كتب – عمرو الحداد
مع نهاية ماراثون امتحانات الثانوية العامة من كل عام يبدأ موسم جديد وهو موسم التحاق طلاب الثانوية العامة بالجامعات ورحلة التنسيق وما إلى ذلك، وهذا ما يدفع الكثير من الطلاب إلى طرح أسئلة بخصوص الحياة الجامعية والفرق بين الجامعة والمدرسة؛ لذلك يعرض موقع «صدى البلد جامعات»، فيما يلي أهم الأمور التي يجب أن ينتبه إليه طلاب الثانوية العامة قبل دخول الجامعة:
-
«اتعب في الثانوية، ترتاح في الكلية»:
كثيرًا ما تتردد هذه الجملة على آذان طلاب الثانوية العامة، مما يتسبب في تكوين صورة خاطئة لدى الطالب بأن المرحلة الجامعية مرحلة لهو ليس إلا، ولكن الأمر ليس كذلك؛ فالمرحلة الجامعية مثلها مثل باقي المراحل الدراسية تحتاج إلى المذاكرة بشكل مستمر، وأحيانًا ما تكون المذاكرة أكثر عبئًا من نظيرتها في المدرسة، وهذا بسبب طبيعة الدراسة بالجامعة التي تعتمد بشكل رئيس على الطالب وليس الأستاذ.
-
«لا مكان للحفظ والتلقين»:
والمقصود هنا هو القضاء على الصورة النمطية التي يعتاد عليها طلاب الثانوية العامة في مراحل دراسته الأولى في الجامعة، والتي تصور له أن الأستاذ الجامعي في الكلية سيكون مثل المُعلم بالمدرسة، مهمته تتضمن محاولة تثبيت المعلومة في ذهن الطالب من خلال الحفظ والحفظ والحفظ ثم عقد اختبارات دورية لاختبار قدرة الطالب على الحفظ، لكن الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك؛ فالطالب بالمرحلة الجامعية- كما سبق وذكرنا في النقطة السابقة- يقع عليه العبء بشكل أكبر من ذلك عند الأستاذ.
ويجب على الطالب أن يُدرك دور الأستاذ في هذه المرحلة وهو أشبه بدور توجيهي لمساعدة الطالب في الاختيار بشكل صحيح وتوضيح الصورة، ثم يترك للطالب حرية اختيار طريقة تثبيت هذه المعلومة، وإن كان يرى فيها الفائدة أو لا، فالدراسة في الجامعة ما هي إلا مرحلة انتقالية بين حياة الدراسة والحياة المهنية، التي بمقتضاها يجب على الطالب أن يتعلم تحمل المسؤولية بصورة أكبر.
وهذا لا يعني أن الحفظ غير موجود تمامًا، وإنما الأمر يعتمد أيضًا على طبيعة الكلية التي يلتحق بها الطالب، فالكليات النظرية -مثل آداب وتربية والألسن وغيرهم- تقتضي قدرة على الحفظ بصورة أو بأخرى، مع حرية اختيار الطالب في التعبير عن المعلومة، فطبيعة الحفظ أيضًا تختلف هنا، حيث لا يجب على الطالب حفظ المقرر الدراسي بالكامل، وإنما الفهم أولًا ثم الحفظ بالطريقة التي يختارها.
-
«توفر الجامعة خبرات أخرى إلى جانب مجال التخصص»:
تقدم الكليات فُرص تدريب بشكل مستمر للطلاب ليتمكنوا من تطبيق بعض الخبرات التي اكتسبوها من المقرر بشكل عملي، تساعد الطالب على معرفة طبيعة سوق العمل ومتطلباته، بالإضافة إلى تعرف الطالب المجالات المختلفة مما يُسهل عليه عملية اختيار المجال الذي يرغب في الالتحاق به بعد التخرج.
كما تحتوي الكليات على الكثير من الأنشطة الطلابية التي لا علاقة لها بمجالات التخصص، مثل: نماذج المحاكاة التي تتبناها الجامعات، والتي تجذب الكثير من الطلاب وتعطيهم فُرصة لمعرفة أنظمة الإدارة وعقد المؤتمرات والنقاشات، وأيضًا نماذج محاكاة أخرى تهتم بإكساب الطلاب مهارات في التسويق وإدارة الأزمات وما إلى ذلك.
-
«المقرر الدراسي وحده لا يكفي»:
لا يجب على الطالب الاعتماد على المقررات الدراسية فقط، لأن الحياة المهنية تختلف كثيرًا عن الحياة الأكاديمية؛ فالمقرر لن يستطيع الإجابة عن كل الأسئلة التي قد تواجه الطالب بعد التخرج أو حل الأزمات التي قد تطرأ، وهذا يرجع إلى طبيعة سوق العمل المتغيرة وقد يتطلب الأمر وقتًا حتى تدركها المقررات الدراسية وتلحقها الإدارة بالكتب والمراجع؛ لذلك يجب على الطالب أن يكون دائم الإطلاع على الكثير من والأمور الخاصة بمجاله وأخرى عن مجالات متنوعة التي من شأنها أن تساعده وتضيف إلى مجال التخصص الذي يدرسه.