فى إطار فعاليات معسكر القيادة الفعالة بجامعة القاهرة برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، وتحت عنوان “تطوير الوعي الوطني” نظمت جامعة القاهرة، محاضرة للدكتور وجدي زين رئيس تحرير جريد الوفد، في إطار اامشروع الفكرى الذى تتبناه الجامعة بهدف تطوير الوعي الوطني كجزء من تطوير العقل المصري وبناء مجتمع جديد قائم على التفكير العلمي، وبحضور الدكتور عبد الله التطاوي مساعد رئيس الجامعة للشؤون الثقافية، والدكتور مجدي عمر مشرف الأنشطة الطلابية، ومنسقي الأنشطة الطلابية، وطلاب من أجل مصر المشاركين في معسكر القيادة الفعالة.
وفي بداية كلمته، وجه الدكتور وجدي زين الدين رئيس تحرير جريدة الوفد، الشكر للدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، على تبنيه فكرة المعسكرات التي تنظمها الجامعة لطلابها والتي لها دور مهم في تكوين وعي أبناء الجامعة وتأهيلهم لأداء دورهم الوطنى فى المستقبل ،خاصة فيما يتعلق بالموضوعات الوطنية، مشيرا إلى أن هذا المعسكر امتداد لمعسكر سابق يتمثل في التفكير النقدي والمسألة مرتبطة ببعضها، فالتفكير النقدي يتمثل في تحرير العقل من كل ما هو سلبي وسيئ، وعلى الجانب الآخر فإن الوعي يتمثل في إدراك المحيط الذي نعيش فيه وما يحدث داخل المجتمع، والوعي له أنواع كثيرة سواء بالسياسة أو الاقتصاد أو غيرها.
وقال رئيس تحرير جريدة الوفد، إنه عند الحديث عن الوعي لابد من الإشارة إلى أن المصريين لديهم وعي وطني وفطنة وفهم ولهم أدوار وطنية قوية وفعالة، مشيرا إلى أن الـ 10 سنوات الأخيرةكشفت مدى قوة وعى الشعب المصري ، وقد شاهدنا في ٢٠١٣ أعظم ثورة في التاريخ الحديث وهي ثورة ٣٠ يونيو التي ظهر فيها وعي الشعب المصري للحفاظ على الدولة المصرية، بما يعني أن الوعي في قمته من حيث الوعي بالمشكلة القائمة ومحاربة الإرهاب بالنيابة عن العالم.
وأوضح الدكتور وجدي زين، أن الدولة المصرية بدأت عام 2014 في ٣ مراحل في وقت واحد، وتتمثل المرحلة الأولى في تثبيت أركان الدولة، وتثبيت أركان الدولة يعني السير في الطريق الصحيح، والمرحلة الثانية هي الحرب على الإرهاب، وهنا لولا الوعي المصري والحرص من الدولة المصرية على محاربة الإرهاب سواء بالآلة العسكرية في سيناء، أو المحاربة بالجانب الفكري ورفع درجة الوعي، موضحا أن حرب الفكر بالفكر تعني تصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال العلماء والمفكرين وهو دور لا يقل أهمية عن الحرب العسكرية، بما يعني أن كل فرد يؤدي دوره ويقاوم بطريقته ومسؤولياته الملقاه على عاتقه، وقد حققت الدولة المصرية نجاحا باهرا في هذه الحرب العسكرية والفكرية، أما المرحلة الثالثة التي قامت بها الدولة المصرية وهي الحرب من أجل التنمية وتمثلت قوة الدولة المصرية في تحقيق هذه المراحل الثلاث مع بعض استنادا إلى وعي المصريين والذي ينتفض ضد أي خطريهدده.
وأكد الدكتور وجدي زين الدين، أن الفكر يلعب دورا مهما حيث أنه يريح الآله العسكرية من خلال الاعتماد على الحجة والبرهان والتفكير الواعي الصحيح، لذا فإن هذا المعسكر الذى أطلقه د.الخشت بجامعة القاهرة،يمثل جزءا من الحالة الفكرية المطلوبة لتجنب الوصول إلى حمل السلاح، مشيرا إلى أن الحرب من أجل التنمية اخذت شكل مشروع وطني مصري للنهوض بالدولة المصرية، وركز هذا المشروع في البداية على الأمن والاستقرار داخل البلاد، وهو مايشمل الحفاظ على الأمن القومي المصري، ومواجهة المطامع والمخططات التي تحارب الأمن المصري وتستهدف اسقاط مصر وهو ما يستلزم الوعي والفكر والعقل المصري، لتجنب ما حدث في دول اخرى من دمار وخراب مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن وأخيرا السودان، مما ينذر بالخطر، وبالتالي لابد من التصدي بكل قوة والتسلح بالوعي وأن يكون كل مصري على حذر ومتسلح بالعلم والمعرفة والمحاربة بالفكر والرأي الصحيح لتجنب وقوع مصر في هذه البؤرة المدمرة التي تهدف إليها المخططات الغربية التي تضع أعينها على مصر وتستهدف تدميرها.
وقال الدكتور وجدي زين، إن العمل في الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو تم على العديد من الجوانب، منها الإصلاح السياسي الذي قامت به الدولة المصرية تضمنه تعديل الدستور في العديد من مواده لصالح الدولة والشعب، وتضمن أيضا وجود أحزاب وبرامج سياسية وتعددية، وهو ما يعني تفعيل النظام السياسي، بالإضافة إلى انتخابات رئاسية، وانتخابات برلمانية ضمت لأول مرة عددا كبيرا من بعض الفئات مثل المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة والأقباط والشباب، بما يعكس تمثيلا سياسيا حقيقيا لمختلف الفئات، وهو ما يأتي في إطار التفعيل الدستوري الصحيح، كما تم العمل على الإصلاح الاقتصادي والتفاوض مع صندوق النقد والبنك الدولي بشجاعة بالغة بهدف الرغبة في الإصلاح الحقيقي والعمل بشكل صحيح، مؤكدا أن برنامج الإصلاح الإقتصادي رغم ضغطه على الشعب إلا أنه لم يكن امام الدولةخيار آخر.
وأكد الدكتور وجدي زين، على أهمية الحوار الوطني في النهوض بالدولة المصرية، مشيرا إلى الدور الفعال الذي قامت به الهيئة الوطنية للتدريب في تفعيل الحوار الوطني بجميع مراحله وجوانبه، مشيرا إلى أن الحوار الوطني منصة ديموقراطية مصرية غير مسبوقة، حيث أتاح للجميع التعبير عن رأيه بحرية وشفافية بالغة، ولذا فهو أحد المخرجات المهمة للدولة المصرية، وشمل قضايا جوهرية تشغل الفكر والرأي المصري، وكانت تستلزم العمل عليها والتغيير فيها ورفع درجة الوعي بها.
من جانبه، قال الدكتور عبدالله التطاوي مساعد رئيس الجامعة للشؤون الثقافية، أن مرتكزات الدولة الوطنية بعد ثورة 30 يونيو شملت إعادة صياغة مشروع وطني في مواجهة كم كبير من التحديات، منها مواجهة الإرهاب وتفكيك الفكر الإرهابي، مؤكدا أن وعي المواطن المصري يمثل الرهان الحقيقي للوعي بالحقائق بدرجة كبيرة من الفهم والوضوح، وضمان حالة من حالات الأمن الفكري من خلال المصادر المعلوماتية الوطنية الصحيحة.
وأوضح الدكتور مجدي عمر مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، أن جناحي تقدم أي أمة هما الديموقراطية والبحث العلمي، وأن الديموقراطية تحتاج إلى تربية سياسية ووعي سياسي صحيح، وأن الدولة المصرية بقيادتها الوطنيةتسير في طريقها الصحيح لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والبنية التحتية للدولة، مؤكدًا أن مصر ستصبح قوة يحسب لها ألف حساب في المستقبل.