عقدت كلية التمريض جامعة حلوان ندوة «التغيرات المناخية وتأثيرها على الأطفال» في إطار الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ التي أطلقتها الدولة لتصبح خارطة طريق لمواجهة التغير المناخي وفقًا لأهداف التنمية المستدامة.
وأفاد الدكتور ممدوح مهدي، القائم بعمل رئيس جامعة حلوان، أن الجامعة تحرص على عقد العديد من الندوات التوعوية حول قضية التغيرات المناخية استجابةً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بضرورة إشراك الشباب والاستعانة برؤيتهم، حيث أصبح تغير المناخ هو تحدى لأمن البشرية.
فيما أوضحت الدكتورة صفاء صلاح، عميدة تمريض جامعة حلوان، أن الندوة تضمنت العديد من المحاور والتي تتمثل في أسباب ومظاهر التأثيرات المناخية على الأطفال، الدور الدولي في التنمية منخفضة الانبعاثات وتحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، الإجراءات التي تتخذها الدولة لتلافي آثار التغيرات المناخية على الأطفال، أهمية التوعية المستمرة بالتغيرات المناخية والمشاركة المجتمعية.
هذا وقد عرضت الدكتورة عزة عليوة، قائم بعمل رئيس قسم الأطفال ومنسق الندوة، الرؤية المصرية الشاملة لتلك التحديات وتطرقت إلى الجهود التنموية والاستثمارية في مصادر الطاقة المتجددة، وتطويع البحث العلمي في هذا المجال، بالإضافة إلى تفعيل برامج الشراكة الدولية في إطار المساعي الدؤوبة لتوحيد جهود العالم للحد من مسببات التغيرات المناخية، وأشارت الى أسباب ومظاهر وتأثيرات تلك التغيرات خاصة على الأطفال فهم الفئة الأقل مسؤولية عن تغير المناخ إلا أنهم يتحملون العبء الأكبر لتأثيراته.
وأكدت ضرورة أن تعمل الدول على تحقيق عدد من أهداف رئيسية تتمثل في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات لتجنب المردود السلبي على صحة الاطفال خاصة وكذلك حياتهم، وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ والآثار السلبية المرتبطة به، فضلًا تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، بالإضافة إلى تحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، إلى جانب تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة والوعي لمكافحة تغير المناخ وغرث تلك السلوكيات لدى الأطفال.
كما تناولت عليوة أهم إجراءات المواجهة والتكيف التي تتخذها الدولة لتلافي آثار التغيرات المناخية على الأطفال مع التأكيد على أهمية التوعية المستمرة بالتغيرات المناخية والمشاركة المجتمعية على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع للتقليل من آثار التغيرات المناخية.
وحيث أن الأطفال هم الأكثر عرضة للأمراض التي ستزداد انتشارًا نتيجةً لتغير المناخ؛ فقد عملت منظمة اليونيسف على المستويين العالمي والمحلي لضمان أنه بوسع الأطفال العيش في بيئة آمنة ونظيفة وتتمحور حول جعل الأطفال في مركز الاستراتيجيات وخطط الاستجابة المعنية بتغير المناخ والاعتراف بهم فاعلين في هذا التغيير وحمايتهم من آثار التدهور البيئي وشددت على أهمية نشر الوعي بالتغيرات المناخية والقضاء على آثارها السلبية ودعم الجهود الساعية إلى التركيز على الطاقة النظيفة والمتجددة وتجنب مصادر الطاقة غير النظيفة.
وأشارت إلى أن مصر قد اتخذت عدد من الخطوات حققت بها تقدمًا ملحوظًا في تطوير سياسات تنظيمية فعالة لتمكين وتوظيف مصادر الطاقة المتجددة، فضلًا عن اكتساب الخبرة في تنفيذ مجموعة كبيرة من المشروعات خاصةً المتعلقة بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح.
وأكدت منسق الندوة أن التصدي لأي من هذه التحديات ليس أمرًا بسيطًا لكنه في المتناول ويجب الأخذ في الاعتبار انه يمكن لجائحة أن تدهور اقتصاديات وأمم ولهذا السبب لا يمكن اعتبار الأمن الصحي مسألة من اختصاص وزارة الصحة وحدها.
وقد توصلت الندوة إلى العديد من التوصيات ومنها: الالتزام بالقرارات الاممية، نشر الوعي بالمتغيرات المناخية وإشراك الاطفال فيها، التحول الى الطاقة النظيفة والحد من المحروقات، زيادة الاستثمارات في مجال البيئة ودمج تغير المناخ في كافة العمليات التنموية، بالإضافة إلى اتحاد كافة القطاعات للتصدي لهذا التحدي، الحد من استنزاف البيئة، وكذلك ترشيد استخدام المياه لاستخدامها في الأغراض التنموية.