استقبل الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفدًا إندونيسيًا برئاسة الدكتورة أماني لوبيس، رئيس جامعة شريف هداية الله الحكومية الإسلامية بجاكرتا، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات التعليم والشؤون الدينية، وتنفيذ الرؤية الدينية المستقبلية لتقوية السلام العالمي والأخوة الإنسانية.
وقال وكيل الأزهر إن الأزهر لديه رؤية مهمة للسلام العالمي، وتبنى وثيقة الأخوة الإنسانية؛ حرصا على نشر السلام في كل أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن الوسطية والاعتدال والمناهج الأزهرية أسهمت إلى حد كبير في إقبال الإندونيسيين على التعليم في الأزهر الشريف، موضحا أن إندونيسيا تحظى بأكبر نسبة من المنح الدراسية التي يقدمها الأزهر الشريف والتي يبلغ عددها (174) منحة دراسية، مشيدًا بالطلاب الإندونيسيين وأنه لا تخلو قائمة المتفوقين من وجود طلاب اندونسيا، وهذا يؤكد حرصهم على تحصيل العلوم وتفوقهم.
من جانبها أعربت الدكتورة أماني لوبيس، رئيس جامعة شريف هداية الله الحكومية الإسلامية بجاكرتا، عن سعادتها والوفد المرافق لها بالتواجد في رحاب الأزهر الشريف، وأن الأزهر هو أكثر المؤسسات التعليمية التي يقصدها طلاب اندونيسيا، حيث تجاوز عدد الطلاب ٢٠ ألف طالب في مراحل التعليم المختلفة، مؤكدة أن هذا العدد يعكس ما لديهم من قناعة بالأزهر الشريف وأهمية مناهجه التي تواجه التطرف وترسخ لقيم السلام والتعايش المشترك، موجهة الشكر لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، على حسن استضافة الطلاب الوافدين في الأزهر الشريف.
وتعود العلاقات بين إندونيسيا والأزهر إلى عدة قرون، فقبل أن يفد أبناء إندونيسيا إلى الأزهر للدراسة في أروقته، كانوا يلتقون علماء الأزهر في مواسم الحج لسؤالهم عما يشغل بالهم من مسائل الفقه والشريعة، ثم بدأ الإندونيسيون قبل أكثر من قرن ونصف في القدوم إلى مصر لينهلوا من علوم الأزهر وشيوخه الأجلاء، وقد سكن طلاب إندونيسيا في أحد أروقة الأزهر، وهو “الرواق الجاوي”، نسبة إلى جزيرة جاوة، وما زال هذا الرواق موجودًا حتى اليوم في حرم الجامع الأزهر، وثمة رواق آخر للإندونيسيين، يسمى “رواق إندونيسيا” أسسه الطلاب الإندونيسيون منذ بضعة أعوام.