أوضح الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بجامعة عين شمس، أن اكتئاب المذاكرة أو الاكتئاب الدراسي هو حالة نفسية ذهنية وجدانية غير مرغوبة تنتاب الطالب في أوقات الدراسة المختلفة، وبخاصة في نهاية العام الدراسي مع اقتراب بدء الامتحانات، وأشار شوقي إلى أن هذه الفترة تتميز بالإحباط وفقدان الأمل والرغبة في الاستذكار وتنتج عن الضغوط الدراسية التي يواجهها الطالب خلال العام الدراسي، وتفوق قدراته على التعامل المناسب معها.
وفند الخبير التربوي أعراض اكتئاب المذاكرة فيما يلي:
- الشعور بالإجهاد أو الاستنفاد الانفعالي : ويشمل مشاعر الإرهاق، والإجهاد، والتعب المزمن الذي ينتج عن وجود تفاوت بين المطالب الدراسية المرتفعة، وقدرات الطالب المنخفضة على تحقيقها، فالطالب يكون مطلوب منه مذاكرة عدة مواد في نفس الوقت، وأداء الامتحانات فيها خلال العام الدراسي في أوقات متقاربة، وعليه التنقل إلى أماكن مختلفة للدروس الخصوصية في اليوم الواحد، وقد تمتد بعض الدروس لعدة ساعات مما يفوق قدراته الجسمية والعقلية.
- الإحساس باللامبالاة بحيث تتسم اتجاهات الطالب نحو المذاكرة بالتباعد أو الانفصال عنها، والتشكيك في جدواها وأهميتها، وأهدافها، ورؤيته لها باعتبارها غير مفيدة.
- الإحساس بانخفاض الثقة بالنفس واعتقاد الطالب في عدم امتلاكه القدرات اللازمة لتحقيق أهدافه الدراسية، مثل القدرة علي الاستذكار، أو النجاح أو التفوق أو الحصول على المجموع الذي يهدف إليه، أو القدرة على إنجاز المهام الدراسية المطلوبة منه بشكل فعال.
أسباب اكتئاب المذاكرة
- اندماج الطالب في المذاكرة والدروس بشكل روتيني لفترات طويلة متصلة تصل الي 10 شهور.
- حرمان الطالب من كافة المناسبات أو الاحتفالات الترفيهية أو تبادل الزيارات مع الأهل سواء في الأعياد أو غيرها.
- إخفاق الطالب أحيانا وحصوله على درجات منخفضة في بعض الامتحانات التي يعقدها له المعلمون الخصوصيون.
- ضغوط الوالدين على الطالب باستمرار للمذاكرة وعدم تضييع الوقت.
- قلق الوالدين المفرط على مستقبل الطالب وتوصيل الإحساس له بأن الثانوية العامة هي نهاية المطاف.
- لجوء الوالدين إلى مقارنة ابنهم ببعض الطلاب الأخرين سواء في نطاق الأهل أو الجيران واشعاره بأنه أقل منهم.
- اضطرار الطالب إلى مذاكرة بعض المواد أو الدروس التي لا تتوافق مع ميوله أو تشكل صعوبة له في فهمها.
- مرور الطالب بخبرات سلبية أثناء العام الدراسي سواء نتيجة للتنافس الشديد مع زملائه، أو تعرضه لمواقف محرجة مع معلميه أو مساعدي المعلمين.
كيف نتفادى حدوث اكتئاب المذاكرة أو الاكتئاب الدراسي؟
- تلعب الاسرة بالتعاون مع الطالب دورا مهما في التعامل مع الاكتئاب الدراسي وتقليل احتمال حدوثه من خلال العديد من الأساليب منها:
- تخصيص أوقات للترويح عن الطالب والخروج والتنزه ولو بالسفر لمدة يوم أو يومين حتي يستجم ويستعيد نشاطه؟
- بث الثقة في نفس الطالب بأنه قد أدي ما عليه من مذاكرة وواجبات.
- توصيل الوالدين للطالب الإحساس بأن تقبلهم وتقديرهم له غير مشروط، ولا يتوقف علي نجاحه أو تقصيره في الامتحانات طالما أدي ما عليه.
- بث الامل دائما في نفس الطالب أن الثانوية العامة أوشكت على الانتهاء وأنه سيرتاح بعدها مع دخوله الجامعة.
- تقديم مدعمات إيجابية للطالب خلال هذه الفترة مثل هدايا يحبها أو حلويات أو أنواع معينة من الأطعمة يفضلها.
- عدم الضغط على الطالب دائما خلال هذه الفترة وحرمانه من كل شيء كمنعه من الراحة إذا حاول أخذ قسط منها بعد المذاكرة، وعدم ترديد نغمة ” قوم ذاكر الامتحانات قربت ” باستمرار
- مشاركة الوالدين الطالب في الامتناع عن بعض الرفاهيات فلا يفرطون في استخدام المحمول والإنترنت بينما هو محروم منه.
- البعد عن تهديد الطالب بالعقاب في حالة حصوله على درجات منخفضة، ووعده دائما بالمكافآت.