تصدرت الصبارة الراقصة مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، في الدول العربية بعد تزايد مبيعاتها، وبعد مشاركة عدد كبير من رواد “السوشيال ميديا “فيديوهاتها الراقصة، مما أدى لزيادة الطلب عليها والترويج لها في مصر وعدد كبير من الدول العربية.
فبمجرد فتح أيً من تطبيقات التواصل الاجتماعي ستجد العديد من المنشورات التي تبحث عن الصبارة الراقصة، أو تسخر من الاهتمام الزائد لدى المصريين به، خاصة أن سعرها يعد مرتفع للعديد من الفئات، خاصة وأنها لعبة تقليدية تقوم على تسجيل الأصوات المحيطة بها، ثم تعيد الكلمات التي سمعتها بصوت مختلف وتتراقص أثناء ترديده.
وبين من يراها لعبة مسلية ولطيفة لكل الفئات وخاصة الأطفال، ويمكن استخدمها بدلاً من الألعاب التقليدية، ومن يرى أنها غير مفيدة ولا تقدم أي منفعة للطفل خاصة في سنوات عمره الأولى، ويرصد “صدى البلد جامعات”، خلال السطور التالية من خلال متخصصين تأثير الصبارة الراقصة على الأطفال، بعد أن غزوها للسوق المصري والعربي.
اللعبة تحرض الأطفال على الكوكايين والانتحار
نشرت صحيفة “ذا فرست نيوز” تقريرا بعنوان ” أم مذعورة تجد “لعبة الصبار الراقصة” تشتم وتغني بالبولندية بشأن الكوكايين”، أكدت فيه على اكتشاف امرأة بولندية لعبة الصبار تغني وترقص وتنتشر حول الكوكايين باللغة البولندية، ما تسبب في شعورها بالذهول والصدمة.
وذكر التقرير أن المرأة التي تعيش في مدينة تايشونغ في تايوان مع طفلها كانت في سلسلة سوبر ماركت مع طفلها عندما صادفت اللعبة الخضراء “الملائمة للأطفال الصغار” في قسم الأطفال، حيث وصفها المنتجون بكونها “لطيفة وممتعة” و “أفضل هدية عيد ميلاد للأطفال”، ويقول المصنعون إن الصبار “الصديق للأطفال الصغار” سوف “يحفز إبداع الأطفال” و “سوف يرقص لبضع ساعات، مما يجلب للطفل وقتًا سعيدًا في الحياة”.
وشغلت المرأة البولندية وتدعى إيلي اللعبة فشعرت بالرعب على الفور لرؤية صبار يبلغ طوله 32 سم يبدأ في التحريك على أغنية بعنوان “أين ثعبان البحر الأبيض” لمغني الراب البولندي سيبيس.
تبدأ الكلمات: “الشيء الوحيد الذي في رأسي هو خمسة جرامات من الكوكايين ، اذهب وحيدا”، وفي اتصال مع بوابة الأخبار المحلية “تايوان دوت كوم” ، قالت الأم المذهولة: “الكوكايين ومحاولة الانتحار يتكرران مرارًا وتكرارًا. إنه أمر مروع حقًا وغير مناسب تمامًا للأطفال “.
ومنذ ذلك الحين ، انتقد آباء آخرون اللعبة بعد أن اكتشفوها تُباع عبر الإنترنت، وذكر التقرير أن امرأة في إسبانيا عثرت على الصبار على amazon.com: “إنها لعبة أساسية ، لا بأس ، لكن من المخيف أن الأغاني المخصصة للأطفال تدور حول الكوكايين ، إنه جنون”.
وعلق آخر من ألمانيا: “هذه ليست أغنية للأطفال. أعطيتها لزميل لترجمتها ثم أدركنا أن الأغنية تدور حول المخدرات والعنف ، إنها أغنية بولندية “.
وفي الوقت نفسه، قال منشور آخر على موقع YouTube الخاص باللعبة: “هذا يشبه العثور على قميص مسيء باللغة الإنجليزية في بلد آخر ولا يعرف البائع ما يعنيه لهم”، كما هاجمت إدارة مغني الراب اللعبة، مؤكدين اتخاذهم لخطوات قانونية ضد الشركة المصنعة بسبب “الاستخدام غير القانوني”.
وأشار التقرير إلى أن إدارة مغني الراب إنه لا شيء جديد بشأن استخدام الأغنية وستتخذ إجراءات قانونية ضد الشركة المصنعة للعبة، وقال زبيغنيو فلورك لشبكة TFN: “لم نكن نعرف شيئًا عن هذا. إنها مفاجأة كاملة بالنسبة لنا.
وتابع:”إذا تمكنا من اتخاذ أي خطوات قانونية، فسوف تكون هناك عواقب قانونية متعلقة بالاستخدام غير القانوني للعمل من قبل Cypis، وبالتأكيد لن يُسمح لمنتج اللعبة باستخدام الأغنية لهذا الغرض.”
تقيد مهارات الطفل وتقتل وقته
أوضح الدكتورة هبة سامي أستاذ علم النفس التربوي، بكلية التربية جامعة عين شمس أن “الصبارة الراقصة”، تأتي ضمن العديد من الألعاب ذات الهدف تجاري البحث التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة، وهي غير مناسبة للطفل من الناحية العقليه أو النفسية لأنها لا تعتمد على تنمية قدراته العقلية، ولا تعمل على تنمية مهاراته.
وأكدت سامي لـ”صدى البلد جامعات” أن هذه الألعاب غير مناسبة للأطفال من الناحية النفسية لأنها تعتمد على التكرار العقيم لبعض الكلمات أو الاغنيات، فهي لا تقيم حوارًا وليس لها أي هدف تعليمي، وبذلك هي تختزل طاقة الطفل وتقيد مهاراته وتقتل وقته بما لا يفيد.
انسحاب الطفل اجتماعياً والميل للعزلة
فمن الأحرى على أولياء الأمور الانتباه إلى التأثيرات السلبية لمثل هذه الألعاب على الجوانب النفسية والعقلية للأطفال، والعمل على شغل وقتهم بما يفيد مهاراتهم وينمي مستوى ذكائهم قدر المستطاع.
وأشارت أستاذ الصحة النفسية، أن تكرار الكلمات قد تكون غير مناسبة بالنسبة للطفل في عمر صغير، وإهدار لمهارات الأطفال في وقت حرج من عمرهم، ينبغي أن نحرص على تنميتها مثل المهارات الاجتماعية واللغوية، والقدرات العقلية، كما أن الانشغال بها لفترات طويلة، تؤدي إلى انسحاب الطفل من المواقف الاجتماعي ويميل بشكل أو بأخر إلى الشرود والعزلة.
تحدث خلل بين الطفل وامه
وقالت أسماء علاء الدين، المعالجة النفسية، والباحثة في علم النفس الإكلينيكي، أن انتشار لعبة الصبارة الراقصة والهوس على شرائها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يمثل خطورة شديدة على الأطفال الصغار.
وأكدت علاء الدين لـ”صدى البلد جامعات”، أن هذا الخطر يكمن في أن الطفل يتعلق بها فتسبب عزله بينه وبين أمه، فهنا يحدث خلل في العلاقه بينه وبين أمه أي بينه وبين الواقع الخارجي، فيعوض علاقه الطفل بأمه بهذه اللعبه المتحدثه لانها تقلد الطفل في طريقة الكلام فيشعر أنه يحقق رغباته من خلالها، فيحدث له تخيلات وهلاوس ويتخيل ويحلم أنها تكلمه.
تسبب الاكتئاب والاضطرابات النفسية
وللأسف انتشرت العديد من الحملات التسويقة لهذه الصبارة الراقصة وينصح بها “كلعبه تربوية”، وهذه الخطأ الاكبر لأنها ليس لها أي قيمة، بل بالعكس تسبب تأخير أو معاناه في الكلام.
بالإضافة لذلك فهي أشبه بالتلفزيون والهاتف الذي ينصح بابتعاده عن الطفل، لأنه قد يكون سبب في مرض التوحد أو طيف التوحد، وقد تكون الصبارة الراقصة سبب في عزلة تصل إلى حد الاكتئاب أو اضطرابات نفسية أو شخصية متعددة، ولذلك ننصح الأم أو الوالدين بالمعرفة التامة عن أي لعبة قبل دخولها البيت، وتركها في يد الطفل بغض النظر عن انتشارها أو تسويقها، ويفضل المتابعة أو سؤال المختصين في مثل هذه الأمور، فالطفل ورقة بيضاء يخط عليها الآباء ما يريدون، وكذلك هم أرض خصبة للسوء أو المرض النفسي على حسب اختيار الآباء.