اثار تصريح رئيس جامعة القاهرة حول ان الدراسة بكلية الهندسة جامعة القاهرة أصبحت أربع سنوات جدلا واسعا خصوصا بعد تعليق نقيب المهندسين السريع حول عدم اعتراف النقابة بذلك.
قال المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، إن تقليص مدة الدراسة في كلية الهندسة جامعة القاهرة إلى 4 سنوات، يخلق جيلا دون المستوى، مشيرًا إلى أن الطالب يحتاج إلى فترات طويلة من التدريب والتأهيل والدراسة ليصبح مؤهلًا للعمل.
وأوضح النبراوي، أن الطلاب في جامعة القاهرة سيكون لهم ميزة غير موجودة في جامعات أخرى، مشيرًا إلى أنه يرى أن الطالب مهما كانت درجة تميزه، فهو يحتاج لفترة ليتم إعداده بشكل جيد، إذ يحتاج للوقت والخبرة.
وعن إمكانية ضم الخريجين بعد 4 سنوات دراسة إلى نقابة المهندسين، قال: «عندنا لجنة التعليم الهندسي في النقابة سيحال إليها الملف لإبداء الرأي واتخاذ القرار، ولكن بصفة مبدئية لازم النقابة تساوي بين الجميع، ومينفعش حد يدرس 4 سنوات ويتم المساواة بينه وبين طالب درس 5 سنوات».
وأضاف: «الموضوع متكامل عندي كنقابة مهندسين، إن في زملاء يدرسون 4 سنين مهما كان تفوقهم، ولكن بيدرسوا بتكلفة مالية، لا يمكن أقدر أسجلهم في النقابة وهناك أعداد كبيرة جدًا لم يتح لهم هذه الميزة، وبيدرس في 5 سنين، وهو أيضًا متفوق، مقدرش أعطي هذه الميزة اللي هي قدام الرأي العام ميزة كان فيها أسبابا مادية».
وبين نقيب المهندسين أن نظام دراسة الهندسة الجديد بجامعة القاهرة يفتقد بعض النقاط الأساسية مثل التدريب، متابعًا: «دراسة الهندسة في 4 سنوات أيضًا، سيؤدي إلى تخريج أعداد زيادة، وإحنا عندنا طوابير بطالة هائلة»
كشف الدكتور حسام عبد الفتاح عميد كلية الهندسة، بجامعة القاهرة، تفاصيل اللائحة الدراسية لكلية الهندسة الجديدة، بعد صدور القرار الوزاري باللائحة الجديدة، مشيرا إلى أن اللائحة الدراسية الجديدة للكلية سيتم تطبيقها من خلال الدراسة بنظام الساعات المعتمدة بالكامل والتي تتراوح من 154 إلى 159 ساعة دراسية معتمدة مطلوبة للتخرج وفقًا للبرنامج الدراسي.
وأضاف عميد الكلية، أن اللائحة تتيح للطالب اختيار الالتحاق بأحد البرامج العامة أو التخصصية طبقا لشروط محددة، كما تُتيح تسجيل برنامج فرعي “minor” وذلك لأول مرة على مستوى كليات الهندسة بالجامعات الحكومية، مشيرًا إلى أن اللائحة الجديدة تتضمن العديد من البرامج، وهي 13 برنامجا عاما، و 15 برنامجا تخصصيا، و 12 برنامجًا فرعيًا، وتشترط اجتياز الطالب تدريبًا صيفيًا بنجاح للتخرج.
وأعلن الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، صدور القرار الوزاري باللائحة الجديدة لكلية الهندسة، والذي يمكن الطلاب من التخرج بعد 4 سنوات دراسية فقط، لتصبح بذلك هندسة القاهرة أول كلية هندسة حكومية تتيح للطالب إمكانية التخرج في أربع سنوات من خلال برامجها التخصصية الحديثة، وذلك في إطار حرص الجامعة على سد الفجوة المعرفية والتوافق مع الأنظمة التعليمية العالمية ومواكبة التطور السريع والمتلاحق في التعليم الجامعي.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن اللائحة الجديدة لكلية الهندسة، من المُقرر بدء العمل بها مع بداية العام الدراسي الجديد 2023/ 2024، وتتضمن العديد من المميزات، أهمها إمكانية التخرج بعد الانتهاء من متطلبات التخرج دون التقيد بعدد محدد من سنوات الدراسة، والسماح للطالب بالدراسة بالخارج سواء عام دراسي كامل طبقا لشروط محددة أو أطول من عام دراسي في حال وجود اتفاقيات ثنائية مع جامعات دولية، بالإضافة إلى السماح بعمل فصل دراسي كامل بالصناعة طبقا لشروط محددة.
وأكد الدكتور محمد الخشت، أن الجامعة لها السبق في مواكبة التطورات العالمية في التعليم الهندسي، وتقدم حزمة من البرامج الجديدة المتميزة في مختلف المجالات والتخصصات لتقديم تعليم عالي الجودة في تخصصات غير نمطية ونظام دراسي حديث لاستهداف خريج متميز يستطيع أن يواكب سوق العمل العالمية والإقليمية والمحلية، مشيرًا إلى تقدم ترتيب برنامج هندسة البترول ضمن أفضل 50 تخصصًا على مستوى العالم، حيث يحتل المرتبة الـ 40 على مستوى العالم، وهو أفضل التخصصات أداءً وأعلاها ترتيبًا في كافة التخصصات المصرية.
نظام دراسي متطور
من جانبه أوضح الدكتور محمد عبد الحميد شعيرة، رئيس لجنة قطاع الدراسات الهندسيةبالمجلس الأعلى للجامعات، أنه لا يجوز مقارنة نظام دراسي سابق (نظام الفصول الدراسية الثابت) بنظام دراسي متطور (نظام الساعات المعتمدة) حيث يتم في نظام الدارسة المبنى على الفصول الدراسية (استمر لسنوات طويله في مصر)، نقل الطالب من فرقة دراسية الى التي تليها بعد نجاحه في المقررات الدراسية للفرقة والتي هي موحدة لجميع طلاب الفرق، ويحصل الطالب على درجة البكالوريوس بعد قضاء خمس سنوات كاملة في الدراسة، بينما يتم في نظام الساعات المعتمدة (والذي اقره المجلس الأعلى للجامعات ليصبح هو النظام الرئيس للدراسة)، مطالبة الطالب بالانتهاء من دراسة عدد محدد من الساعات المعتمدة واستكمال كافة متطلبات الحصول على الدرجة ولم تحدد له سنوات محددة قاطعة للقيام بذلك، حيث يمكن ان ينتهي الطالب من الدارسة في عدد سنوات يعتمد على قدراته في التحصيل.
وأوضح شعيرة في تصريحات صحفية، أنه لا يجوز مقارنة ما يتم تدريسه للطلاب حاليا بما كان يدرس للطلاب في سنوات سابقة وذلك للأسباب التالية: التطور الديناميكي الهائل في التكنولوجيا يفرض علينا تطوير المناهج بشكل مستمر، وهذا ما دفع لجنة قطاع الدراسات الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات، مطالبة كافة المؤسسات التعليمية التي تمنح درجة بكالوريوس الهندسة سواء كانت كليات جامعية او معاهد عليا هندسة، بتعديل لوائحها وتطويرها كل خمس سنوات على اقصى تقدير.
وطالب شعيرة، المهندسين بمقارنة ما قاموا بدراسته لتخرجهم، بما يتم تدريسه في الوقت الحالي وملاحظة التطوير الذي يحدث سنويا على المناهج والمفاهيم الهندسية والتكنولوجية.، لافتا لابد ان يكون ملاحظا ان التطور في المناهج لا يهمل دور العلوم الأساسية (الرياضيات والفيزياء والكيمياء والميكانيكا …) والتي تعتبر أساس فهم الهندسة، حيث ان الهندسة بكافة فروعها ما هي الا تطبيق للعلوم الأساسية.
تطوير اللوائح لاطر مرجعية
وعن تطوير لوائح كليات الهندسة، أكد شعيرة أن هذا التطوير يخضع لأطر مرجعية متطورة، حيث وضعت لجنة قطاع الدراسات الهندسية، منذ عشرات السنين، اطرا مرجعية لوضع لوائح الدراسة، وتطورها بشكل دائم، وآخر هذه الأطر تم العمل به منذ منتصف عام 2022، وهو متاح على شبكة المعلومات، ولا تستطيع أي كلية او معهد هندسي إعداد لائحة دراسية دون التقيد بالقواعد والاسس الموجودة في هذه الأطر، وكذلك المواصفات المرجعية لهيئة ضمان الجودة والاعتماد المصرية، مشيرا أن الاطر المرجعية تعتمد على متطلبات سوق العمل وزيادة الجرعة التعليمية المهارية المتطورة بشكل مستمر، ولقد كانت هذه الأطر تعتمد أولا على نظام الفصول الدراسية الثابتة، والتي وجد المجلس الأعلى للجامعات انها غير مناسبة للعصر، فبدأ العمل على الانتقال التدريجي منها الى نظم الساعات المعتمدة، مؤكدا أنه تمت المقارنة بين ما يتم تدريسه في جامعاتنا في خمس سنوات بما يتم تدريسه في كثير من الجامعات الدولية، ووجد ان المادة العلمية في مجملها متشابهة، ولكن أسلوب التدريس يختلف بشكل جذري.
وعن طرق التدريس وخصوصا في التعليم الهندسي، أشار شعيرة، أنه لم يعد التلقين هو الأسلوب المعتمد في التدريس بشكل عام، ولكن العملية التعليمية تحولت من التعليم الى التعلم، بجانب التطور الهائل في توفر المواد التعليمية على شبكات المعلومات، أدى الى ان يكون الطالب قادرا على جمع مادة تعليمية ضخمة في زمن يقل تدريجيا سنة بعد الأخرى، ولقد أصبح الطالب هو محور العملية التعليمية وليس الأستاذ، وهو قادر على جمع المعلومات التي يوجهه الأستاذ لتحصيلها، وبمعنى اخر تحول الطالب الى باحث عن المعلومة.
تطوير طرق التدريس وعدد الساعات المعتمدة
وفيما يخص عدد الساعات المعتمدة المطلوبة في الإطار المرجعي الحالي وعلاقتها بسنوات الدراسة: كشف شعيرة أن الحد الأدنى المطلوب (في الإطار المرجعي الحالي) لعدد الساعات المعتمدة لأي برنامج دراسي هو 144 ساعة معتمدة، وقد يصل العدد الى 165 ساعة معتمدة، وتعتمد عدد الفصول الدراسية التي يدرسها الطالب لتحقيق متطلبات التخرج، الى حد كبير، على قدراته وتميزه، فلديه فصلينأساسيين للدراسة هما الخريف والربيع وفصل صيفي اختياري، وكل طالب له الحق في اختيار المقررات الدرسية التي يرغب في دراستها (تحت اشراف مرشد أكاديميي)، وتعتمد على قدراته في محاولته للحصول على اعلى تقدير بغض النظر عن عدد السنوات التي يقوم بالدارسة بها، ولا يمكن تحقيق متطلبات التخرج في أربع سنوات سوى لعدد قليل من الطلاب لا يصل الى 5% منهم على اقصى تقدير، لافتا أنه لا يتم اجبار الطالب على البقاء في الدراسة لمدة خمس سنوات (كما في نظام الفصول الدراسية الثابت) وهو قادر على انهاء المتطلبات في زمن أقل؟ هذا هو مفهوم نظام الساعات المعتمدة.
لوائح معتمدة
وأخيرا أكد شعيرة، أن لائحة الدراسة لكلية الهندسة جامعة القاهرة وجميع لوائح الدراسة لجميع الكليات والمعاهد تصدر بقرارات وزارية من وزير التعليم العالي والبحث العلمي تحدد بدء العمل بها، وهذا أصلا مبنيا على توصية من لجنة القطاع المعنية، تقوم لجنة قطاع الدراسات الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات، بفحص دقيق وتحليل لوائح الدراسة قبل التوصية باعتمادها، وتشتمل لائحة الدراسة لكلية الهندسة جامعة القاهرة على كل المواد التعليمية الهادفة ليتخرج الطالب بالقدر الكاف من المعلومات والمهارات المكتسبة اللازمة لسوق العمل.