أيام قليلة وتحصل 783 ألف أسرة مصرية على هدنة لمدة أسبوع ، بعضهم يذهب الى المصيف والكثيرون يكتفون بالجلوس فى البلكونة ومشاهدة التليفزيون والبحث عن مسلسلات رمضان التى فاتتهم ومتابعة الدورى العام أخبار محمد صلاح وصفقات الاندية واللاعبين وبعضهم يرفع لوحة ممنوع الدخول والاقتراب والتصوير ويرفع الحظر المفروض على صلة الرحم ويصطحب الاسرة والاولاد لزيارة الأهل والأقارب لتبادل التهانى والمواساة والواجبات الاجتماعية التي انقطعت طيلة العام الدراسي الماضي بسبب انشغال ميرو و دندش و قرطام وحمادة وحشمت ونانا وسيف ولموره بالمذاكرة والدروس ومجموعات الاستعداد لامتحانات الثانوية العامة!
الرقم السابق وفقا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، هم عدد الطلاب الذين تقدموا لامتحانات الثانوية العامة خلال هذا العام بواقع 276 ألف طالب في الشعبة الأدبية و391.6 ألف طالب في الشعبة العلمية، علوم، ونحو98.6 ألف طالب في الشعبة العلمية، رياضيات. وهو رقم بلا حسد يعتبر عشر اضعاف طلاب المدارس فى كل مراحل التعليم فى أى دولة من الدول التي طبقت نظاما حاسما في التعليم فأنطلق شبابها يتعلمون وعاشت أسرهم فى تبات ونبات يستمتعون بحياتهم وميزانيات وظائفهم ويخلفوا صبيان وبنات!
لكن مالذي يجعل الثانوية العامة معركة تخرج منها الأسرة والطلاب مثخنين بالجراح؟
السبب باختصار انه لا يوجد لدينا نظام تعليمي واضح وحاسم ويسمي الأشياء بمسمياتها المدرسة مدرسة والدروس دروس والمدرس مدرس، وأنا اتحدى لو ال 800 الف طالب كان بينهم من ذهب للمدرسة المقيد بها من الأساس إلا لإثبات الحضور حتى القائمين على تطوير العملية التعليمية يحجزون لأولادهم الدروس الخصوصية من الصيف ويتفرغون للجهاد فى تطوير التعليم ودون الدخول فى الأسباب والمسببات.
لدينا فرصة الآن ونحن نضع أساس الجمهورية الجديدة أن نبدأ بداية صح فى التعليم كما وضعنا البنية التحتية الصحيحة فى كافة مناحى الحياة من الطرق والكهرباء وتوفير حياة كريمة لستين مليون مواطن فى الريف بما فيها الصرف الصحى ومياه الشرب والتخطيط العمرانى الذى بسببه دخل التعليم فى بعض العزب والكفور لأول مرة ، فرصتنا الآن فى فى وجود آلية تسمح بالحوار الوطنى لمناقشة مسألة التعليم وأولها لماذا تعتبر المجانية حبر على ورق وكلام فى الهواء وكيف يكون الحق فى التعليم كما أراده طه حسين كالحق فى الماء والهواء.