أعلنت وزارة الصحة والسكان، إيجابية حالة إصابة بفيروس جدري القردة (Mpox) لشخص يبلغ من العمر 39 عاما، واتخاذ الإجراءات الوقائية تجاه المصاب ومخالطيه اللصيقين، ونقل المريض لتلقى العلاج بأحد المستشفيات التابعة للوزارة، مشيرة إلى أن الحالة الصحية العامة للمريض المصاب بفيروس جدري القردة مستقرة.
يأتي اكتشاف هذه الحالة في إطار رفع درجة الاستعداد والجاهزية للأمراض المستجدة ودقة نظام الترصد القومي للأمراض المعدية ذات الأهمية الوبائية ومنها فيروس جدري القردة، الذي يمكنه الاكتشاف الفوري لأي أمراض معدية.
الجدير بالذكر أن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، عرض في وقت سابق تقريرًا حول مرض “جدري القردة”، وما يثار حوله، وأسباب انتشاره خلال الفترة الأخيرة.
وأشار عبد الغفار، إلى أن الوزارة تتابع الوضع الوبائي العالمي بشكل دقيق للغاية، ولا يوجد في مصر حالات إصابة بمرض جدري القرود ثبتت إيجابيتها، موضحا أن فيروس جدري القرود لا يدعو للقلق، والعالم أجمع يترقب ويرصد وفى حالة متابعة مستمرة لهذا المرض، مؤكدًا أن هذا الفيروس مختلف تمامًا عن جائحة “كورونا”، وأن عدد الحالات المصابة به حول العالم وصل حتى الآن إلى 250 حالة مكتشفة.
وفي هذا الإطار، أوضح الوزير أن هذا المرض موجود منذ سنوات عديدة وليس مستجدًا أو يظهر للمرة الأولى، حيث تم اكتشافه لأول مرة في قرود المختبرات عام 1958، ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم، مشيرا إلى أن الفيروس المتسبب لـ”جدري القرود” قريب جدا للفيروس المتسبب بالإصابة بالجدري، لكنه أقل فتكا وأقل قابلية للانتقال.
كما نوه الوزير إلى أن “جدري القردة” هو مرض فيروسي حيواني المنشأ يحدث بشكل أساسي في مناطق الغابات بوسط وغرب أفريقيا، وتظهر أعراض الإصابة بهذا المرض مع الحمى والطفح الجلدي وتضخم الغدد الليمفاوية وقد يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الطبية، ويعكف العلماء على دراسته منذ سنوات طويلة.
كما أكد الوزير أن انتقال مرض الجدري من شخص إلى شخص ليس سهلا، لكنه قد ينتقل إلى الإنسان من خلال الاتصال الوثيق مع شخص أو حيوان مصاب، أو بمواد ملوثة بالفيروس. ويعد جدري القرود أقل عدوى من الجدري ويسبب أمراضا أقل خطورة، وعادة ما يشفى المريض بمرض جدري القرود ذاتيا بعد استمرار أعراضه من 2 إلى 4 أسابيع، موضحا في الوقت نفسه أن فيروس جدري القردة لا يماثل فيروس ” كورونا” في الانتقال سريعا في الهواء، كما أن معدلات العدوى في “جدري القرود” منخفضة،
وفي الوقت نفسه، كشف الوزير عن أنه ثبت من خلال العديد من الدراسات القائمة أن تطعيمات الجدري العادي أثبتت فعاليتها بنسبة 85% مع جدري القرود، لافتا إلى أنه لا توجد فرصة لفيروس جدري القرود للتحور.
وشدد الوزير على أن لدينا الاستعدادات التامة لمواجهة أي حالات قد تظهر، كما نعمل على جلب اللقاحات أو الأدوية المضادة للمرض، ومستمرون في المتابعة على مستوى المديريات بمحافظات الجمهورية.
ودعا الوزير إلى اتباع عدد من الإجراءات الضرورية لتجنب الإصابة بالفيروس، مثل تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تحمله، وعزل المرضى المصابين عن الآخرين، وغسل اليدين بالماء والصابون أو باستخدام الكحول، واستخدم أدوات الوقاية الشخصية، وإجراء الحجر البيطري على الحيوانات المصابة.