في حادثة هي الأولى من نوعها في سوريا ، توفي مدير مدرسة في مدينة حماة، وسط سوريا، متأثراً بجروحه بعد ثلاثة أيام من تعرضه للطعن على يد طالب يبلغ من العمر 15 عاماً.
وقالت مصادر أهلية في حماة إن الطالب هو فتى بعمر المراهقة وهو جار للمغدور عبد العزيز القاسم، مدير “مدرسة عبد المعين قطرميز” بحي القصور. وأضافت المصادر أن الطالب قام بتكسير زجاج سيارة الأستاذ ثم اتجه إلى المدرسة يوم الأربعاء الماضي الذي كان أول يوم من الامتحان النصفي، وهاجم الأستاذ، مسدداً ثلاث طعنات بالسكين في بطنه على مرأى كثيرين، قبل أن يلوذ بالفرار.
وهزت الواقعة التي تُعتبر الأولى من نوعها مدينة حماة حيث أصدرت المحافظة بيان استنكار للجريمة، وأعلن المحافظ محمود زنبوعه استنفار جميع الجهات المعنية في المحافظة لإلقاء القبض على الجاني، مشيراً إلى أن “الاعتداء على المعلم هو اعتداء على رسالة التعليم وهو سلوك مرفوض». وأكد أن «القانون سيكون هو الرادع لكل شخص يحاول المساس من هيبة الدولة وإثارة الفوضى وزعزعة الأمن والأمان في المحافظة”.
ونعت مديرية التربية في حماة الأستاذ والمربي عبد العزيز القاسم، فيما استنكر مواطنون «حالة التسيب والفلتان التي تشكل بيئة للجريمة»، منتقدين «تردي» الواقع التربوي والتعليمي في سوريا وتلاشي هيبة المعلمين والتربويين بعد عقد من الحرب والانفلات الأمني.
وتدهور مستوى التعليم في سوريا إلى مستويات تعتبر كارثية قياساً بالوضع قبل الحرب، حيث تشير تقديرات إلى أن نسبة التعليم انخفضت عموماً بنسبة 50 في المائة بعد أن كانت تصل إلى 95 في المائة للأعمار بين 15 و24 سنة. كما ازداد عدد الأطفال المتسربين من التعليم ليقارب ثلاثة ملايين، داخل البلاد أو خارجها. كذلك وصلت نسبة الذين يغادرون التعليم نهائياً إلى 60 في المائة في سن الثالثة عشرة و80 في المائة في سن السادسة عشرة. وتشير تقارير إلى أن المخدرات وصلت بدورها الى أبواب المدارس حيث باتت تباع للأطفال والمراهقين.