أشاد المشاركون في الندوة الشهرية لمجلة الأزهر بقرار الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إلزام أعضاء هيئة التدريس التحدث باللغة العربية الفصحى في التدريس والحوار مع الطلاب في قاعة المحاضرات، وطالبوا بتعميم ذلك في جميع الجامعات المصرية الحكومية والخاصة؛ من قبيل أن اللغة العربية تمثل هوية الأمة، وطالبوا بإنشاء وإقامة قناة ثقافية للأزهر الشريف تكون معنية بنشر الفكر الوسطي المعتدل في مختلف دول العالم، وضرورة التزام وسائل الإعلام بالتحدث باللغة العربية الفصحى؛ حفاظًا على تشكيل عقول ووجدان الأجيال القادمة.
من جانبه أشار الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر ، إلى أن اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل إنها تمثل هوية وثقافة الأمة، وتعد رمزًا لوحدتها، وهي محور المنظومة الثقافية المتجذرة والأصيلة بلا منازع.
وأكد رئيس الجامعة أن اللغة العربية محفوظة بحفظ الله ورعايته لها؛ لأنها لغة القرآن الكريم ووعاؤه، وأن أي شعب إذا فقد لغته فإن ذلك سيؤدي لا محالة إلى طمس ذاتيته الثقافية وهويته المميزة؛ لأن اللغة جنسية من لا جنسية له، إنها وطن، ومن فقد لغته فقد وطنه.
وقال رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته بالندوة الشهرية لمجلة الأزهر، والتي عقدت تحت عنوان «جهود مجلة الأزهر في النهوض باللغة العربية ودعم الهوية الوطنية» برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية: إن اللغة العربية لغة حية تكفل الله -تعالى- بحمايتها حين تكفل بحفظ القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، مشيدًا بدور مجلة الأزهر الرائد في الحفاظ على اللغة العربية على مدار عدة عقود من الزمان منذ إنشائها، وذلك من خلال الالتزام الكامل بنشر موادها التحريرية باللغة العربية الفصحى، إلى جانب تخصيص المجلة لباب يناقش علوم اللغة من نحو وصرف وأدب وبلاغة وقضايا عروضية إلى غير ذلك.
وطالب رئيس جامعة الأزهر بضرورة الوقوف أمام التحديات التي تواجه لغتنا الأم؛ متمثلة في العامية المستشارية التي تفرّق بين أبناء الأمة، وفي هيمنة اللغات الأجنبية واستعمالها على حساب لغتنا الأم، مما يؤدي إلى تهميش العربية الفصيحة، مؤكدًا أن ذلك لا يعني التقوقع وعدم الانفتاح على لغات الأمم الأخرى واكتساب ثقافتها، والتعرف على إسهاماتها في مسيرة الحضارة البشرية؛ لأن في هذا الانفتاح إغناء لثقافتنا دون أن يعني ذلك التفريط باللغة الأم، وإنما يعني الانفتاح الإيجابي.