أكد الدكتور شريف كشك، مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للحوكمة الذكية، أن الوزارة ترعى المؤتمر من منطلق دورها في تطبيق التكنولوجيات الحديثة في التعليم، حيث ركز المؤتمر على الذكاء الاصطناعي والتعليم، بجانب مناقشة الاستراتيجيات التي تستطيع المؤسسات التعليمية الاعتماد عليها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومن الفرص المتاحة لكي تتجنب المخاطر.
وأضاف كشك، خلال فعاليات النسخة الخامسة من قمة انوكسيرا العالمية (INNOXERA)، التي نظمتها شركة كلاسيرا وبرعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لمناقشة مستقبل الابتكار في تقنيات التعليم والتدريب، وذلك بحضور قيادات وممثلين لوزارات التعليم العالي والبحث العلمي والاتصالات والتخطيط، وقدمت القمة فرصا جادة لاستكشاف أحدث الابتكارات في تقنيات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بالتعليم والتدريب في الشرق الأوسط وآسيا، أن هناك تطورا كبيرا خلال الفترة الأخيرة داخل بيئة العمل المصرية للاستفادة من هذه التكنولوجيا، فوزارة التعليم العالي في العام الماضي فقط أنشأت 12 جامعة من جامعات الجيل الرابع التي تطبق أحدث التقنيات، وتمثل بيئة خصبة لهذه الأنظمة الحديثة، وهناك أيضا 10 جامعات تكنولوجية أخرى، وهناك توسع في الأنظمة التي يمكن أن تمثل بيئة عمل للتكنولوجيا الحديثة.
التعليم العالي والإتصالات يبحثان استغلال التقنيات الحديثة
وقال الدكتور هشام فاروق، مستشار التطوير التكنولوجي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: “سعداء باستضافة مصر لقمة Innoxera، التي تتماشى مع الدور الرئيسي لوزارة الاتصالات في تنمية مهارات الخريجين على أساسيات ومهارات تكنولوجيا المعلومات، وخاصة التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، ومن هذا المنطلق تقوم الوزارة بعدد من المبادرات لتنمية المهارات.
وخلال كلمته بالمؤتمر، قال مايك دينغرا، كبير قادة الأعمال التعليمية SEMA – جنوب أوروبا والشرق الأوسط والأفريقيا بشركة HP: “نحن سعدا بالمشاركة بقمة انوكسيرا العالمية لتكنولوجيا التعليم في مصر، حيث يمثل موضوع القمة هذا العام، “التعلم في عصر الذكاء الاصطناعي”، موضوعا ملحا يجب النقاش حوله بعد أن دخلنا إلى عصر الذكاء الاصطناعي، والتغيير الكبير المتوقع حدوثه في حياتنا بفضل الدور الذي تلعبه هذه التقنيات المتقدمة.”
بينما أعرب محمد المدني، الرئيس التنفيذي لشركة كلاسيرا العالمية المنظمة لقمة انوكسيرا، عن سعادته بنجاح القمة في دورتها الخامسة بالقاهرة، مؤكدًا أن الحضور من كافة الهيئات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص تؤكد على أهمية التكنولوجيا باعتبارها لاعبا رئيسيا في صناعة مستقبل التعليم والتدريب.
وأشار المدني؛ إلى أن القمة جاءت لتحقق أهداف ومسارات التحول الرقمي، الذي يعد أحد أهم مسارات رؤية الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، لا سيما في قطاع التعليم، الذي يعد أحد القطاعات الحيوية لتحقيق أهداف الرخاء والسلام والازدهار في المنطقة العربية.
وأضاف: “وقع اختيار قمة انوكسيرا العالمية على مصر لانطلاق فعاليات نسختها الخامسة هذا العام، ولأول مرة، تتويجا لجهود الدولة المصرية في مواكبة الثورة التكنولوجية الهائلة من خلال تنمية وتطوير التعليم، وتعزيز ثقافة التحول الرقمي والابتكار، والطفرة الملحوظة في تطور آليات التعليم ضمن أهداف التوجه الاستراتيجي لرؤية مصر 2030، وجهود دعم الاستثمار في القطاع التعليمي وجذب الشركات العالمية للاستثمار في قطاع التعليم في مصر”.
من جانبه أكد المهندس محمود الجابري، مدير الشراكات الاستراتيجية في كلاسيرا العالمية ومدير كلاسيرا مصر، أن استضافة القاهرة لقمة انوكسيرا العالمية يمثل فرصة استثنائية لاستكشاف الحلول التقنية المبتكرة، خاصة في ظل تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز مستقبل التعليم والتدريب، في خطوة حاسمة لدفع عملية التعليم في مصر نحو مزيد من التحسن والتطور.
يشار إلى أن قمة انوكسيرا العالمية في مصر تحت رعاية وزارة التعليم والبحث العلمي، وفي حضور ممثلي وخبراء التعليم بالوزارة، وبمشاركة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة وكذلك شركات تكنولوجيا التعليم والمؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني في مصر والوطن العربي، وتتعاون القمة مع عدد من الشركات.
من جانبها ناقشت الجلسات، الذكاء الاصطناعي حيث تمت تنظيم جلسة نقاشية بعنوان ” كيف سيغير الذكاء الاصطناعي شكل التعليم عبر المراحل الدراسية”، كما تضمنت القمة جلسات نقاشية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم المهني والعالي والاستعداد الوظيفي، والتطور الوظيفي في عصر الذكاء الاصطناعي، بمشاركة الخبراء والمدراء التنفيذيين لأكبر الشركات والمنصات التعليمية.
وتؤكد الدراسات والأبحاث أن التكنولوجيا تلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة التعليم وتعزيز تجربة الطلاب.
وهو ما أشار إليه تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بأن هناك أكثر من 1.2 مليار طالب في العالم يستخدمون تكنولوجيا التعلم عن بُعد.
وخلال قمة انوكسيرا، أكد المشاركون على الدور الريادي لمنصة كلاسيرا، التي تقدم تجربة تعليمية متكاملة وفعالة تجمع بين التكنولوجيا الحديثة وأفضل الممارسات التعليمية، وهو ما يأتي استكمالا لدورها البارز في تعزيز تجربة التعلم الإلكترونية وتحسين الأداء التعليمي للمدارس والجامعات وكذلك الشركات والجهات الحكومية.
وتتوقع مؤسسة “هولون آي كيو الأمريكية” المتخصصة في بيانات سوق التعليم العالمي في أحدث دراسة قامت بها، أن يصل حجم سوق تكنولوجيا التعليم العالي عالمياً بحلول 2028، إلى حوالي 169.72 مليار دولار، وأشارت إلى أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يضم 1500 شركة تعمل في قطاع تكنولوجيا التعليم.
وتحتل مصر المركز الأول من حيث حجم ونمو هذا القطاع، تليها الإمارات ثم السعودية، ويمثل مجال العمل وتنمية المهارات أكبر المجالات بالقطاع وأكثرها استحواذًا على الاستثمارات، يليه مجال الخدمات المتعلقة بالتعليم الأساسي، ثم التعليم الجامعي انتهاءً بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
واستعرضت “قمة انوكسيرا” أحدث الابتكارات وحلول الشركات في مجال التعلم الذكي، بحضور قادة الشركات وصناع القرار المهتمين ومناقشة توقعاتهم حول اتجاهات تكنولوجيا التعليم والتدريب وتطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم، حاليا ومستقبلا، بعد أن نجحت القمة في جمع المستثمرين وصناع القرار وقادة التعليم والمعلمين والباحثين من جميع أنحاء العالم لاستكشاف وتبني أحدث ابتكارات التعلم الذكي.