شارك وفد من الأزهر الشريف ضم كلًا من: الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، والدكتور سلامة داود رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، في فعاليات الجولة الميدانية بمحافظة الوادي الجديد؛ بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، واللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد؛ ونواب مجلسي النواب والشيوخ، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، وإعلان مدينة الخارجة في محافظة الوادي الجديد، مدينة خضراء صديقة للبيئة والمناخ.
وأشاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيّاد بهذه الجهود التي تقوم بها المحافظة، مؤكدًا أنها تمثل نموذجًا مهمًا ينبغي الاقتداء به للوصول إلى بيئة نظيفة وخالية من التلوث، كما أنها تحقق استراتيجية الدولة المصرية ورؤيتها في الوصول إلى بيئة خضراء تضمن للمواطن عيشة آمنة وراقية بعيدًا عن كل ما يؤثر على صحة الإنسان.
أضاف عيّاد أن الإسلام وضع تأصيلًا دينيًا للحفاظ على البيئة، فهناك تشريعات إسلامية كثيرة تؤكد ضرورة الحفاظ على البيئة والماء، لأنه بهما تستقر وتستقيم حياة الإنسان الذي استخلفه الله في الأرض، مشددًا على أن الدين حذر كل من يحاول أن يفسد في الأرض والبيئة، مؤكدًا على ضرورة أن تعمل كل أسرة على بناء وتنشئة أبنائها على استشعار المسؤولية، والتي لن تتحقق إلا بفكرة الوعي، خاصة أن الإنسان ينشأ ويتعود على ما تربى عليه في طفولته، فالوعي أفضل ما يحافظ على التوازن بين الإنسان والبيئة.
أوضح الأمين العام أننا إذا كنا جميعًا نعاني من التغيرات المناخية نتيجة الاستخدام الخاطئ للموارد الطبيعية، فإن الإسلام وشريعته السمحاء التي تدعونا إلى إعمار الكون، حذرنا في نصوصه أشد التحذير من الإفساد في الأرض، كما نهى أشد النهي عن الممارسات التي من شأنها الإضرار بالبيئة وبمن فيها سواء إنسان أو حيوان، مبينًا أن الأزهر قد اتخذ الكثير من الاحتياطات والتحذيرات لمواجهة أزمة تغير المناخ، فعقد لقاءات جماهيرية وندوات ومؤتمرات مهمة آخرها مؤتمر جامعة الأزهر والذي جاء تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمواجهة تحديات ومخاطر أزمة تغير المناخ.
من جانبه أشار الدكتور سلامة داود رئيس قطاع المعاهد الأزهرية إلى ضرورة التوعية بمخاطر التلوث على الفرد والأسرة والمجتمع بأكمله، وذلك من خلال بيان تعاليم الإسلام وأخلاقياته في هذا الشأن وكيف اعتبر الإسلام أن النظافة جزء من الإيمان، وأن المؤمن لابد وأن تظهر أخلاقيات الإسلام في شخصيته وسلوكه.
وبيّن داود أن هذه المشاركات تعكس اهتمام الأزهر الشريف وقطاعاته الدعوية بمثل هذه القضايا المهمة، والتي تحتاج إلى توعية وجهود نوعية من مختلف المؤسسات سواء الدينية أو الثقافية أو التعليمية، خاصةً إذا كانت هذه القضايا ترتبط بحياة الإنسان عمومًا، فحماية هذا البنيان واجب شرعي ومجتمعي لابد للجميع أن يشارك في حمايته والحفاظ عليه من كل خطر يمكن أن ينال منه.