أكد مثقفون وأدباء من مصر والسعودية أن المفكر والمثقف السعودي محمد سعيد طيب يعد مثقفا إصلاحيا من طراز فريد، حيث جمع كافة أطياف المجتمع رغم انتمائه القومي العروبي، مشيرين إلى تأثير مصر ونخبتها على المثقف السعودي.
جاء ذلك خلال اللقاء الثقافي الذي نظمته دار كنوز للنشر والتوزيع لتكريم المثقف السعودي وصاحب أقدم وأشهر صالون ثقافي بالوطن العربي محمد سعيد طيب مؤسس ورئيس مؤسسة تهامة السعودية للصحافة والنشر والتوزيع، وأداره رئيس اتحاد الناشرين المصريين ورئيس مجلس إدارة دار المعارف سعيد عبده على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بالدورة ال55، حيث شارك في اللقاء نخبة من رجال الفكر والأدب من مصر والسعودية.
وفي بداية اللقاء، رحب سعيد عبده بالمفكر السعودي محمد سعيد طيب، قائلا إن طيب بدأ في مجال النشر من خلال تأسيس الكتاب العربي السعودي، مسلطا الضوء على تأثير كتبه وإسهامه الكبير في تنمية الثقافة السعودية وتأثيرها في العالم العربي.
ولفت إلى أهمية تأثير هذا الرجل الرائد في عصر النهضة والثقافة السعودية، مؤكدا دوره البارز في تطوير المجال الثقافي.
وشدد عبده على أهمية إلقاء الضوء على هذا المفكر السعودي العظيم الذي يستحق كل التقدير.
من جانبه، أكد المفكر السعودي محمد سعيد طيب، في كلمته، أنه من شدة حبه لمصر أن يكون في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، معربا عن سعادته بوجوده بمصر .
وأوضح أن مجمل مصادر ثقافته هم أدباء ومفكرو مصر ، مدينا بالفضل أيضا إلى أساتذته الذين علموه في مختلف مستويات التعليم.
وشهدت القاعة عددا من المداخلات تتحدث عن المثقف السعودي محمد سعيد طيب، حيث ذكر المشاركون أن طيب اقترب من الحياة العملية وهو شاب واهتم بشؤون مجتمعه من جميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واصفين إياه بأنه إصلاحي من نظام فريد.
ورأى المشاركون المثقفون المصريون والسعوديون أن المثقف محمد سعيد طيب تصالح مع محمد سعيد طيب الإنسان، ودعا إلى تمكين المرأة وطبق هذا على نفسه لم يعلن ويقول كلاما ثم يطبق غيره .
وأوضحوا مثقفون مصريون وسعوديون أنه محب وعاشق للمصريين وألف عددا من الكتب، من أهمها “مثقفون وأمير” حيث ناقش فيه حقوق المرأة في بلاده، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وقيمة الحوار والتنوع، موضحين أننا لم نعرف عنه أنه تاجر أو مستثمر إنما إصلاحي اهتم بوطنه ومجتمعه، والتصالح بين المثقف والإنسان.
وقال المشاركون إن طيب بدأ القراءة مبكرا حتى قبل حصوله على بكالوريوس الاقتصاد، حيث أن مصادر تكوينه متعددة ومتنوعة قرأ العقاد وطه حسين والحكيم وغيرهم من أساطيل الثقافة المصرية، وأحب جمال عبد الناصر وثورة ٢٣ يوليو وأصبح يتأمل في الطروحات التي يطرحها الزعيم العربي.
محمد سعيد طيب من أوائل من طالبوا بالإصلاح السياسي على أسس مدنية، وساهم في كتابة العريضة المدنية الأولى المقدمة إلى الملك فهد بن عبد العزيز عام 1992، وكان من أوائل من طالبوا بالحوار الوطني، في كتاب له تحت اسم باسم (مثقفون.. وأمير) وكان ولا يزال من أشد المتحمسين للفكر الناصرى ولشخص الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
وتستمر فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55، بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس تحت شعار “نصنع المعرفة.. نصون الكلمة”، حتى 6 فبراير المقبل، وتحل مملكة النرويج ضيف شرف الدورة ، وتم اختيار اسم عالم المصريات الدكتور سليم حسن شخصية المعرض، واسم الكاتب يعقوب الشاروني شخصية معرض كتاب الطفل.