احتفلت سفارة اليونان لدى مصر، باليوم العالمي للغة اليونانية، وذلك في احتفالية أقيمت بالقاعة الزرقاء، في الحرم اليوناني بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ازدحمت القاعة بسفارة اليونان بالحضور، في أمسية مليئة بالنبض وحيوية الشباب، حيث اجتمع طلاب المدارس اليونانية بالقاهرة، المدرسة العبيدية ومدرسة “أخيلوبوليوس”، وأساتذة وطلاب أقسام اللغة اليونانية بجامعات الأزهر والقاهرة وعين شمس، إلى جانب ممثلي وطلاب المركز الثقافي اليوناني بالقاهرة، من أجل إلقاء الضوء على وجود اللغة اليونانية في مصر منذ القدم، وعلى الأسس الراسخة للتعاون الثقافي بين اليونان ومصر.
حضر الاحتفالية سفير اليونان لدي مصر، وسفير جمهورية قبرص، وعدد من ممثلي بطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس، والجالية اليونانية بالقاهرة، ولفيف من أساتذة الجامعات المصرية، بالإضافة إلى معلمي وطلاب المدارس اليونانية، جمع من المصريين المحبين للغة اليونانية.
شارك في الاحتفالية من الأساتذة الأكاديميين البارزين، الدكتور طارق رضوان من جامعة الأزهر، والدكتور طارق منصور من جامعة عين شمس، والدكتور هشام درويش من جامعة القاهرة، حيث قاموا باستعراض الدور الهام لأقسام تدريس اللغة اليونانية وآدابها بالجامعات المصرية، وإسهاماتها في تعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين المصري واليوناني، مؤكدين على القيمة الممتدة للروح والثقافة اليونانية بشكل عام.
وقد أعجب الحاضرين بسفارة اليونان بإلقاء طلاب أقسام اللغة اليونانية بالجامعات لمقتطفات من الأعمال الأدبية اليونانية، بينما قام طلاب المدارس اليونانية بإلقاء الأشعار باللغتين اليونانية والعربية، ونالوا إعجاب الحضور بأغانيهم.
بدأت الاحتفالية بعرض كلمة مسجلة لنائب وزير الخارجية اليوناني، “أندرياس كاتسانيوتيس”، تحدث خلالها عن أهمية اللغة اليونانية، باعتبارها رصيدًا عالميًا ذا قيمة ثقافية عالية، ومفتاحًا لفهم تساؤلات الحاضر، كونها الرابط بين الفكر اليوناني الكلاسيكي وبين الاهتمامات المعاصرة، ثم تلى ذلك عرض كلمة مسجلة لأمين عام شئون اليونانيين بالخارج والدبلوماسية العامة، “يوانيس خريسولاكيس”، الذي أكد على المساهمة الكبرى للغة اليونانية في تكوين القيم العالمية وفي دفع العلم والتقدم، ودورها أيضا في ربط الجاليات اليونانية في الخارج بجذورهم في وطنهم الأم، وأعقب ذلك عرض مقاطع مصورة من إعداد طلاب المدارس اليونانية.
وقد أكد سفير اليونان “نيكولاوس باباجورجيو” بسفارة اليونان في كلمته، الطابع العالمي للغة اليونانية، الممتد عبر الزمن، على الرغم من قلة عدد المتحدثين بها نسبياً، فقد حافظت على استمراريتها لآلاف السنين، وكانت اللغة التي سطر بها “هوميروس” ملاحمه، ودون بها “هيرودوت” التاريخ، وهي اللغة التي كتب بها كبار كتاب المسرح التراجيديين أعمالهم التي تنقل القيم العالمية إلى اليوم، وهي لغة كاتبي الأناجيل وآباء الكنيسة التي تتمتع بمكانة خاصة في الكتابات المسيحية، وهي نفس اللغة التي عبر بها الفلاسفة والشعراء والكتاب عن أنفسهم وما زالوا حتى يومنا هذا، مستشهداً ببيت من شعر “إيليتيس” قال فيه “إن شاغلي الوحيد هو لغتي” .
وشدد السفير اليوناني على المسؤولية التاريخية الواقعة على عاتق اليونانيين لحماية لغتهم، واصفاً إياهم بالمحظوظين في هذه المهمة، كونهم يحصلون على مساعدة ملايين الأشخاص حول العالم، وبالأخص من محبي اللغة اليونانية هنا في مصر، موجهاً الشكر للحاضرين منهم على ذلك.
وأشارت منسقة التعليم اليوناني بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “سوتيريا بيتا” في مداخلتها إلى المساهمة الكبيرة للمدارس اليونانية في مصر – المدرسة العبيدية ومدرسة “أخيليوبوليوس” في القاهرة، ومدرستي “أفيروفيو” و”توسيتسايو” بالإسكندرية – وكذلك أقسام الدراسات اليونانية بالجامعات المصرية في انتشار اللغة اليونانية في مصر هبة النيل، مؤكدة أن اللغة اليونانية لا تزال حية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي مصدر إلهام للشباب الذين يتعلمونها، وكذلك بالنسبة لمترجمي أعمال العديد من الكتاب اليونانيين إلى العربية.
وقام مدير المركز الثقافي اليوناني بالقاهرة “خريستوس بابادوبولوس” باستعراض مجموعة من النقوش القديمة والكتابات المعاصرة باللغة اليونانية، المنتشرة في القاهرة والإسكندرية وواحة سيوة والمنيا في مصر الوسطى، التي كانت وما تزال شاهدة على تواجد اليونانيين في المكان والزمان، فيما اختتم كلمته مشيراً إلى الدور الهام لقسم تعليم اللغة اليونانية، التابع للمركز الثقافي اليوناني بالقاهرة.