بقلم صفاء نوار
اسعدني جدا قرار الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية العام القادم ابتداء من تلاميذ أولى إعدادى، لأن ذلك يعتبر من باب تسمية الأسماء بمسمياتها فهو أرحم من تشتت الطلاب بين الانجليزي والعربي ابتداء من “كى جى وان” حتى الثانوية، تمهيدا لحدوث الفضيحة بجلاجل في الجامعات حين يدخل أوائل مدارس الحكومة شعب الانجليزى لزوم الوجاهة الاجتماعية والموضة في الجامعات، وتكون النتيجة إما أن يدرسوا الرياضيات بالعربى أو يتوعك الأوائل في الهندسة والطب، كما أن الحضارة القوية تفرض لغتها، حين يكون عندنا علوم طب ورياضيات وهندسة عربية نستطيع ان نقول للزمان ارجع يازمان، وسيجرى العالم كله ليتعلم لغتنا كما كان يحدث في ماض الحضارة العربية العريق!
وإلى أن يعود الزمان، كنت اتمني ان يصاحب قرار الوزير قرار وزارى آخر يطمئن الخائفين على مستقبل هويتنا العربية، منها مثلا أن تكون اللغة العربية مادة أساسية في جميع مراحل التعليم وكل انواعه، واولها الطب والهندسة والتجارة، أسوة بقرار الوزارة تعليم الأطفال اللغة الإنجليزية من “كي جي 2” داخل كافة المدارس الحكومية، وأن الطلاب سيكونون مؤهلين تماما للتعامل مع الامتحانات الدولية، لأن تطبيق النظام التعليمي الجديد يحتاج وقت وفترات تعليميّة.
حتى لو شدد الوزير على أن المناهج التي يتم تدريسها مصرية تماما ولكن بخبرات دولية، لكي نضمن أن تكون الشهادات معتمدة عالميا منذ البداية. من غير المعقول أن يتم تأهيل الطلاب للحياة الدولية ولا يتم تأهيلهم للحياة المصرية ليكونوا مواطنين عرب صالحين ومؤهلين للعمل في مصر وبلادهم العربية!
فإذا حدثت المساواه فعلا بسبب قرار الوزير بين التعليم الحكومى والتجريبى والخاص في دراسة اللغات فإن العدالة تقتضى أن يذكر لهذا الوزير أنه موحد اللغتين العربية وغير العربية، فلا يعقل أن يتخرج مهندس لا يعرف لغته، فإذا وجد فرصة عمل في مصر أو الدول العربية فلا بد أن يجيد التعامل مع أبناء وطنه،
وأعرف تجربة شخصية لمواطنة مصرية اسمها ايمان أحمد ظلت تدرس 5 سنين المواد الهندسية باللغة الإنجليزية وعندما وجدت فرصة عمل وجدت صعوبة في الفهم والتعامل كانت تحتاج ترجمة لكل كلمة تريد أن توصلها للعمال والفنيين الذين يعملون معها، أما إذا سافر أمثالها الى أي دولة أوروبية وهو مقطوع الصلة واللسان بالعربية فقد خسرنا سفيرا فوق العادة !