التقى الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالسيد/ رفيق منصور نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للتعليم والثقافة، والوفد المرافق له؛ لبحث سُبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين، بحضور السيد روبن هارتونيان الوزير المفوض للشئون الإعلامية والـثقافية، ود. شريف صالح القائم بأعمال رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات بالوزارة، ود. أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، ود. سلمى يسري مستشار الوزير للتعاون الدولي، وذلك بمبنى التعليم الخاص بالقاهرة الجديدة.
في بداية اللقاء، أكد د. أيمن عاشور على عُمق العلاقات الثنائية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات وخاصة المجالات التعليمية والبحثية، والتي تتمثل في توقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون المُثمرة، والتنفيذ المُشترك للكثير من المشروعات الهادفة التي كان من نتائجها المُساهمة في تطوير التعليم والتدريب وتحفيز اتصال الخريجين بسوق العمل وتشجيع البحث العلمي الهادف.
وأشار الوزير إلى حرص الوزارة على مد جسور الشراكة بين الجامعات المصرية والأمريكية، من خلال التعاون المُشترك في العديد من المجالات ذات الصلة بالتعليم العالي والبحث العلمي، لافتًا إلى تجارب التعاون الناجحة بين الطرفين ومنها، مراكز التميز ومراكز دعم وتأهيل ذوى الإعاقة، وكذلك المشروعات التعليمية والبحثية التي تتم بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومنها مراكز التطوير المهني التي تُسهم في بناء القدرات المهنية للطلاب بالجامعات المصرية.
وأكد د. أيمن عاشور على الاهتمام والدعم الذي توليه الدولة المصرية لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، لافتًا إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة خلال الفترة الماضية على صعيد التوسع في الإتاحة وتطوير البنية التحتية لمؤسسات التعليم العالي، وتحديث البرامج الدراسية لملائمة سوق العمل، ومتابعة التطورات التكنولوجية فى مجال التعليم، مشيرًا إلى حجم منظومة التعليم العالي المصرية الكبير وتنوعها ما بين جامعات حكومية وخاصة وأهلية ودولية، إلى جانب التركيز على المسار الفني من خلال التوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية، التي تساهم في تأهيل الخريجين لتلبية احتياجات سوق العمل.
ونوه د. عاشور إلى ضرورة الاستفادة من المنح الدراسية المُقدمة للباحثين المصريين وخاصة من المؤسسات الدولية وعلى رأسها هيئة فولبرايت، وذلك في ظل علاقات التعاون المُثمرة والبناءة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في شتى المجالات التعليمية والبحثية والتدريبية؛ للنهوض بالمستوى البحثي والتدريبي والمهني للباحثين المصريين للمُساهمة في خطة التنمية المُستدامة بالدولة 2030.
وخلال اللقاء، تم إلقاء الضوء على النتائج الإيجابية للبعثة الأمريكية التى قامت بزيارة مصر خلال الفترة من 12 إلى 17 مارس الماضي، لممثلين من 13 جامعة أمريكية رفيعة المستوى؛ لبحث أوجه الشراكة بين الجامعات الأمريكية والمصرية، ومناقشة مجالات التعاون المشترك بين البلدين فيما يتعلق بتطوير التعليم العالي، وكذا مبادرات المكتب الإقليمي لتدريب الطلاب على تعلم اللغة الإنجليزية؛ لدعم أهداف الحكومة المصرية ومجالات الشراكة المستقبلية بين الجانبين، كما تم بحث إمكانية إنشاء أفرع للجامعات الأمريكية في مصر.
كما استعرض الجانبان أهم المشروعات والمبادرات والبرامج والأنشطة في مجال التعليم العالى والبحث العلمى في مصر، ومنها: مشروع إنشاء مراكز التطوير المهني بالجامعات المصرية؛ والتي تصل إلى 46 مركزًا للتطوير المهني بالجامعات المصرية خلال المرحلة القادمة؛ بهدف بناء القدرات المهنية للطلاب والخريجين وثقل مهاراتهم بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، من خلال توفير برامج التدريب التي تلبي احتياجات سوق العمل، وربط البرامج التعليمية بالوظائف الحديثة والمستقبلية، بالإضافة إلى برنامج رواد وعلماء مصر الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والتي تقوم بتنفيذه الجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC) ، بهدف بناء قدرات الكوادر المصرية في القطاع الحكومي، وغير الحكومي، والجامعات المصرية والأهلية، والمراكز البحثية من خلال توفير فرص منح دراسية للماجستير ودراسات ما بعد الدكتوراه ومجموعة من التدريبات قصيرة الأجل في مصر والولايات المتحدة الأمريكية، موجهًا الشكر للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على دعمها لإستراتيجية التعليم العالى والبحث العلمى من خلال دعم العديد من البرامج والمشروعات التي تسهم في وضع آليات لتنفيذ استراتيجيات التعليم العالى والبحث العلمى في مصر.
ومن جانبه، أعرب السيد/ رفيق منصور عن سعادته بزيارته لمصر، مؤكدًا دور مصر الهام فى المنطقة والعالم، حيث تمتلك حضارة عظيمة وثقافة أصيلة، مشيرًا إلى حرص بلاده على التعاون ودعم الحكومة المصرية في شتى المجالات وخاصة في مجالي التعليم العالى والبحث العلمى، مشيرًا إلى عُمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة باعتبارها شريكًا استراتيجيًا ومحوريًا على مستوى العالم، مؤكدًا أهمية استمرار التعاون في تنفيذ المشروعات العلمية المشتركة بين البلدين، مثمنًا دعم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية للاستثمار في التعليم وتعزيز الشراكة مع المؤسسات الدولية.