تواصل جامعة القاهرة فعاليات معسكر القيادة الفعالة الأول “تطوير الوعي الوطني”، والذي يقام تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، في إطار مشروع الجامعة لتطوير العقل المصري وبناء جيل جديد من الشباب يمتلك عقلًا علميًا وطنيًا، وفي ضوء حرص الجامعة على رفع درجة وعي طلابها وإدراكهم لأهمية المشاركة الإيجابية في صناعة مستقبل الوطن، وتأهيلهم لخدمة مجتمعهم على الوجه الأكمل.
واستضافت الجامعة في خامس لقاءات المعسكر الكاتب الصحفي عبد السلام فاروق الكاتب الصحفى ومدير تحرير جريدة الأهرام المسائي، بحضور الدكتور عبد الله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس جامعة القاهرة، والدكتور مجدي عمر مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، والدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة، ومنسقي الأنشطة الطلابية، وطلاب من أجل مصر المشاركين في معسكر القيادة الفعالة.
وتأتي هذه اللقاءات، في إطار مشروع فكرى تتبناه جامعة القاهرة برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، لتطوير الوعي الوطني كجزء من تطوير العقل المصري وبناء مجتمع جديد قائم على التفكير العلمي.
وفي بداية اللقاء، أشاد الكاتب الصحفي عبد السلام فاروق بالدكتور محمد الخشت كونه مفكرًا وفيلسوفًا مستنيرًا له بصمة مميزة وفكر بناء، والذي يتضح من عنوان برنامج المعسكر الذي تقدمه جامعة القاهرة اليوم حول تطوير الوعي، موضحًا أن كلمة الوعي تتمثل في حالة الدراية والوعي بما يحيط بالمرء من أحداث ومشكلات ومعارف وقيم.
وقال عبد السلام فاروق، إن العالم في العصر الحالي يتسم بضيق المسافات واتساع المعارف إلى أبعد حد وأصبحت تسيطر عليه وسائل الاتصال الحديثة التي جعلت منه قرية انترنت تنهمر فيها مصادر المعلومات بشكل كبير، مما يستلزم ضرورة البحث اليومي عن المعلومة والتدقيق فيها، مشيرًا إلى التغيرات الحادثة اليوم على في العالم أجمع على كل الأصعدة نتيجة العديد من الأحداث مثل جائحة فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن الوضع الإقليمي يشهد بدوره تغيرات محورية.
وتساءل عبد السلام، ما هو موقع مصر من التغيرات العالمية؟، مجيبًا، أن مصر هي واسطة العقد في العالم أجمع، وهي بلد آمن ودرع حصين شهد أقدم مظاهر التوحيد، وباركته خطوات أولي العزم من الرسل إبراهيم وموسى وعيسى ، وبات شعبه من أصهار خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بفضل زواج أم المؤمنين ماريا القبطية، وهو بلد خلد ذكره القرآن ولم يزل بفضل الرحمن بلد الخير والنماء والسلام.
وأكد عبد السلام، أن كل مصري لابد أن يفتخر بانتمائه لهذا البلد الطيب ويتمنى بأن تكون مصر في مقدمة الأمم، خاصة و دور مصر الطبيعي على مر العصور دور قيادي للعديد من الأسباب سواء جغرافية أو تاريخية أو حضارية، بالإضافة إلى أن أهم ما تميزت به في عهود القوة أحلافها من حولها، حيث أنها دائمًا داعمة لجيرانها وأشقائها في إطار من التعاون والمؤازرة والدعم المستمر.
وأضاف مدير تحرير جريدة الأهرام المسائي، أن مصر لديها استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز قدرات الدولة المصرية في ضوء التغيرات الدولية والاقليمية، وتُبنى على المواءمة بين المصالح والأهداف القومية وتسير في خطوط متوازية في مختلف جوانب التطوير وبخطوات متسارعة، مع ضرورة مشاركة كل الشعب في تحقيقها والسير عليها، بما يساهم في تحقيق طفرات وقفزات تنموية على المدى القريب، مؤكدًا أن مصر قادرة على تحقيق المستحيل والعبور دائما من خلال التلاحم الوطني، خاصة وأننا شارفنا على تحقيق نهضة شاملة.
وأشار عبد السلام، إلى أن العصر الحالي اتسم بالانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مرتعًا لمفاهيم وشائعات ورسائل سلبية خاطئة ومغلوطة وحالة من الترهيب والتكدير التي يتم نشرها وبثها بصورة كبيرة، وهو ما يرتبط بمفهوم الأمن الفكري ويستلزم القراءة والاطلاع على ما هو صحيح وموثوق.
ووجه عبد السلام، النصيحة للطلاب بضرورة التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي بوعي، وإعمال العقل والبحث وتوسعة العقل وانفتاحه على المعارف والتفكير بطريقة مختلفة في النظر إلى الحياة والآخرين بما يساهم في الوصول إلى حالة من النضج والفهم والإدراك، والتواصل مع تاريخ مصر ومعرفته، والتركيز على الكم والكيف في العمل، وإدراك حجم المشاكل التي نواجهها وأننا نمتلك حلول وطنية للمشاكل العالمية.
ومن جانبه، قال الدكتور عبد الله التطاوي، إننا لابد أن نعيد اكتشاف العديد من المفاهيم، منها مصر، والدولة الوطنية، والوعي، والحق في التفاؤل والتفاعل، ورسم لغة للمستقبل بقدر من التجلي، ووضع مصر في ظل العالم المضطرب حاليًا، بالإضافة إلى ضرورة إدراك مفهوم هذا المعسكر التي تنظمه الجامعة، ودور الشباب في بنية المستقبل.
وأشار الدكتور عبدالله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس الجامعة، إلى أن مصر تشهد في السنوات الأخيرة قدرًا كبيرًا من الإنجازات التي أحدثت تحولًا تاريخيًا نحو النهوض بالدولة المصرية، مؤكدًا أن مصر هي أم الدنيا ولذا لابد من رؤية المستقبل والتي تتمثل في العقل المُفكر واكتشاف ما وراء الحقائق والمنتَج والمنتِج، وتلاحم كل أقطاب الشعب.
وأضاف الدكتور مجدي عمر مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، أن علينا أن نعتبر من التاريخ بأن الأمم تولد وتصبح شباب ثم تضعف، مؤكدًا ضرورة الحرص على تنمية الوعي والإدراك السليم من خلال القراءة والإطلاع والحصول على معلومات موثقة، وتجنُب التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، ومعرفة ما القضايا والمشكلات التي قد نواجهها.
وفي سياق متصل أكد الدكتور محمد منصور المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة، على ضرورة البحث عن أصل كل معلومة وسبب بثها، والحرص على الحوار مع الشباب الذي يعيد شباب الفكر والمعرفة، مشيرًا إلى أن مصر أمة غير قابلة للكسر ولن تنهزم، حيث قد تتعثر بعض الوقت لكنها قادرة على استرداد قوتها بالمعرفة والعلم وتوظيفه فيما يخدم مصلحة الأمة التى تمتلك تاريخا وحضارة وشبابا واعيا لديه القدرة على العمل والعطاء لبناء مستقبل هذا الوطن الذى يستحق منا جميعا بلا استثناء أن نبذل الغالي والثمين لتبقى مصر قوية شامخة، أبية عصية على كل محاولات إضعافها او تحجيم دورها.