قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن فوز أبنائنا من طلاب مصر فرحة كبيرة وسعادة غامرة تملأ القلب وتبعث على الفخر، وتبث في نفوسنا الأمل، وحقيقة احتفالنا بكم اليوم ليس بحصولكم على مراكز متقدمة عالميا، وإنما هو احتفال بتتويج لمبدعين رياضيين جدد يضافون إلى سجل مبدعي مصر في المجالات المختلفة، وهو احتفال بإثبات البصمة المصرية الأصيلة في مجال الرياضة، وهو احتفال بحبنا لوطننا الذي نفتديه بأرواحنا.
وكيل الأزهر: الهدي النبوي يحث على تربية البدن والروح معا
وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته في احتفالية تكريم الطلاب الفائزين ببطولة العالم لكرة اليد للناشئين بصربيا، أن الله كرم الإنسان، فخلقه في أحسن تقويم، وشرع له من الآداب والأحكام ما يكفل له حياة كريمة يستطيع فيها القيام بما خلق من أجله، وهو عبادة ربه جل وعلا، وقد شمل اهتمام الإسلام بالإنسان جميع مراحل عمره، فأوصى به طفلا صغيرا وشابا فتيا، وشيخا فانيا، بل امتد ذلك الاهتمام إلى الجنين في بطن أمه، إلا أنه خص مراحله الأولى بمزيد عناية؛ لأنها تأسيس روحي وجسدي لبقية حياة الإنسان، وأوكل الإسلام مهمة تربية الإنسان وبنائه إلى الوالدين أولا ثم إلى المؤسسات الوطنية الأمينة التي تشارك الوالدين هذه المهمة السامية.
الضويني : تتويج مبدعين جدد يؤكد بصمة مصر في دعم كل المواهب
وبيّن وكيل الأزهر أن الإسلام راعى أن تشمل عمليات التنشئة عدة جوانب، منها: التربية الإيمانية، والتربية البدنية، والتربية الأخلاقية، والتربية العقلية، والتربية الاجتماعية، وغير ذلك؛ لينشأ الأولاد خير نشأة من سلامة الجسم والعقل معا؛ ولذا فإن من الواجب الشرعي والمجتمعي والوطني حين يظهر للطفل اهتمام رياضي أو ثقافي أن تجتهد الأسرة والجهات المعنية في إبراز هذا التميز ليكون طريقا إلى تكوين إنسان صالح نافع لوطنه، كما أن المستقر في الشريعة وعند العقلاء «أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير».
وأوضح الدكتور الضويني أن السنة المشرفة أرشدت إلى ممارسة الرياضة من رماية وسباحة وركوب خيل، حتى لقد أثر أن النبي ﷺ عني بممارسة قوم رياضتهم المفضلة، وشجعهم على المنافسة الحميدة التي تصونها الأخلاق، مبينًا أن الهدي النبوي يحث على تربية البدن والروح معا، كما يربي العقل والقلب معا، ويربي للدنيا والآخرة معا.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأن مسؤولية تربية الأولاد من أهم الواجبات التي يطالب بها الوالدان، وإن من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الآباء أن يتخلوا عن دورهم، أو يقصروا فيه، وكذلك تطالب بها المؤسسات المختصة، وإن حديث: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» يضع أمانة رعاية أولادنا وتنشئتهم في أعناق الجميع، وكلنا ثقة في أن الأسرة المصرية والمؤسسات المصرية على قدر من الوعي والإدراك الذي يرتقي بأبنائنا إلى كل خير.