فى حياتنا قصص نجاح غير عادية لأشخاص كل الظروف والمعطيات وقفت ضدهم .. تعرضوا لتحديات ووقعوا تحت طائلة ظلم واضح.. للوهلة الأولى تحسبهم من اليائسين الناقمين الغارقين فى بحر اليأس والأحساس بالمظلومية، لكنهم ينتفضون بروح تحد وعزيمة قوية لاثبات صدق تفوقهم. واذا ما ثمنت نجاحاتهم بحجم معاناتهم نجدها غالية الثمن جداً .. فهم لم يغيروا فقط عالمهم إلى الأفضل بل أعطوا الأمل لمن حولهم وأصبحوا قدوة، لذا أقدم نماذج منهم لكل شاب أو طالب تصادفه العوائق والعثرات فى طريقه.
من منا ينسى مريم ملاك تادرس ابنة قرية صفط الشرقية في محافظة المنيا، صاحبة الصفر الشهير فى الثانوية العامة 2015 وصاحبة العيون المليئة بالتحدى والإصرار التى روت بدموعها وأعصابها الظلم والفساد الذى تعرضت له عبر ظهورها فى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى، وروت حكايتها مع الصفر الكبير الذى أعطوه لها- وهى المتفوقة طوال مسيرتها- بتبديل أوراق إجابتها واتهمها بالكذب وبالمرض النفسى.. حاربت من أجل اثبات حقها وساندها كثير .. لكنها خسرت القضية فى المحكمة.
وكأن مريم لها من اسمها نصيب فقد تحملت الأذى وحملت بين ضلوعها صدقها المجروح و حلمها المذبوح وآثرت الصمت لا تُكلم (إنسيا )حتى يقضى الله لها ويُظهر الحق.
وأُجُبرت على إعادة السنة ودخلت بالفعل الامتحانات “منازل ” و انتصرت على أرض الواقع ،وفاجئت الجميع بحصولها على مجموع 94.02%، شعبة علمي علوم ،لتصبح مريم عنوان للصدق والتفوق وإنها ليست صاحبة هذا الصفر الذى وصفت به وصنعت المفارقة والتحقت بكلية الصيدلة فى جامعة خاصة ومن الفصل الدراسي الأول تحصل على تقدير امتياز .وتتوالى تقديراتها طوال سنوات دراستها حتى تخرجت منذ أيام بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ومنذ التحقت بالجامعة ومريم تبتعد عن الاضواء.
سألت عنها المستشار ايهاب رمزى محاميها فقال (مريم بخير عاشت سنوات من الجد والاجتهاد بكلية الصيدلة حتى تخرجت بتقدير امتياز وأسرتها ترفض ظهورها مرة أخرى لكن بالتأكيد الجميع يتذكر قصة مريم ودموعها الصادقة وقصة نجاحها التى حولتها من طالبة الصفر الى خريجة الصيدلة بامتياز مع مرتبة الشرف ..ستظل ايقونة للكفاح والاجتهاد والمثابرة.