قال الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أصول التشريع الإسلامي قد تنبهت إلى قضية التنمية المستدامة منذ نزول القرآن الكريم والوحي على رسولنا الكريم، بما يؤكد أن التراث الإسلامي يزخر بملامح التنمية المستدامة، مؤكدا أن هناك تأثير وتأثر متبادل بين مجالي الفتوى الإلكترونية والتنمية المستدامة، وأن الخطاب الإفتائي والدعوي بلا شك هو آداة قوية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح الأمين العام لهيئة كبار العلماء، خلال كلمته بالملتقى الفقهي الأول لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أثرت بشكل كبير في تطور آلية وصول الفتوى الشرعية إلى الجمهور المتلقي، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، واللقاءات التفاعلية المباشرة مع الجمهور، حتى أصبح المفتي الآن مهموما بالاطلاع على كم أكبر من القضايا والإلمام بكافة التخصصات، كما أن المؤسسات الدينية والإفتائية أصبحت تبادر بتوضيح الرأي الشرعي في القضايا التي تشغل الرأي العام، والتي يتم رصدها من خلال مراكز متخصصة في الرصد الالكتروني.
واقترح الدكتور حسن الصغير أن يتم العمل على تطوير فقه الخلاف والحوار، بما يضمن وصول الناس إلى مرحلة متقدمة من الوعي بقبول الرأي الآخر، بالإضافة ضرورة تغذية الرأي العام بفقه التمويلات الاستثمارية من أجل تشجيع الناس على الاستثمار لدعم خطط الدولة نحو التنمية المستدامة.
ويعقد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، اليوم الثلاثاء، ملتقاه الفقهي الأول تحت عنوان “الفتوى الإلكترونية ودورها في التنمية المستدامة”، برعاية الإمام الأكبر ، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وحضور لفيف من كبار علماء وفقهاء الأزهر الشريف، بهدف دعم جهود الدولة المصرية في التنمية المستدامة، والتأصيل العلمي لدور الفتوى الإلكترونية في التنمية المستدامة، بجانب تقديم خُطط ورؤى وأفكار تتعلق بالخطاب الإفتائي بما يدعم أهداف التنمية المُستدامة.