كتب : د خيري شاكر حمد الله
إن أول ما يجب أن نتعلمه ويتعلمه العالم مما يحدث الآن فى حرب روسيا و أوكرانيا هو أن أمريكا هى رأس الأفعى التي تقف وراء كل ما يحدث فى العالم من كوارث وويلات، وأنها هى من تتحكم فى سياسات الدول الأوروبية التي تدعى الاستقلال، بل ووصل الأمر إلى أن تتبعها سويسرا التي كانت تشتهر بحيادها وعدم دخولها فى منازعات من أى لون، فراحت تؤيد و تفرض هي الأخرى العقوبات على روسيا.
لقد شجعت أمريكا هى وأعوانها ذلك الممثل الكوميدى الذى يرأس أوكرانيا على ما قام به من صلف وتحد لروسيا، وجعلته يرفض مطالبها التى كانت تريد بها الحفاظ على أمنها وسلامة حدودها من دول الناتو التى تتطلع – بلا شك- لإستغلال أية فرصة للقفز إليها. ولعل تفكيك الإتحاد السوفيتى الذى حدث فى بداية التسعينيات من القرن الماضى لم يكن بمنأى عن أصابع تلك الدولة الغاصبة التى قامت على أشلاء أصحاب أرضها الأصليين، واتسم تاريخها بالعديد من الجرائم ضد الكثير من شعوب العالم بطريق مباشر أو غير مباشر، متجاهلة كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانيه.
ولو أن ذلك الممثل امتلك العقل والحكمة التى ينبغى أن يتسم يها من يقود دوله، وادرك ما سيؤدى إليه كبره وصلفه وعدم إعماله العقل والحكمه.. ولو أنه أدرك أن تلك الدول التى تشجعه أرادت أن تجعله هو وشعبه كبش فداء لتنفيذ مخططاتهم، وتحقيق أهدافهم الدفينة ضد روسيا.. لو أنه أدرك ما سوف يحيق بشعبه وبلاده نتيجة لذلك لما حدثت الكارثة التى حلت بهم والتى لم تكن تخطر على بال أحد منهم. فبعد أن كانوا يعيشون حياة رغدة هانئة إذا بهم بين عشية و ضحاها يجدون القنابل تنهمر عليهم من كل صوب، فتنهدم عليهم مساكنهم ويسود الدخان والدمار والظلام، ولا يجدون أمامهم سوى الفرار من بلادهم تاركين وراءهم كل شىء ليصبحوا مشردين و لاجئين فى بلدان العالم المختلفة، بعد أن رفضت بعض البلدان الأوروبية استقبالهم، أو استقبلتهم على مضض، رغم أنها ربما كانت من الدول التى شجعت رئيسهم على ذلك الموقف الذى أودى ببلاده وشعبه بين طرفة عين وانتباهتها إلى ذلك المصير البائس الحالك السواد.
” وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ (112)(سورة النحل)
ولم تكتفى أمريكا وأتباعها بما حدث ويحدث من دمار وهلاك للشعب الأوكرانى، وما حدث للعالم من أزمات فى الطاقة وفى الغذاء وفى كثير من مناحى الحياة، وإنما راحت تعمل على إطالة أمد الحرب لإستنزاف روسيا و الإستفادة فى نفس الوقت من تجارة السلاح الذى ترسله هى وحلفاؤها إلى أوكرانيا.
كل هذا بسبب الرئيس الأوكرانى الذى استطاع أن يخدع شعبه ويجعله يأتى به إلى مقعد الرئاسة ليودى به إلى ذلك المصير.
ولعل ذلك يكون درسا للشعوب حين تختار حكامها، فلا تخدعها الوعود والخطب الرنانة، والمتاجرة بأحلامها وأمانيها، وصدق الله العظيم:
” وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ (206″ ( سورة البقره )
صدق الله العظيم