الدولية GIU دعامة هامة للتعاون بين مصر وألمانيا، وأن سعيد لأن المؤسسات التعليمية الألمانية تحظى بسمعة جيدة في مصر.
وأشار الرئيس الألماني إلى أن بلاده تسعى إلى الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ومنع التصعيد الإقليمي لهذه الأحداث، والافراج عن الأسرى، مشددا على ضرورة المحافظة على لغة الحوار والتعلم مع بعضنا البعض لأنه الطريق الصحيح، متمنيا للطلاب والطالبات التوفيق في حياتهم المستقبلية.