أكد الدكتور عبد الرحمن ناجي، عضو هيئة التدريس بقسم اللغة الألمانية بكلية التربية جامعة عين شمس، أن الحكم على “مقترح” تعميم تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية مرتبط في المقام الأول بالهدف من ذلك المقترح، حتى لو توفرت جميع المعطيات للتطبيق فهذا لا يبرر بالضرورة تطبيق الفكرة وعلى العكس من ذلك، لو ثبتت وجاهة المقترح فعلينا أن ننتقل بعد ذلك إلى آليات التطبيق ومدى توفر المقومات التي تساعد على الوصول للهدف.
تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية وسوق العمل
وأضاف ناجي في تعليقه على تصريحات الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، حول تعميم تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية، أن العديد من أولياء الأمور يتجهون إلى إلحاق أبنائهم بمدارس دولية أو غيرها تعلن من البداية أنها تدرس المناهج “ما عدا المرتبطة بالهوية مثل اللغة العربية والدراسات الاجتماعية” بلغة أجنبية، ويرتبط اختيار ذلك القطاع من أولياء الأمور برغبة لديهم بإلحاق أبنائهم مستقبلا بوظائف أو إدارة أعمال خاصة بهم، ذات صبغة دولية مثل العمل في شركات متعددة الجنسيات أو عابرة للحدود أو غير ذلك من المسميات، أو الرغبة في العمل في الخارج، مع الأخذ في الاعتبار أن الشهادات التي يحصل عليها الأبناء في هذه الحالات يكون لها اعتراف دولي من مؤسسات تعليم غير مصرية، وهي التي تشرف على عملية الامتحانات، قبل تدخل الوزارة مؤخرا في هذا الشأن.
فالسؤال هنا هل ترغب وزارة التربية والتعليم في ظل توجه حكومي معين إلى “تصدير” المكون البشري مستقبلا إلى الخارج، أو “استقطاب” قطاعات استثمارية عالمية بتوفير مكون بشري مؤهل وقادر على التعامل مع المعطيات العالمية والمنافسة دوليا؟.
تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية الهدف منها
إذا كان هذا هو التوجه فهل يتحقق ذلك فقط بتغيير لغة التعليم والتعلم؟ أم أن الوزارة ستسعى ويجب عليها أن تفعل إلى الحصول على اعتراف دولي بجودة الدارس المصري بالاعتراف بالشهادة الحاصل عليها، دون الحصول على هذا الاعتراف أو معادلة الشهادات المصرية بشهادات دولية، فعلينا أن نتسائل مجددا عن المغزى والجدوى من هذا المقترح.
ويرى عضو هيئة التدريس بتربية عين شمس، أن هذا المقترح لن يكون له ثمة تأثيرات سلبية على الهوية المصرية أو احتياجات سوق العمل المحلية، إلا أنه من الضروري كما سبق الإشارة إلى إعلان الهدف من ذلك القرار، واتخاذ الإجراءات من أجل الاعتراف بمنتج التعليم المحلي من جهات دولية “حقيقية”، والحصول على هذا الاعتراف هو الضامن الرئيس على توفر المقومات اللازمة لتطبيق ذلك المقترح، “مناهج حديثة وفقا لمعايير معترف بها دوليا، بيئة تعليمية حقيقية، أساليب قياس من مؤسسات دولية … إلخ”
وهل يمكن للوزارة مستقبلا إن صح ذلك التوجه أن تستهدف دولا بعينها وتتيح دراسة العلوم والرياضيات في المرحلة الإعدادية مثلا باللغة الألمانية أو الروسية أو الصينية؟.
تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية قيد الدراسة
وكان الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قد فسر المقصود من تصريحاته، حول تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية للمرحلة الإعدادية، مؤكًدا أن المقصود المقصود “المصطلحات والرموز” وليس تدريس كامل باللغات الأجنبية، هذا يعود على عمل لم ينته بعد وينطبق على من هم فى نظام التعليم الجديد حين يصلوا إلى المرحلة الإعدادية.