“من هو سيد الشهداء؟”.. هو سؤال يتبادر إلى ذهن العديد من الأشخاص فور سماعهم لهذا اللقب الجليل الذي توج مسيرة الصحابي حمزة بن عبد المطلب بعد استشهاده، وفي الواقع لم يكن هذا اللقب الأول في حياة حمزة بن عبد المطلب، بل لقبه الرسول في حياته بـ “أسد الله”، نظرًا لشجاعته وإصراره على حمل راية الإسلام حتى النهاية.
من هو سيد الشهداء؟
هو الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب بن قصي بن كلاب الهاشمي القرشي، عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخوه في الرضاعة، حيث كان يكبره بعامين، وكان حمزة أحد الوزراء الـ 14 في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
توطدت علاقة صداقة قوية بين الصحابي حمزة وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، بل وجمعتهم العديد من الخصائل المشتركة، كان أهمها: الشجاعة والكرم والسماحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “خَيْرُ إِخْوَتِي عَلِيٌّ، وَخَيْرُ أَعْمَامِي حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا”.
قصة إسلامه
في العام الثاني من البعثة، أعلن الصحابي إسلامه بعد قيام أبو جهل باعتراض طريق الرسول صلى الله عليه وسلم في جبل الصفا في مكة المكرمة وإيذائه، فوصل النبأ إلى حمزة الذي ذهب مسرعًا إلى أبي جهل، قائلًا له: “أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرُدَّ ذلك على إن استطعت”، ثم نطق بالشهادتين.
تاريخ ذهبي من المعارك والبطولات
أبلى حمزة بلاءً حسنًا في العديد من المعارك التي خاضها المسلمين دفاعًا عن الإسلام، فقد حارب بقوة وشجاعة في غزوة بدر التي كانت من أوائل الغزوات التي قام بها المسلمون، وقتل حمزة فيها عدد كبير من المشركين، كان من بينهم: شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، مما أشعل الغضب في نفوس كفار قريش وعلى رأسهم هند بنت عتبة التي ظلت تخطط للأخذ بالثأر.
وبسبب شجاعته ومهاراته في ميادين القتال، قيل إن حمزة رضي الله عنه كان حاملًا لواء النبي في غزوة بني قينقاع.
وعن قصة استشهاده، خرج حمزة بن عبد المطلب إلى غزوة أحد محاربًا ببسالة، حيث وقعت المعركة في جبل أحد بين المسلمين بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقبيلة قريش بقيادة أبى سفيان بن حرب، إلا أن سدد إليه وحشي بن حرب بأمر من هند بنت عتبة ضربة بالرمح، فاستشهد حمزة وهو لم يكمل عامه الستين بعد.