عادت قضية شهيدة الحجاب مروة الشربيني، مرة أخرى لتصدر عناوين الصحف والمواقع الإخبارية رغم مرور 13 عام على مقتلها، فمن هي شهيدة الحجاب مروة الشربيني، وما سبب عودته لتصدر عناوين الصحف العربية والغربية.
من هي شهيدة الحجاب مروة الشربيني
مروة الشربيني كانت من مواليد 1977 في محافظة الإسكندرية، تخرجت في كلية الصيدلة عام 2000، وسافرت مع زوجها إلى ألمانيا لاستكمال الدراسات العليا في عام 2004، عملت شهيدة الحجاب مروة الشربيني صيدلانية، بعد سفرها لألمانيا، وعاشت مدينة بريمن الألمانية منذ عام 2005 وحتى 2008، قبل أن تنتقل لدريسدن.
18 طعنة داخل المحكمة
تعرضت مروة الشربيني للاعتداء من قبل مواطن يدعى “أليكس دبليو” وهو ألماني من أصول روسية، قبل شهر من من تاريخ واقعة القتل، كانت شهيدة الحجاب مروة الشربيني تتنزه مع طفلها في إحدى الحدائق العامة، وهناك تعرضت لاعتداء عنصري من المدعو أليكس فوينز، واصفًا إياها بالإرهابية وحاول نزع حجابها، لجأت بعدها شهيرة الحجاب مروة الشربيني إلى المحكمة وبالفعل حصلت على تعويض، وفي يوليو 2009 كانت مروة تحضر جلسة محاكمة استئناف رفعها الألماني أليكس دبليو عليها بعد أن غرمته محكمة سابقة 780 يورو لاعتدائه على مروة من قبل ووصفها بالإرهابية وهو ما يعد جريمة يعاقب عليها قانونًا، فلما أقرت المحكمة الحكم بالغرامة على المواطن الألماني، ثار المتهم فقام بطعنها داخل المحكمة بالسكين بـ 18 طعنة في بطنها وصدرها وظهرها فارقت بعدها الحياة، وكذالك طعن زوجها المصري علوي علي الذي يعمل معيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية ولكن تم إسعافه.
تظاهرات غاضبة في مصر والعالم
تسبب موت مروة الشربيني في حالة من الغضب لدى الرأي العام المصري والعربي، وأعلن النائب العام وقتها المستشار عبد المجيد محمود أنه سيتم إرسال مدع عام من الإسكندرية إلى ألمانيا للمساعدة في التحقيق، ودعت جمعية الصيادلة المصرية إلى مقاطعة الأدوية الألمانية، كما نددت العديد من المنظمات الحقوقية والمدافعين عن الحريات بالحادث، بينما قامت الشرطة المصرية مؤقتا بتطويق السفارة الألمانية في القاهرة لحمايتها من المحتجين الغاضبين.
حكمت المحكمة العليا الألمانية بالسجن مدى الحياة على المتطرف الألماني أليكس دبليو، البالغ من العمر حينها 28 عاما، بعد 5 أشهر فقط من مقتل الشربيني، وقال السفير الألماني بالقاهرة برند أربل أن الحادث كارثة لأسرة الصحية، ويعمل عنصري وكريه للغاية، وأكد أن الأمر لم يكن ضد الحجاب والإسلام، وأن من فعل ذلك مع مروة المحجبة، كان من الممكن أن يفعله مع شخص صيني أو آخر معاق، أو شخص صاحب بشرة سمراء.
تخليد أسم مروة الشربيني على أكبر حدائق المدينة
وأطلقت الحكومة الألمانية أسم المصرية الراحلة مروة الشربيني علي الحديقة الواقعة أمام المحكمة والتي شهدت على حادث الطعن الذى تعرضت له وأودى بحياتها بمدينة دريسن بألمانيا.
وأحتفى خالد أبو بكر بإطلاق الحكومة الألمانية أسم المواطنة المصرية الراحلة مروة الشربيني على الحديقة الواقعة أمام المحكمة والتي شهدت على حادث الطعن، حيث نشر صورة الحديقة التي تحمل اسم الراحلة المصرية، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
وكتب قائلا “بعد أكثر من عشر سنوات.. الحكومة الألمانية تقرر اطلاق اسم مروة الشربيني علي الحديقة الواقعة أمام المحكمة التي فقدت فيها حياتها- في دريسدن – ألمانيا.. رحم الله مروة الشربيني”.
التسامح والمحبة السبيل الوحيد ليسود الأمن والأمان
كما أشادت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين الخارج، بما أعلنه المحامي الدوليّ خالد أبو بكر، من قرار تاريخي بإطلاق ألمانيا اسم الدكتورة “مروة الشربيني” على واحدة من أكبر حدائق في مدينة «دريسدن» الألمانية، وهي الحديقة الواقعة أمام المحكمة التي لقيت فيها ربها في 1 يوليو 2009م في قاعة محكمة مدينة دريسدن وحكم القضاء الألماني على القاتل بالسجن مدي الحياة ، ولقيت هذه القضية اهتماما عالميا ، وأصبحت مروة الشربيني رمزا للتسامح وكتبت قصة وفاتها على جدران حائط محكمة مدينة دريسدن
وثمنّت وزيرة الهجرة الجهود التي بذلت في هذا الصدد كما أشادت بما تقوم به المدينة من فعاليات متنوعة للتأكيد على التسامح واستقبال الجميع دون تفرقة، وهو ما تؤكد عليه كل الثقافات المتحضرة، حيث تم إنشاء مركز إسلامي يحمل اسم الشهيدة لنشر التسامح ومواجهة التطرف، كما تم تدشين “جائزة مروة الشربيني للتسامح”.
وأكدت وزيرة الهجرة أن التسامح والمحبة هما السبيل الوحيد ليسود الأمن والأمان في كل مكان، مضيفة أن المصريين بالخارج يندمجون في مجتمعاتهم، ويضيفون الكثير من الخبرات الإيجابية.
وتأتي تلك الجهود أيضًا متسقة مع إطلاق بلدية الضاحية الشرقية في مدينة بريمن الألمانية اسم المواطنة المصرية الراحلة مروة الشربيني، على ميدان بمنطقة شتاينتور، في إطار مشروع تتبناه البلدية لمحاربة المتطرف والعداء للأجانب، عام 2018م