أوضح الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرةـ أنه يعتقد البعض أن الضرب هو الوسيلة الأفضل في تربية الأبناء فهو أسلوب كما يرون أثبت فاعليته في تربية أجيال متعاقبة واستخدم في المدارس لسنوات عديدة وقد يستند البعض إلى تفسيراتهم الخاطئة لبعض النصوص الدينية في إباحتهم للضرب بدون ضوابط أو قيود.
وأشار إلى أن الحقيقة أن استخدام الضرب كأسلوب للعقاب ليس مرغوبا ولكن قد يسمح به ولكن في حالات محدودة جدا ونادرة و بشروط مشددة تتضمن الآتي:
هل استخدام الضرب كأسلوب للعقاب ممنوع دائما؟.. تربوي يوضح
- أن يكون من الأب لابنه أو من الأم لولدها وليس من أي شخص آخر لكي يحتفظ الطفل بعزة نفسه وكرامته وتتشكل لديه شخصية قوية تحترم الآخرين وتحترم نفسها ولا تتعامل مع الآخرين بدافع الخوف ولكن بدافع الاحترام.
- أن يكون ضربا بسيطا غير موجع ولا مؤذ وبأداة لا تسبب أي ضرر للطفل.
- ألا يكون في سنوات الطفل الأولى ولكن يفضل أن يكون ذلك بداية من سن العاشرة.
- أن يكون الخيار الأخير بعد استنفاد جميع وسائل الحث والتوجيه والترغيب وجميع وسائل العقاب الأخرى.
- أن يكون الضرب للإلزام وليس للإفهام بمعنى أن يستخدم فقط في حالة حمل الطفل على القيام بأمر ينفعه أو كفه عن أمر يضره ولا يستخدم مطلقا لجعله يفهم شيئا أو يقتنع بفكرة أو رأي.
- أن يقصد به إظهار الحزم وليس الانتقام أو الغضب.
- أن يكون بعد شرح وتوضيح وبيان وتكرار لعدد كاف من المرات .
- أن يكون مصحوبا بإظهار الحب والاهتمام والقبول لشخص الطفل ولكن الرفض فقط لموضوع العقاب.
- عدم تأجيل العقاب أو الإعلان عن موعده قبل تنفيذه بفترة.
- ألا يكون على الوجه أو في مكان فيه انتهاك لكرامة الطفل.
- ألا يكون ذلك في العلن أو أمام الآخرين بل يجب أن يحرص الوالدان على أن يكون ذلك في أضيق الحدود وفي السر قدر الإمكان.
وقال إذا ما روعيت هذه الشروط جميعها بحيث لا يتخلف منها شرط واحد فحينئذ نقول بجواز استخدام الضرب كأسلوب للعقاب ولكن إذا فقد شرط من هذه الشروط فلا يصح أن نلجأ إلى استخدام الضرب كوسيلة لعقاب الطفل .
نوه إلى أن عقاب الطفل بالضرب من غير الوالدين أو من يقوم مقامهما أو الإفراط في استخدام العقاب بالضرب من قبل الوالدين دون مراعاة الشروط والضوابط فإنه يتسبب للطفل في كثير من المشكلات النفسية ومنها الآتي:
- الخجل والانطواء والشعور بعدم تقدير الذات وانعدام الثقة بالنفس
- يألف نتيجة التكرار هذا السلوك ويتعاظم لديه الشعور بالذلة والمهانة والشعور بالعجز والخوف والقلق.
- الإحجام عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة وتتضاءل قدرته على الإبداع وتنمو لديه اتجاهات عدائية نحو المجتمع
- يعتمد على العنف كأسلوب لحل مشاكله بالإضافة إلى العديد والعديد من المشكلات التي تدل على سوء التكيف والمشاعر السلبية .
- يكون أداء الطالب الأكاديمي تقليديا وسطحيا يخلو من الإبداع والتعمق وسرعان ما ينسى الطالب ما تعلمه بعد أن يزول التهديد .