أول مواطنة مصرية تعبر غلاف الجوي للأرض وتراها من الخارج، هذا الشعور الذي ينبض في قلب ويسير في عروق المهندسة المصرية سارة صبري، التي فازت برحلة سياحية للفضاء، وبين الفرحة التي تغمرها بشدة والشعور بالفخر والخوف من تجربة حقيقية ضربتها نيران الأخطاء والمصطلحات العلمية في رحلتها السياحية.
ربما سارة لم تصرح بكونها رائدة فضاء لكن الشعب المصري اعتبرها كذلك، ليبدأ الهجوم عليها دون البحث جيدًا وراء حقيقة المصطلحات العلمية، فلا عيب بجهل الأشياء ولكن البحث عن الحقيقة هو الواجب على كل شخص قبل إطلاق وابل الاتهامات، ومن منطلق ذلك أجرى «صدى البلد جامعات» حوارًا صحفيًا مع المهندس أحمد فريد، مرشح عالم رائد فضاء مصري وتحكم مركبات فضائية داخل وكالة الفضاء الألمانية «عمليات الفضاء»؛ لتوضيح بعض المفاهيم العلمية فيما يخص الفضاء.
ولكن قبل قراء سطور الحوار، أكد فريد فخره واعتزازه بوجود مواطنته المصرية على متن إحدى أهم الشركات العالمية التي ترسل رحلات سياحية للفضاء، متمنيًا لها كل التوفيق والنجاح، داعيًا بأن تكلل الرحلة بنجاح وأن يتكرر الأمر ويتحول إلى حقيقة علمية بتوقيع مصري.
في البداية.. ما الفرق بين رحلات جيف بيزوس وإيلون ماسك إلى الفضاء وكذلك ناسا؟
هناك فرق بين رحلات الفضاء السياحية والعلمية، الأولى سياحة الفضاء مثل ما ترسلها شركة بلو أوريجين المملوكة لجيف بيزوس، الذي أرسل العديد من الرحلات السياحية للفضاء، وهي أول نقطة تبعد ما يقرب من 87 كيلومتر عن الأرض؛ هنا يشعر الجسم البشري بقلة الجاذبية وبناءً عليه يرى الكرة الأرضية، وهو حلم أي شخص أن يرسل إلى الفضاء.
أما سبيس إكس المملوكة لأغنى رجل في العالم إيلون ماسك، فهي شركة تعمل على مشاريع علمية طريق الصواريخ المختلفة؛ لأنه يتعامل مع وكالات علمية رسمية مثل ناسا الأمريكية، وهو مجال آخر للفضاء وهو المتعارف عليه وهو الفضاء العلمي.
كما يوجد في مجال الفضاء السياحي السير ريتشارد برانسون الملياردير صاحب شركة فيرجن جالاكتيك، الذي ذهب إلى الفضاء كسياحة ضمن الرحلات المنظمة من قبل شركته، كذلك أصبح هناك العديد من شركات معاصرة في هذا المجال، الذي يعد مجال جديد من نوعه ومربح للغاية، هذا المجال حاليًا يجذب أفراد بعينها الذين لديهم هوس الذهاب إلى الفضاء، لكن مع مرور الوقت وإتاحة الشركات سيكون متاح للجميع السفر بأسعار ملائمة.
وبالعودة إلى جيف بيزوس، نؤكد أنه سائح للفضاء فهو حقق حلمه برؤية الأرض من الفضاء، وذلك من خلال سفره عبر إحدى الرحلات عبر شركته بلو أوريجين، لكنه لن يكون رائد فضاء لأنه ذهب إلى هناك؛ لأن federal aviation administration أي إدارة الطيران الفيدرالية هي المعنية بتحديد من هو رائد الفضاء، وبالتأكيد سياحة الفضاء لا تحقق بدورها أن يكون الشخص رائد.
الحصول على رخصة السفر إلى الفضاء تحصل من أين؟
لا يوجد ما يعرف برخصة السفر إلى الفضاء، لكن يتم اعتمادها من وكالات فضاء عالمية، معترف بها دوليًا، وبناءً عليه يتم اختيار الأفراد بشكل مُعين، كذلك يتم إخضاعهم إلى اختبارات وتدريبات خاصة؛ لتحقيق الحلم بكونه رائد فضاء أو مرشح رائد فضاء.
هناك الكثير من الأشخاص الذين رشحوا كرواد فضاء ولم يسافروا للفضاء في حقيقة الأمر، أي أنهم خضعوا بالفعل للتدريبات والاختبارات التابعة للوكالات العالمية الرسمية بناءً عليه مؤهل لكن يحدث إلغاء لرحلة الفضاء، كما أنه بمجرد سفره كرحلة علمية وليست سياحية يؤخذ على الفور لقب رائد فضاء، أو ما يعرف بالروسية Cosmonaut وتكتب بالروسية «космонавт» وبالإنجليزية Astronaut.
يشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولتين في علم الفضاء؛ نظرًا لوجود وكالة الفضاء الروسية الفيدرالية وكذلك الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية، والتي تعرف باختصارها «ناسا».
يلي ذلك، وكالات فضاء عالمية مثل وكالة الفضاء الأوروبية، وكالة الفضاء الألمانية، وكل واحدة منهم تمتلك رواد فضاء، ومعظمهم عمل على محطات الفضاء الدولية المتواجدة في الفضاء ويوجد بها رواد فضاء يتواجدون فيها أو يعملون على مهام العلمية تتطلب منهم السفر ومتابعة أمور معينة أو اكتشاف علمي معين والعودة إلى الأرض.
حقيقة الكورسات على الإنترنت كيف يتم الموافقة عليها وإذا لم يكن معترف بها فلماذا هي متواجدة؟
بصراحة يوجد كورسات على الانترنت معترف بها من جهات علمية معتمدة، وكذلك يوجد كورسات غير معترف بها نهائيًا. بالطبع، التجديد في التعليم سهل على الأشخاص الحصول على المعلومات المراد تعلمها بسهولة ويسر من خلال الإنترنت، لذا لضمان الاعتراف بالكورسات يجب أن تكون من قبل جامعات أو هيئات رسمية تعلن عنها.
شركة Blue Origin ما هي؟
شركة بلو أوريجون، وهي مملوكة لجيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون ورئيسها التنفيذي السابق، أطلقها من خلال إحدى الشركات الخاصة به، كما أنها تنافست لعدة مرات مع شركة سبيس إكس للتعاقد مع وكالة ناسا الأمريكية للعمل على رحلات بشرية للفضاء لكن لم تنجح في دخول الرحلات العلمية، إلا تعمل على تطوير نفسها لدخول مجال الهبوط على الأرض.
وكان الرابح هنا سبيس إكس التي تعاونت مع ناسا، وهو الشركة الوحيدة الخاصة التي تساعد على إرسال رواد فضاء لمهام علمية خارج الأرض سواء الاكتشاف أو للأقمار الصناعية، كما أنها تسعى لتكون ضمن الرحلات العلمية الذاهبة إلى الفضاء بنسبة 80% من خلال صواريخها وبالتعاون مع جميع الوكالات العالمية.
وفقًا للبيانات فإن رحلة الشركة أو نادي المستقبل ستكون الرحلة البشرية السادسة لبرنامج New Shepard، والثالثة هذا العام، والرحلة الـ 22 في تاريخه.. فلماذا الآن يحدث هذا الجلل؟
الرحلات البشرية خاصة الرحلة الجديدة مكونة من 6 أشخاص محظوظين من بينهم سارة صبري، المهندسة المصرية، وهو ما يفرحنا كشعب مصر أن تكون مواطنة مصرية على متن رحلة بشرية تذهب إلى الفضاء الخارجي.
والممول لرحلة سارة هي شركة سبيس فور هيومانتي، بجانب المهندسة المصرية سارة صبري يضم طاقم الرحلة كوبي كوتون، المؤسس المشارك لشركة Dude Perfect، ورائد الأعمال البرتغالي ماريو فيريرا، ومتسلقة الجبال البريطانية الأمريكية فانيسا أوبراين، وقائد التكنولوجيا كلينت كيلي 3، وستيف يونغ الرئيس التنفيذي السابق لشركة Young’s Communications LLC .
والسبب في الجدل الحالي هو أن الهدف من الرحلة تسليط الضوء على الرحلة إعلاميًا وليس علميًا؛ لأن لا يوجد أي هدف وراء السياحة الفضائية، لكن في النهاية هناك فرحة وفخر بوجود مواطنة مصرية على هذه الرحلة.
ماذا يعني رائدة الفضاء التناظرية؟
هناك بعض الشركات في أوروبا التي تعرض التجارب العلمية وغير علمية لتجربة الوجود في الفضاء، وتتواجد في العديد من البلدان، هذه التجربة تعطي نسبة بسيطة لما هو حقيقة في الفضاء، لكن أكبر شيء فيها هو الانعزال عن بشر، على سبيل المثال وجود تجربة في بولندا داخل معسكر لمدة أسبوعين يتم انعزال الشخص تمامًا عن الآخرين، ويتم محاكاة ما يحدث في الفضاء كممارسات يومية على القمر، لكنها في الحقيقة تعادل نسبة ضئيلة جدًا لما يحدث في واقع المعيشة في الفضاء.