شارك الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، اليوم، في احتفال تسلم جامعة عين شمس جائزة اليونسكو كونفوشيوس لمحو الأمية 2021، والخاصة بتنظيم فصول محو الأمية عبر الإنترنت للمناطق الريفية بجمهورية مصر العربية.
وتسلم الجائزة الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، جاء ذلك بحضور الدكتورة غادة عبد البارى أمين عام اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، ووالدكتور نزار حسن القائم بأعمال مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية ونواب رئيس الجامعة، ومجلس جامعة عين شمس، والدكتور عاشور عمرى رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار.
ورحب الدكتور طارق شوقى بالحاضرين، معربًا عن سعادته بالمشاركة فى هذا المؤتمر بمناسبة حصول مصر على جائزة اليونسكو فى محو الأمية 2021؛ لنجاح تجربتها لمحو الامية في انجاز جديد فى الجمهورية الجديدة تحت رئاسة رئيس الجمهورية.
وأكد الوزير أن التعاون القائم بين الوزارة واليونسكو ينطلق من خمس استراتيجيات، هي تنمية قدرات الدول الأعضاء فيما يخص السياسات العامة وتنفيذ البرامج وعمليات تقييم معدلات محو الأمية، وتوسيع نطاق أنشطة محو الأمية للفتيات والنساء، وتعزيز طرائق تنفيذ برامج محو الأمية فنيًا، وذلك باستخدام التكنولوجيا فى المعلومات والاتصالات، وتوسيع نطاق معارف وعمليات الرصد والتقييم، واستراتيجية الترويج لمحو الأمية على جدول الأعمال العالمى وضمان تحقيق أوجه التآزر بمختلف الأنشطة مثل الشراكات المتعددة الأطراف والشبكات.
وتابع: “نستهدف أن تكون مصر خالية من الأمية قبل 2030، وخالية ممن يحملون شهادات وهم غير متعلمين”، مشيرًا إلى أن الوزارة توجهت إلى القرى الأكثر فقرًا والمحافظات الحدودية لإعلانها خالية من الأمية فى أقرب وقت.
وأضاف الوزير أنه تم التواصل بشكل جاد مع هيئات المجتمع الحكومية والمدنية، وتم توقيع بروتوكولات مع جهات كثيرة وعلى رأسها الجامعات، ومنها جامعة عين شمس لمشاركة طلابها فى محو الأمية، كما قامت الوزارة بتكوين العديد من الشراكات، منها مع وزارة التضامن الاجتماعى من خلال مشروع “لا أمية مع التكافل” ووزارة الشباب والرياضة.
وأكد الوزير أن فوز مصر بجائزة اليونسكو فى محو الأمية لا يعنى أننا ليس لدينا أمية، مشيرًا إلى أنه تم التنافس مع 172 دولة وكان التعاون الكبير بين مؤسسات الدولة له دور كبير فى إحداث طفرة كبيرة فى أعداد المتحررين من الأمية.
وأوضح الدكتور طارق شوقى أن برنامج تعليم الكبار الذى تنتهجه الوزارة لا يقتصر على تعليم مبادئ القراءة والكتابة فقط، وإنما يعمل على تشكيل عقل ووجدان المتحرر من الأمية، وإكسابه مبادئ المواطنة، وتنمية قدراته على التعلم الذاتى واكتساب المعارف، بالإضافة إلى تقديم ميزات طبية، وتأهيل مهنى على الحرف والصناعات من خلال الشراكات المتعددة التى قامت بها الوزارة.
وأشار إلى أنه بالتعاون مع المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” استهدفت الوزارة محو أمية 160 ألف شخص داخل القرى التى ينفذ بها المشروع، وتم إعداد خريطة عمل حصر لأعداد المستهدفين من محو الأمية وبناء فصول فى هذه المناطق؛ بهدف إعلان هذه القرى خالية من الأمية خلال فترة المبادرة.
فى كلمته أعرب الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، عن سعادته بالجهود التى بذلها أبناء الجامعة للمساهمة فى محو أمية أفراد المجتمع المصري بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار باعتبارها شريك استراتيجى فى هذا النجاح ، مشيرًا إلى أن جهود جامعة عين شمس فى مجال محو الأمية ممتدة على مدار سنوات بالتعاون مع العديد من الجهات ،وقد تم تكثيفها بداية من عام 2019 ، حيث أصدر مجلس الجامعة قرارا بإلزام طلاب 7 كليات نظرية بمحو أمية مواطن واحد خلال السنة الدراسية كشرط أساسي للحصول على شهادة التخرج ،لينتهى بمحو أمية 4 مواطنين حتى التخرج مقابل عددا من المميزات التي على رأسها منح ٢٥٠ جنيهًا نظير محو أمية مواطن واحد .
وأضاف أن الطالب الذى يتمكن من محو أمية أكثر من ( 4 ) دارسين فإن الجامعة ستتكفل بالمصروفات الدراسية الخاصة به، لافتا الى أن هناك متابعة مستمرة من عمداء الكليات، مشيرًا إلى أن المؤسسات الوطنية ساهمت أيضًا فى المشاركة فى هذا الموضوع ونجحنا فى المناطق النائية
وأكد الدكتور محمود المتينى أن ما تشهده الجمهورية الجديدة من تنمية غير مسبوقة فى مجال التعليم والطرق والكبارى وفى شتى المجالات يتطلب القضاء على محو الأمية لحصد ثمار هذه الانجازات ، مشيدا بالمنافسة المحمودة بين الجامعات المصرية فى المشاركة فى مبادرة محو الأمية.
وأضاف المتينى أن جائحة كورونا كان لها دور ايجابى فى تسريع وتيرة التحول الرقمى واستخدام المنصات التعليمية ، كما تم الاعتماد علي التكنولوجيا في محو الأمية فى المناطق النائية .
وحول القوافل التى تقوم بها الجامعة ، أشار إلى أن القوافل التى قامت بها الجامعة على مدار الــ4 سنوات السابقة تم تكثيفها وتحديد الأماكن بعناية وتقديم خدمات طبية خاصة فى المحافظات النائية بالاضافة إلى فعاليات محو الأمية وتعليم الحرف البسيطة والمهارات المختلفة.
واختتم الدكتور محمود المتينى كلمته بالتاكيد على أن الطالب هو البطل الحقيقى لهذا الانجاز بدعم من إدارة الجامعة.
وقدمت ستيفانيا جيانيني مساعد المدير العام للتربية باليونسكو، فى كلمة مسجلة، التهنئة لجامعة عين شمس لحصولها على الجائزة، مشيرة إلى أن هذه الجائزة تسلط الضوء على التعلم الشامل عن بعد ومحو الأمية الرقمية، قائلة: “إن جائحة كورونا تسببت فى أكثر الاضطرابات التى حدثت فى التعليم على مر التاريخ والتي أثرت على أكثر من 1.6 مليار شخص في أكثر من 190 دولة فى العام الماضي، ما أكد على أهمية محو الأمية وتضييق الفجوة الرقمية.
وقالت الدكتورة غادة عبدالباري الأمين العام للجنة الوطنية المصرية لليونسكو إن هذا الاحتفال يعد تسليط للضوء علي اهميه محو الأمية للأفراد والمجتمعات، وضرورة بذل مزيد من الجهود للوصول إلي مجتمعات خاليه من الأمية، وأكثر إلمامًا بالقراءة والكتابة، ويمتد أثره إلى باقي مكونات المجتمع، وينعكس بشكل سلبي علي طاقة العمل الإنتاجية، ومستوي النمو الإقتصادي.
وخلال كلمته، استعرض الدكتور عاشور عمرى، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، جهود الهيئة فى التشبيك مع الجامعات المصرية لمواجهة قضية الأمية.
وخلال الاحتفالية تم منح وسام ودبلوم اليونسكو (كونفيشيوس) لمحو الأمية لعام 2021 لجامعة عين شمس، وتكريم مساهمات أعضاء لجنة التقديم للجائزة والطلاب المدربين وذلك فى إطار فعاليات اليوم العالمي لمحو الأمية 2021، “محو الأمية من أجل تعافٍ محوره الإنسان.. تضييق الفجوة الرقمية”.
جدير بالذكر، أن هذه الجائزة تأسست عام 2005، وتحظى برعاية جمهورية الصين الشعبية، وتهتم بالبرامج التي تشجع على محو أمية الكبار، خاصة في المناطق الريفية والشباب غير الملتحقين بالمدارس ولاسيما الفتيات والنساء، وتمنح هذه الجوائز للحكومات، المنظمات غير الحكومية، والأفراد اعترافًا بإسهامهم المتميز في تعزيز الجهود المبذولة وتقديرًا لجهودهم المتواصلة في مجال محو الأمية.