الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر لـ «صدى البلد جامعات»:
استغلال القوى البشرية بشكل صحيح يساهم في تحسين الدخل القومي
«حياة كريمة» مبادرة قومية واستراتيجية وفلسفة ترسم أهداف الجامعة
الجامعة البريطانية تضم 11 كلية ونقدم منح مجانية للطلاب المتفوقين
استقطاب الوافدين يبدأ من دراسة سوق الدول لمعرفة احتياجاتهم من الخريجين
عودة المبعوثين ضرورة ملحة في حالة احتياج الدولة لهم
الجامعة البريطانية جامعة ناضجة عمرها 15 عامًا إلا أن لديها بحث علمي محترم دوليًا
حلمي أن يجد كل خريج من الجامعة البريطانية وظيفة تليق به وبما درسه
العودة إلى أحضان الوطن كان حلمًا يراود الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، لكن ليست العودة خالية الوفاض بل عودة مليئة بالأحلام والتجارب و25 عامًا من الغربة في العلم؛ لمساعدة أرض الحضارة لقيادة العالم من جديد.
يعد الدكتور محمد لطفي أحد الطيور المصرية التي ذهبت إلى الخارج وارتشفت من بحور العلم وعادت من جديدة، حيث وجد لطفي أن ما تحقق في مصر خلال السنوات الاخيرة في قطاع الجامعات والتعليم العالي أمر يدعو للتأمل والإشادة من تنوع كبير في أنماط التعليم العالي المختلفة.
الأمر الذي جعل مهمته أسهل في قيادة الجامعة البريطانية في مصر، التي تعد إحدى القلاع التعليمية الهامة في القرن الحادي والعشرين، حيث يرى أن الجامعة ما هي إلا كائن حي هدفه خدمة المجتمع المحيط به ولذلك لا بد وأن تحدد الجامعات هدفها منذ البداية سواء كان البحث العلمي أو تخريج الطلاب بمواصفات قادرة على المنافسة مع ضرورة ربط كل مخرجات الجامعات بالصناعة.
وفي هذا الصدد، أجرى موقع «صدى البلد جامعات» حوارًا خاصًا مع الدكتور محمد لطفي، يفتح به قلبه لنا وعن تجربته الجديدة داخل مصر بعد عودته، حيث أكد أن مصر الآن تمر بعصر «حياة كريمة» التي ترسم للجميع خطوات هامة يجب استغلالها.. لذا؛ إليك عزيزي القارئ نص الحوار…
بعد النجاح الكبير الذي حققته في بريطانيا لماذا اتخذت خطوة العودة إلى مصر وهو أمر ليس بالسهل وغير شائع؟
العودة للوطن لم يكن غائب عني ولكن كنت دائمًا أرتب نفسي للعودة وإيجاد دور لنقل خبراتي خلال 25 سنة ببريطانيا في مجال تدويل الجامعات، حيث عملت كنائب رئيس جامعة كارديف متروبوليتان في بريطانيا في عام 2012 ثم إلى جامعة كوفنتري في 2019، وكل الخبرة التي اكتسبتها كانت دافع ورغبة في نقل فكري خاصة، ورغم أنني عملت كثيرًا في جنوب شرق آسيا وأوروبا الشرقية إلا أن تركيزي دائمًا كان تقديم شيء لمصر، وكثيرًا مع تعاونت مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بعض المشروعات وتكوين شراكات مع مصر.
وكان من أهم الأسباب في قرار عودتي إلي مصر والعمل بالجامعة البريطانية، هو تواجد مجلس أمناء بها يضم نخبة من أفضل العلماء في القطاعات المختلفة، حيث السير مجدي يعقوب، الدكتور مصطفي الفقي، الدكتور فاروق الباز، السيد عمرو موسي، غيرهم من العلماء أعضاء مجلس أمناء الجامعة البريطانية، مصدر فخر لأي فرد يلتحق بالجامعة، كما يترأس هذا المجلس العظيم السيدة فريدة خميس، رئيس مجلس أمناء الجامعة، التي تسعي بكافة الطرق للإستمرار في تطبيق الرؤية الهادفة التي وضعها والدها الراحل ومؤسس الجامعة البريطانية الأستاذ محمد فريد خميس.
هل عرض الجامعة البريطانية سهل عليك اتخاذ القرار؟
بالتأكيد ان الجامعة البريطانية جامعة مصرية خاصة وتضم مجلس أمناء عظيم ذات ثقل وتاريخ علمي كبير، كما أن النظام الداخلي مرتبط بالنظام البريطاني، والتعليم بها مرتبط بجامعات بريطانيا، وهو ما جعل هذه الخطوة أسهل بالنسبة لي في إدارة الجامعة.
كان هناك تجربة كخبير تعليمي لتطوير التعليم الصيني.. كيف كانت؟
تجربتي في الصين كانت تتمثل في أن الحكومة تريد إدخال الابتكار وريادة الأعمال في التعليم الجامعي فشكلوا لجنة مكونة من أشخاص من مختلف دول العالم لتساعد في ذلك وانا كنت واحدا من هذه اللجنة.
وكيف ترى إدخال الجامعات المصرية ريادة الأعمال والابتكار في مناهجها؟
الأسهل هو أن تدخل ريادة الأعمال وتعطي دورة تدريبية للطلاب في الجامعات حول ريادة الأعمال، لكن الابتكار يمثل ثقافة ليس من السهل تحقيقها، فمن السهل أن تُعلم ريادة الأعمال ولكن الابتكار يحتاج إلى تغيير الثقافة الموجودة في الجامعة بجعل الطلاب فضوليين أكثر، ومصر لديها هذا الجانب بشكل جيد ولكن لابد من تضمين ذلك في الجامعة، فمن المهم النظر للجامعة على أنها كائن حي، وظيفته أن يُعلّم الطلاب، وربط التعليم بالصناعة.
ماذا عن فكر الطالب الذي يهدف البحث عن وظيفة بمجرد التخرج؟
هذه المشكلة ليست في مصر فقط وإنما هي مشكلة في العالم، لكنها بدأت في التغيير مع الثورة الصناعية الرابعة، خاصة مع دخول وظائف المستقبل، وبالتالي لا بد من التركيز ليس على تعليم الطالب الاعتماد علي نفسه لاكتساب المهارات، حيث من المهم أن نصل بالطالب إلى أنه لا يأتي إلى الجامعة يستمع للمحاضرة ولكن يأتي لكي يتعلم وهذا ما يسمى في بعض الأماكن بالتعليم المعكوس أو التعليم القائم على النشاط، وهو أن يتعلم الطالب في المنزل أو يقرأ ثم يأتي إلى الجامعة ليتعلم كيف يتعامل مع مشكلة حقيقية ويحلها بنفسه تحت إشراف الأستاذ.
«انسى اللي اتعلمته في الجامعة» كيف ننهي هذه المقولة عند تقدم الخريجين للوظائف؟
في رأيي أساس التعليم الجيد هو ربطه بمشكلات المجتمع، فالجامعة كائن حي وظيفته خدمة المجتمع الذي يعيش فيه، ولا بد من تحديد المجتمع الذي أعيش فيه ومتطلباته، فمثلا جامعة زراعية في منطقة زراعية لا بد أن تخدم متطلبات الزراعة، كذلك بالنسبة للجامعة الصناعية فإذا تم فصل الترابط بين الجامعة والصناعة والمجتمع لا يكون للجامعة أهمية.
ما هو تصنيف الجامعة البريطانية في مصر وكلياتها؟
الجامعة البريطانية حصلت على مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، سواء في مجالات العلوم أو الرياضة، كما أنها تضم 11 كلية مختلفة وهم «كلية الهندسة، كلية هندسة الطاقة والبيئة، كلية طب الأسنان، كلية التمريض، كلية القانون، كلية الاتصال والإعلام، كلية الفنون والتصميم، كلية الصيدلة، كلية علوم الحاسب ونظم المعلومات، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال، كلية الآداب والإنسانيات».
ماذا عن الطفرة الكبيرة في إنشاء الجامعات مؤخرًا في مصر؟
الطفرة التي حدثت في مصر في التعليم خلال السنوات الأخيرة مبهرة وتستحق التأمل، وتتماشي ايضا مع زيادة عدد السكان، وعندما ننظر إلى ما حدث من قانون فروع أجنبية وقانون الجامعات الأهلية والجامعات التكنولوجيا تجد أنه يخلق المنظومة التي باكتمالها تتمكن من خدمة البلد في مرحلتها القادمة.
كيف سيكون شكل المنافسة بين الجامعات في ظل هذا التوسع؟
جامعتنا الحكومية عريقة وقوية جدًا ولها تصنيف «ترتيب» عالمي حتى في مجال البحث العلمي، ولكن كما ذكرنا أن الجامعة كائن حي يخدم من حوله، فهناك جامعات تستهدف البحث العملي أولا ثم التعليم مثل جامعة أكسفورد، وهناك جامعة أخرى يتمثل هدفها الأساسي واتجاهها نحو الصناعة وأخرى جامعات تكنولوجيا وغيرها تستهدف ربط الطالب بتخصص معين وهي الجامعات المتخصصة، فعندما تمتلك هذا العرض وهذا الثراء في المنظومة التعليمية ستتمكن من تخريج المنتج الذي تحتاجه البلد سواء بحث علمي أو ربط بالصناعة.
كما أن المنافسة في مصر مستقبلا ستكون على الجودة نتيجة هذا التوسع، بمعنى المنافسة على جودة التعليم، فقديمًا كان الطلاب يذهبوا إلى الجامعات الخاصة والحكومية دون الحاجة إلى بذل أي شئ من قبل الجامعات، أما حاليا مع زيادة التنافس أصبح هناك حراك داخل المنظومة التعليمية في مصر، وأصبحت الجامعات تبحث عن شئ مميز لجذب الطالب مثل ضمان ربطه بسوق العمل، فتبدأ الجامعة تتجه نحو الارتباط بالصناعة ومؤسسات الدولة إلى جانب زيادة الارتباط بمتطلبات المجتمع، وهذه المنافسة تأتي في صالح الجودة والطالب.
من وجهة نظرك متي تستفيد مصر من التعليم العالي والجامعات لزيادة مصادر الدخل القومي؟
هناك بلاد ثرواتها عبارة عن بترول وبلاد أخرى ثرواتها عبارة عن ريادة في التصنيع ولكن هناك بلاد ثرواتها تتمثل في رأس المال البشري ومن لا يركز على الثروة البشرية حتى في البلاد التي لديها ثروات أخرى من مناجم أو بترول، سيكون مستقبله قصير.
نحن في مصر ثروتنا ليست فقط في الـ 105 مليون نسمة بأنهم سيقودوا التطور والتصنيع لخدمة البلد ولكن يجب النظر إلى تعليم الطلاب على أنه ثروة قومية لأنه أحد عوامل التصدير، فتحويلات العاملين في الخارج تجاوزت العام الماضي 30 مليار دولار، بعد ما كانت 5 مليار، فمعنى ذلك أنه عند تخريج طلاب متعلمين بشكل جيد يسافروا للعمل في دول أخرى فهذا دخل للبلد وتصدير.
كم تستغرق عملية النهوض بالتعليم العالي في مصر بعد الطفرة الكبيرة في عهد الرئيس السيسي؟
بالفعل مصر تعيش طفرة في كافة المجالات ومنها التعليمية، في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدورة التعليمية تحتاج إلى 4 أو 5 سنوات على الأقل في حالة التعليم العالي، وذلك لأننا نضع سياسة ونحتاج إلى تطبيقها لمدة عام أو اثنين لنرى كيف يتغير المنتج الخاص بها، إلى جانب الوضع في الاعتبار ردود الأفعال التي يتم رصدها خلال تلك المدة، فنحتاج إلى 5 سنوات لنرى بوادر هذا التطبيق، من حيث أن الطلاب بدأوا في الالتحاق بسوق العمل أو المصانع بدأت تضم الطلاب لديها ورد فعل الشركات والسوق، أما في حالة التعليم المدرسي فنحتاج إلى دورة أطول.
كيف نستفيد من هذا التعليم في أن يصبح لدينا عدد أكبر من الطلاب الوافدين سواء من الدول العربية أو الإفريقية كمصدر من مصادر الدخل القومي؟
أولاً لا بد من دراسة سوق الدول لمعرفة احتياجاتهم من الخريجين وتخصصاتهم لتوجيه بوصلة التعليم الخاصة بالدولة ناحية متطلبات سوق العمل عند هذه الدول المستهدفة. فلا يجب الاقتصار على متابعة احتياجات سوق العمل في الدول المختلفة وإنما يجب أن أركز على الأهداف الاستراتيجية للدول.
كيف ترى منظومة البعثات؟ ووجود حالات كثيرة تتجنب العودة لمصر بعد انتهاء البعثة؟
عودة المبعوثين ضرورة ملحة في حالة احتياج الدولة لهم، مع توفير الامكانيات التي تمكنهم من نقل ما درسوه في مصر وتهيئة البيئة للاستفادة، وهناك مبتعثين يظلون في الخارج ويتم الاستفادة منهم والامثلة كثيرة هناك نماذج علماء كبيرة تستفيد منهم مصر حاليًا خروجوا بعثات ولم يعودوا مرة أخرى والاستفادة بهم اكبر بكثير في حال كانوا عادوا، ولكن يجب أن يتم كل ذلك في إطار قانوني وسليم.
ما هي أهدافك عندما توليت رئاسة الجامعة البريطانية في مصر؟
الجامعة البريطانية جامعة ناضجة عمرها 15 عامًا إلا أنه بالنظر إلى التصنيف الأخير الخاص بقائمة «شنغهاي» تجد أنها حصلت على المركز الأول في مصر على الجامعات الحكومية والخاصة في الفيزياء، وهذا دليل على وجود بحث علمي يحترم دوليًا.
والأهداف الجديدة للجامعة تتمثل في أنها جامعة متمحورة حول الطالب، فهي منذ نشأتها تركز على تكوين الإنسان المصري وأنه مصنع الرجال كما وصفها مؤسسها الراحل الراحل الاستاذ محمد فريد خميس، وبالتالي فهي تعمل على خدمة المجتمع الذي تعيش فيه.
ولدينا بالجامعة نحو 19 مركزًا للدراسات والبحوث تركز الجامعة من خلاله علي الارتباط باحتياجات الدولة مثل تحلية المياه و الطاقة النظيفة، ولدينا شراكات مع أكاديمية البحث العلمي بتصنيع محطات بالكامل داخل الجامعة بايدي الطلاب وتحت اشراف اساتذتهم وبتكون تبرع للمحافظات الحدودية مثل مرسى مطروح والبحر الاحمر وحلايب وشلاتين، إلى جانب مشروع الريف المصري واحتياجه إلى طاقة نظيفة ومحطات تتمكن من تخريج طاقة تكفي لإنارة منزل أو تشغيل بير مياه…وتلقينا ايضا طلب من محافظ جنوب سيناء من أجل تصميم محطات للقبائل الموجودة في سيناء وفي أماكن بعيدة عن الكهرباء والماء، لانتاج محطات لخدمتهم.
كما أننا لدينا أكبر معمل بورصة وحسابات في الشرق الأوسط يتوفر به 23 وحدة مرتبطة ببورصة لندن كتدريب محاكي، إلى جانب تعاوننا مع البورصة المصرية من خلال استخدام البورصة المصرية لهذا المعمل، واستعانة البورصة بطلاب الجامعة في برامج التوعية الخاصة بها.
متى يكون لدينا جامعات ضمن تصنيف أفضل 100 جامعة عالمية؟
التصنيفات كثيرة والتواجد بها امر ضروري وهام لجذب الطلاب الوافدين لأن التصنيفات أحد عوامل جذب الطلاب، لكن كل تصنيف له معايير خاصة يجب أن نعرف أولًا ما نريده ووقتها بالتأكيد سنكون ضمن التصنيفات.
ما استعدادات الجامعة لمؤتمر تغير المناخ COP 27 وشكل التعاون؟
لدينا في الجامعة هوية متمثلة في خدمة المجتمع والطالب، وستقوم الجامعة بتقديم نموذج محاكاة لـ COP 27 للطلاب، وذلك بمشركة الطلاب في الجامعات ليس في مصر فقط وإنما على المستوى الإفريقي والعربي والأوروبي.
ونستهدف وجود 120 طالب في نموذج المحاكاة هذا واستقبلنا حتى الآن 1500 استمارة طلب تقديم من 120 مكان حول العالم، ومن خلال هذه المحاكاة سنعلم الطلاب مفاهيم مثل انبعاثات الكربون ومحو الأمية الكربونية ليخرج الـ 120 طالب المشاركين في هذا النموذج من المحاكاة مدركين كيف يعمل COP 27 وما هي أهدافه، بغض النظر عما إذا كان هذا الطالب سيشارك في المؤتمر الفعلي أم لا.
اعتمد المجلس الأعلي للجامعات الخاصة على الجامعة البريطانية في عمل تحليل بيانات متعلق بتنسيق القبول بالجامعات العام الماضي، فكيف عملت الجامعة على هذا الجانب وإلى ماذا وصلت؟
لدينا في الجامعة مركز للبحوث والاستشارات التسويقية يديره دكتور وائل قرطام وهو شخصية بارزة في هذا المجال، ونحن كإدارة الجامعة لم نتدخل في التقرير بأي شكل وإنما خرج من المركز بشكل محايد وحلل السوق المصري والطلب والعرض وما حدث في الدورة الماضية دراسة تحليلية مستقلة، لكي تعلم الجامعات المصرية الخاصة ما حدث في الدورة السابقة وفي قبول الطلاب في سبتمبر الماضي، والمعلومات التي خرجت كانت مفيدة لنا كجامعة ولباقي الجامعات، وجاء فيها مثلا أن هناك زيادة عرض عن الطلب في سوق العمل بمجال الصيدلة والهندسة، فهناك تغيرات في السوق يجب أن تعلمها الجامعات لتطوير مناهجها لتتوافق مع سوق العمل بشكل أكبر.
ونحن جزء من المنظومة التعليمية التي أرى أنها منظومة متكاملة لا تقوم على التنافس بقدر التكامل بين بعضها البعض، وأن نساهم في تخريج دراسة هذه يعد نوع من أنواع المساهمة في نهضة المنظومة التعليمية في مصر بشكل عام.
ما أهدافك وأحلامك في المستقبل؟
حلمي أن يجد كل خريج من الجامعة البريطانية وظيفة تليق به وبما درسه، وأن أحقق رسالتي في أن يتعلم بالجامعة بشكل يؤهله إلى أن يتقبله سوق العمل.
وألا يتخرج الطلاب وهو يحفظ المنهج وإنما قادر على التطبيق بيديه، وأن يتخرج وهو شخصية متوازنة لديه طريقة تفكير نقدي وبهذا أشعر أنني قدمت رسالتي بوصولة إلى فرصة العمل التي يحلم بها.
وحلمي للمنظومة التعليمية في مصر أن يصبح جاذبة للطلاب من الخارج ولها مكانة بدلًا من أن يسافر طلابنا إلى دول أوروبا للدراسة بها.
ما مميزات الجامعة البريطانية بالنسبة للطالب؟
الميزة الأولى لدينا هي أن الجامعة وأعضاء هيئة التدريس مدركين أننا نركز على الطالب فهو أولويتنا ويأخذ تركيز عالي لربطه بسوق العمل، ثانيًا نحاول تعليمه بكل الطرق فمثلا طلاب العلوم السياسية يسافروا إلى مؤتمرات ومنتديات نقاشات دولية وتتحمل الجامعة تكلفة سفرهم، كما تمنح الجامعة شهادات مشتركة فيحصل الطالب على شهادة مصرية من جامعة معترف بها في المنظومة المصرية ومعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات ومن النقابات المهنية كلها، كما يحصل الطالب على شهادة بريطانية كاملة.
كما أن كل طالب لديه الفرصة لدراسة ترم دراسي في الخارج، وهذا العام سافر حوالي 100 طالب للدراسة في جامعة لندن ساوث بانك، في ترم مخصص في فصل الصيف، وطلاب كلية الصيدلة منهم من يستعد للسفر إلى ألمانيا.
والتدويل يتم في الاتجاهين وهذا العام استقبلنا من أوروبا حوالي 30 طالب من جامعة كوفنتري وجامعة لينكولن.
الجامعة تعطي شهادتين في معظم التخصصات وحاليًا نحن في مرحلة التفاوض مع جامعات جديدة ليبدأوا في التعاون معنا في التخصصات التي لا يتوفر لها تغطية، وبالطبع نركز على أن تكون هذه الجامعات ذات تصنيف عالي، لأن المنظومة التعليمية في مصر بشكل عام تركز على جودة التعليم، وفي الشهادات المشتركة نشترط على التعاون مع الجامعات البريطانية، ولكن في البحث العلمي وتداول الطلاب نتعاون مع جامعات دول العالم بأكمله.
الجامعة البريطانية مؤخرًا حصد طلابها على العديد من البطولات سواء في المجال العلمي أو الرياضي.. حدثنا عنها؟
بالفعل الجامعة البريطانية قدمت نماذج مشرفة في ميادين العلم والرياضة، وهو ما يشعرنا بالفخر لما يحققه ابنائنا من نجاحات، ولكن دعني أسرد لك بعض النماذج خلال هذا العام، فمؤخرًا حصل الطالب أسامة الدسوقي بكلية الهندسة، على المركز الأول عالميًا فى مجال الشبكات في مسابقة هواوي العالمية، وابنائنا في قسم الميكانيكا في كلية الهندسة ابتكروا أطرافًا صناعية يجري التحكم فيها عن طريق إشارات المخ لمبتوري الأطراف، أيضًا فازت الجامعة بالمركز الأول للعام الثالث على التوالي.
في المسابقة البحثية للمحللين الماليين على مستوى جميع الجامعات المصرية الـ 24 المشاركة في المسابقة، بالإضافة لفوزنا بالمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط في مسابقة جامعة أكسفورد للمحاكمة الصورية لحقوق الإنسان والإعلام، على مستوى جامعات الشرق الأوسط، والتي شارك فيها 12 جامعة عربية ومصرية.
وبخصوص مجال الرياضة، قدمت الجامعة البطلة فريال أشرف، خريجة الجامعة البريطانية، وأول لاعبة مصرية تفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية «طوكيو 2020»، وهناك الطالب أحمد عادل، بطل السباحة وطالب بكلية الصيدلية والذي فاز بـ 7ميداليات، وبطلة الريشة كوثر محمد، والتي تأهلت في مسابقة الجامعات الإفريقية في كينيا كواحدة من أفضل 8 أبطال من أصل 32 بطلًا مشاركًا من الجامعات الأفريقية، وهي طالبة بكلية الفنون والتصميم .
ما هي المنح التي تقدمها الجامعة البريطانية في مصر لطلاب الثانوية العامة؟
توفر الجامعة البريطانية في مصر، للطلاب الراغبين في الالتحاق بكلياتها العديد من المنح المختلفة، مثل حصول الطلاب من المدارس الشريكة على خصم 10% لجميع الكليات عدا كلية الأسنان والصيدلة، وكذلك حصول الأشقاء المقيدون بالجامعة على خصم 10%، وكذلك أشقاء خريجي الجامعة، وأبناء أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الحكومية يحصلون على خصمًا على الرسوم الدراسية للتفوق العلمي.
فضلًا عن الحوافز الخاصة بالتفوق الرياضي على مستوي الجمهورية، والمستويين العربي والدولي، بالإضافة إلي المنح الخاصة بكل كلية، كما بلغ عدد المنح التي قدمتها الجامعة البريطانية في مصر للعام الدراسي 2021:2022 إلى 66 منحة تنوعت بين منح لشمال وجنوب سيناء ومطروح والوادي الجديد.
وذلك رغبة من الجامعة في المساهمة في تطوير التعليم بتلك المحافظات وتشجيع أبنائها على استكمال رحلتهم التعليمية، ودول أفريقيا ومنح أبناء الشهداء تقديرًا من الجامعة للدور العظيم الذي قاموا به والتضحية من أجل الوطن، ومدارس Stem، ومؤسسة محمد فريد خميس، فضلًا عن منح المتفوقين دراسيًا ورياضيًا، وكذلك المنح المخصصة لدول حوض النيل.
حدثنا عن دور الجامعة في دعم مبادرة حياة كريمة؟
بدأت مشاركة الجامعة في مبادرة حياة كريمة باقتراح لي من مجموعة من الشباب الأكاديميين من أبناء الجامعة البريطانية والعاملين بها، بإنشاء مجموعة عمل تهدف إلى تزامن الأهداف القومية لمبادرة حياة كريمة مع استراتيجية الجامعة .
ولأول مرة في الجامعات المصرية توجد بالجامعة البريطانية في مصر مجموعة عمل شبابية وقريبًا ستكون لجنة رسمية مخصصة فقط لمبادرة «حياة كريمة»، لأن الجامعة لا تنظر إلى «حياة كريمة»، كونها مبادرة قومية فقط ولكن تنظر إليها باعتبارها استراتيجية وفلسفة ترسم أهداف الجامعة.
فأصبحت حياة كريمة ليس فقط مبادرة قومية وإنما هدف تسعي الجامعة إليه وتوفره لجميع طلابها، وإعطاءه حقه في التعليم والصحة والابتكار والتفكير النقدي، وهكذا، وتضم مجموعة العمل 10 أعضاء من إكاديمي الجامعة البريطانية، جميعهم صغار السن، وسيكون عددهم 20 عضو قريبًا، يهتمون بالعديد من المجالات مثل الأبحاث والتعليم والتعلم، والحياة الصحية للطلاب وكذلك الأنشطة الطلابية، فضلًا عن الخدمات الإنشائية، وتغيرات المناخ، وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
تحاول مجموعة عمل الجامعة البريطانية تطويع الأنشطة الطلابية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومبادئ مبادرة حياة كريمة، فبالتالي توجد بالجامعة العديد من الأنشطة التي توائم أهداف مبادرة حياة كريمة، وأنشطة أخري تبادر بها الجامعة وفقًا لأهداف التنمية المستدامة، و قبل الشروع في أي عمل أو بحث أو نشاط يتم مقارنته مع أهداف حياة كريمة والنظر في مدى توافقه معها.