شارك الدكتور المؤمن عبد الله، أستاذ الدراسات اليابانية والترجمة – كلية الدراسات الدولية بجامعة طوكاي، في المؤتمر الدولي الثالث للترجمة والذكاء الاصطناعي الأرشيف والمكتبة الوطنية أبوظبي، والذي استمر على مدار يومي 8-9 مارس الجاري وذلك بمقر المكتبة في أبوظبي، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي بين الترجمة وإثراء المكتبات الوطنية“، مقدمًا ورقة بحثية عن إشكالات الترجمة من العربية إلى اليابانية والترجمة الاذاعية والتواصل الثقافي العربي – الياباني.
ويأتي المؤتمر في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لتشجيع حركة الترجمة على المستويين الإقليمي والدولي في ظل مشروع تنموي حضاري متطور يهدف إلى نقل المعارف وتوطينها والارتقاء بالبحث العلمي في كافة حقول الترجمة وتخصصاتها الرئيسية والفرعية لتعزيز حوار الحضارات ونشر ثقافة التسامح بين جميع الشعوب والأمم.
ويعد الدكتور المؤمن عبد الله، أحد المتخصصين العرب القلائل في علوم اللغة اليابانية وآدابها، استطاع أن يقارن بين الثقافتين العربية واليابانية، في رحلة بحثية لأكثر من عشرين عامًا، نجح فيها الجمع بين الممارسة العملية، والدراسة الأكاديمية.
حصل المؤمن على الدكتوراه في علوم اللغة اليابانية وآدابها من جامعة جاكوشئين، وعمل باليابان لسنوات طويلة في قطاع الترجمة والتعاون الدولي على مدى ٢٢ عام، حيث يعمل الآن في الحقل الأكاديمي كأستاذ بجامعة طوكاي باليابان، إلى جانب عمله في مجال التأليف، والترجمة الإذاعية، والفورية والأدبية.
كما عمل بهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية من خلال تقديم برنامج تعليم اللغة العربية وله العديد من المؤلفات الخاصة بعلم اللغة والمقارنة بين الثقافتين العربية واليابانية. قدم الدكتور المؤمن كتاب ” كيف نحلم باليابان؟” والذي يعتبر أول كتاب باللغة العربية يعمل على إعادة النظر في واقع اليابان، وتصحيح الصورة النمطية التي نحملها عن اليابان، ويشرح الكتاب الأمر من واقع خبرة عملية للكاتب ومن منظور علمي موضوعي تحليلي لسلوك الشخصية اليابانية.
وله مؤلفات باللغة اليابانية، منها: «اليابان والعالم العربي الذي لا يقبل القسمة على عدد اثنين.. مقاربة لاستكشاف الثقافة الخفية»، و«العربي الذي لا يعرف قراءة الخريطة والياباني الذي لا يستطيع السؤال عن الطريق»، و«جوانب دراسات وأبحاث الترجمة بين العربية واليابانية»، و«التواصل الثقافي وإعداد المترجم».
ناقش المؤتمر عدد من المحاور، على رأسها استخدام وسائط الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة. الترجمة الآلية وتطوير مهارات المترجمين الجدد. ترجمة أمهات الكتب الأجنبية وإثراء المكتبات الوطنية، الترجمة المتخصصة وتوطين المعرفة. وتناولت الأوراق البحثية للمؤتمر عدد من الموضوعات على رأسها الإبداع الترجمة ونقل العلوم الحديثة، الترجمة وإنشاء مجتمعات المعرفة، والترجمة للصمّ وضِعاف السمع وأصحاب الهمم، هذا بجانب الإشكاليات الأخلاقية والأيديولوجية في الترجمة، وتدريب المترجمين ومتطلبات سوق العمل.
كما ناقش المؤتمر، عدد من الموضوعات مثل منهجية ترجمة النصوص التاريخية والقانونية والأدبية، وإعادة تصميم مناهج الترجمة في الجامعات العربية، ومعضلات ترجمة الشاشة والدبلجة والتعليق الصوتي، وترجمة التراث المعرفي العربي إلى اللغات الأجنبية.