انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الـ24 ساعة الماضية، صورة من امتحان الصف الثاني الثانوي بمحافظة بني سويف، والتي أثارت حالة من الجدل الكبير عبر مجموعات أولياء الأمور والطلاب، خاصة أنها كانت لبيتين من الشعر في امتحان اللغة الإنجليزية، لاسماعيل صبري باشا والذي كان يعمل قاضي وعين محافظ للأسكندرية في أوائل القرن الـ20.
سخرية من امتحان الثاني الثانوي
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا صورة الامتحان الخاص بالصف الثاني الثانوي لطلاب محافظة بني سويف مصحوبة بحالة من السخرية وبعض المعلومات المغلوطة عن الامتحان منها مثلًا أن واضع الامتحان طلب من الطلاب ترجمة البيتين إلى اللغة الإنجليزية بخلاف الواقع، خاصة أن اللغة العربية تصعب فيهما على المختصيين فما بالك بطالب في المرحلة الثانوية.
وبمراجعة الجزء محل الخلاف في الامتحان نجد أن واضع الامتحان كتب سؤال اختيار من متعدد ووفر له إجابات ليس لها علاقه بالقطعة ولم يطلب ترجمتها كما زعمت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يحتاج الطالب لترجمه بيت الشعر، أو معرفة معناه.
وضع شعر عربي في امتحان الإنجليزية خطأ تربوي
وأوضح الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي، وأستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه كان من الخطأ وضع سؤال ترجمة على أبيات شعر باللغة العربية تتسم بالصعوبة، مثلما حدث في امتحان اللغة الانجليزية للصف الثاني الثانوي بمحافظة بني سويف.
وأضاف الخبير التربوي: يفترض أن السؤال محل الخلاف في امتحان الثاني الثانوي في الامتحانات لأي مادة يقيس نواتج التعلم المستهدفة منها بشكل واضح، وقد يتدرج السؤال في صعوبته من سؤال يقيس الحفظ بشكل مباشر “وهنا تكون المعلومات موجودة في الكتاب المدرسي بشكل صريح أو ضمني” أو تقيس الفهم هنا يطلب من الطالب شرح معلومات موجودة في الكتاب، أو استنتاج معلومات منها أو تحويلها من صورة الى أخرى، أما التطبيق فهو المستوى الاعلي من المستويين السابقين، وهو ما استهدفه سؤال الترجمة.
أبيات يصعب فهمها على المختصين
وهنا مسموح لواضع الامتحان الأتيان بأسئلة أو معلومات جديدة من خارج المنهج، وأن يلزم الطالب بتطبيق ما تعلمه من قواعد في المادة، “وهي هنا اللغة الانجليزية مثل تكوين الجمل، والتهجي وترتيب الكلمات، واستخدام الأزمنة والضمائر المناسبة… إلخ”، في ترجمة قطعة باللغة العربية وهذه القطعة لا بد أن تكون مفهومة بالنسبة الطالب حتى يستطيع ترجمتها بشكل صحيح، أما أن يأتي واضع الامتحان بابيات من الشعر يصعب فهمها على بعض المتخصصين، ولم تمر بخبرة الطالب السابقة، فقد أخرج السؤال عن الهدف منه وبدلا من أن يقيس قدرة الطالب على الترجمة أصبح يقيس قدرته على الفهم اللغوي، وهو جزء من الذكاء اللغوي في لغة أخرى غير لغة الامتحان.
فيكون هذا السؤال جيدًا في نص بلاغة في اللغة العربية وليس الإنجليزية، وبذلك خرج السؤال عن هدفه من القياس وأصبح سؤالًا غير صادقًا، أي لا يقيس ما وضع لقياسه، قد يحصل فيه الطالب ذو المستوى الجيد في الترجمة على صفر، ليس لعدم قدرته على الترجمة ولكن لعدم قدرته على فهم النص العربي.
سؤال عادي لا يستحق الضجة
وأشارت أماني الشريف مسؤول “جروب اتحاد المدارس التجريبية”، أن السؤال محل الخلاف بين الطلاب والأمهات هو سؤال اختيار من متعدد، الاختيارات كلها تدور حول اسم الشاعر وأسم من يناديها بفتح الباب “اسمه إسماعيل واسمها أسما”، وبالنظر إلى الاختيارات بنسبة 100٪ سوف يجاوب على السؤال من لم يدرس اللغة العربية أو الأجنبية إطلاقًا.
وأضافت الشريف عبر جروب “حوار مجتمعي تربوي”، أن الأمر لا يستدعي كل هذه الضجة المثارة حوله والسؤال الخاص بالصف الثاني الثانوي سهل جدا وفي مستوى طالب ابتدائي وليس ثانوي، ولا يحتاج مترجم أو متخصص في اللغة الانجليزية ولا يحتاج طالب ضليع في مفردات اللغة العربية، فواضع الامتحان أراد أن يختبر تفكير الطالب في نقطة الإبداع فوضع له إجابات ليس لها أي علاقة إطلاقا بالقطعة وفيها إجابة واحدة صحيحة، وبالتالي دون أن يحتاج الطالب لترجمه بيت الشعر أو معرفه معناه سيجد نفسه يستبعد كل الإجابات الغير مناسبة ويختار المناسبة فقط.