رغم مرور عدة أيام على تصريحات وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي، حول الاستعانة بطلاب كليات التربية لسعد عجز المعلمين، وترخيص مراكز الدروس الخصوصية، وإسناد مجموعات التقوية بالمدارس لشركات خاصة، محل جدل بين مؤيد ومعارض من أولياء الأمور والخبراء التربويين، ففريق يرى أن تصريحات حجازي جاءت ضمن خطة الدولة لتوفير معلمين في المدارس وسد العجز، والسيطرة على “مافيا الدروس الخصوصية”، التي ينفق عليها سنويًا حسب تصريحات الوزير 47 مليار جنيه، وآخرين يرون أنها تعني استسلام الدولة لجشع تجار السناتر بعد ما يقرب من 30 عام قضتها الدولة بكل أجهزتها لمحاربة ظاهرة الدروس الخصوصية.
سد عجز المعلمين وطلاب التربية
صدى البلد جامعات تواصل مع عدد من الخبراء التربويين، لمعرفة آرائهم في تصريحات وزير التعليم في الجزء الخاصة بالاستعانة بطلاب كليات التربية لسد عجز المعلمين، عن طريق الاكتفاء بجعل الدراسة لمدة ثلاث سنوات فقط، وقضاء سنة التخرج كتدريب عملي في المدارس، لسد العجز في المعلمين الذي تجاوز 250 ألف معلم حسبما أعلنت وزارة التعليم، فكيف يرى الخبراء هذا الاقتراح، وهل الطلاب سيكونون مؤهلين تربويًا لسد هذا العجز.
الطالب غير مؤهل تربويا
علق الدكتور أسامة جبريل، أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية، ومدير مركز تطوير التعليم الجامعي بجامعة عين شمس على تصريحات وزير التربية والتعليم حول مقترح الاكتفاء بجعل الدراسة لطلاب كلية التربية 3 سنوات فقط، وجعل السنة الرابعة كتدريب عملي لسد عجز المعلمين في المدارس.
وأوضح جبريل لـ”صدى البلد جامعات”، أن مشكلة اقتراح وزير التعليم أن الطالب المعلم في فترة التدريب لا يمتلك الكثير من
الخبرات التي تؤهله أن يكون المعلم الأساسي للتلاميذ، على الرغم من موهوبة بعضهم فى التدريسن ولكن ليس كل الطلاب المعلمين بهذه الموهبة، والعام الأول في التدريس لأي معلم هى أصعب سنة، ويكون فيها المعلم يتعرف على النظام التعليمي وسلوكيات الطلاب والمحتوى وكيفية التدريس، وتغطية محتوى المناهج في الوقت المحدد، وبالتالي التلاميذ لن يستفيدوا بشكل كافي من الطلاب المعلمين، بالإضافة إلى أن التلاميذ في المدارس في هذا المقترح المقدم من وزير التربية والتعليم للمناقشة مع المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي، كل سنة سيكون لدى الطالب معلم جديد قليل الخبرة، يقومون بالتدريس لهم، تخيل كيف سيكون مستوى التلاميذ بعد عدة سنوات.
التعاقد حل مناسب لسد عجز المعلمين
وعن الحلول أوضح الخبير التربوي وأستاذ المناهج أن الحل التعيين أو التعاقد والحلين للأسف يحتاجوا إلى موارد مالية لا تستطيع الوزارة توفيرها، في ظل الظروف الحالة لأن نقص الأعداد كبير، ولكن الاعتماد على التعليم الالكتروني والتعليم من خلال القنوات التعليمية بإشراف المعلمين، من الممكن أن يسد جزء من العجز، كما يمكن اللجوء إلى التدريس بالفريق، بحيث يكون كل معلم في نفس التخصص مسؤول عن وحدة مثلا يدرسها لكل الصف الدراسي عن طريق تجميع فصلين أو أكثر فى نفس الوقت وفي مكان واحد مثل مسرح المدرسة، ويكون مجهز بأجهزة عرض ويأخذ فترة تدريس أطول.
حل الأزمة دون تكلفة
وقال الدكتور رياض طه أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن كل ما يتم تداوله من اقتراحات بتقليل عدد سنوات كلية التربية لسد عجز المعلمين خلال أكثر من 20 عام، أو ترخيص مراكز الدروس الخصوصية، وإسناد إدارة مجموعات التقوية بالمدارس لشركة خاصة، كل هذه الاقتراحات هدفها الواضح بالنسبة لي هو توفير مصروفات لسد عجز المعلمين بطلاب الفرقة الرابعة بكلية التربية دون دفع الدولة لتكلفة.
أما بالنسبة لترخيص مراكز الدروس الخصوصية، أو الاستعانة بشركة لتنظيم مجموعات التقوية بالمدارس، هو جمع حصيلة كبيرة من المال سواء من السناتر أو من الطلاب داخل مجموعات التقوية.
الاستعانة بالمؤهلين تربويًا
واختتم الخبير التربوي أتمنى من وزارة التربية والتعليم التأني قبل اتخاذ أي قرار متسرع في هذه الموضوعات، حتى لا تهدم بيدها الدور المنوط بمدارسنا التي تعلمنا فيها وينبغي أن تستمر في أداء دورها، كما أرجو من وزارة التعليم العالي عدم العبث ببرنامج تأهيل المعلمين بكليات التربية، حتى لا يتم تخريج معلم ينقصه كثير من المعارف والمهارات، وبدلا من الاستعانة بطلاب الفرقة الرابعة، فإن أمامكم خريجي كليات التربية الذين ألغي نظام تكليفهم منذ عام ١٩٩٨ حتى الآن، وأكيد سيقومون بسد عجز المعلمين وزيادة.